بمناسة اليوم العالمي للرأة، نظمت جمعية الأعمال الاجتماعية لوزارة الثقافة يوم الجمعة 06 مارس 2009، ملتقى ثقافيا وفنيا للاحتفاء بالنساء المبدعات والمعينات في مناصب المسؤولة بوزارة الثقافة. تمحور الملتقى حول قضية تعتبر حيوية وتدخل في صلب عمل الجمعية؛ وهي قضية تكريم نسائنا. ليس باعتبارهن نساء فقط أو لمجرد تخليد ذكرى ليوم عالمي لهن فقط، وإنما باعتبارهن نساء قادرات على الإبداع والقيادة، ولأن ملكة الإبداع والقدرة على التدبير لا جنس لها. وفي هاته الملكة، يتنافس المتنافسون نساء ورجالا على حد سواء ودون تمييز. كان اللقاء مناسبة إذن لنعبر عن موقفنا في الجمعية بأن الفاعلية والمردودية ومقاربات التدبير المبنية على النتائج لا معنى لها في غياب ثقافة الاعتراف بالجهد. وأن كل المبادرات الترفيهية والتضامنية التي نقوم بها داخل الجمعية تبقى ناقصة، رغم أهميتها، ما لم تصاحبها ثقافة الاعتراف بالجهد لدى موظفينا عموما ولدى نسائنا على الخصوص. وأن كل تمييز في العمل بين الجنسين، على هذا المستوى، يشكل انتهاكا لحق من حقوق الإنسان يترتب عنه تبذير للمواهب. فكان لزاما علينا أن نقترب أكثر وننصت ونسأل ونتساءل حول وضع زميلاتنا داخل وزارة الثقافة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، خاصة وأن الأرقام المتوفرة لدينا والاستمارات التي أعددتاها أبهرتنا بنتائجها؛ فوزارة الثقافة تحتضن طاقات نسائية خارقة من مسؤولات وإطارات وكاتبات عظيمات ومنظفات مهووسات بنظافة مكاتبنا ومبدعات في مختلف مجالات الإبداع الثقافي والفني، لهن لمسة خاصة وأنماط تدبير إداري وأساليب تفكير مسكونة بالدقة والتجديد وسعة الخيال. ولا يمكن إلا لجاحد أن ينكر مساهمة كل واحدة منهن في تحقيق الفاعلية والمردودية المطلوبة لنجاح أي مشروع. من هنا انبثق شعارنا لهذه الدورة الأولى "مبدعات بيننا"، من احتفاءاتنا باليوم العالمي للمرأة التي ستتجدد دوراتها كل سنة ضمن تصور وإخراج متطور. في دورتنا الأولى هاته، فتحنا للعموم باب رواق محمد الفاسي بوزارة الثقافة من 6 إلى 12 مارس 2009، ليطلع على المؤلفات الفكرية والبحوث المتميزة لضيفة شرف هذه الدورة الأولى، الأستاذة الفاضلة جودية حصار بنسليمان التي بصمت بتواضع قل نظيره درب العطاء الثقافي في وزارة الثافة وأدارت بأسلوب ومنهج متعدد زوايا الإبداع. وليتأمل أيضا لوحات لفنانات بيننا بوزارة الثقافة؛ السيدات نعيمة الحريفي مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ومريم بنحربيط التي تعرض لأول مرة لوحات تستحق التأمل لأكثر من مرة، وهي أستاذة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، ونزيهة البشيري العلمي موظفة بمندوبية الشاون. ومعرض للكتاب لكاتبات بيننا، سيدات يجمعن بين الحس المرهف والدينامية المتجددة دوما ونبل السلوك الإنساني : رجاء الطالبي كاتبة وشاعرة ورئيسة مصلحة المعارض الوطنية والجهوية بمديرية الكتاب، رحمة الحريقي وفاطمة الزهراء الحريف وزهرة اقنينبة أستاذات بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث ورتيبة ريكلما من مديرية الفنون، ومجيدة بن كيران كاتبة وفنانة موظفة بمديرية الفنون، وكلثوم كمبزار أمهان أستاذة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، والعالية ماء العينين محافظة خزانة المعاريف بالدار البضاء. بالمعرض كذلك، تحف رائعة في فن الديكور والخزف والطرز من إنتاج مبدعات بيننا : الأستاذة رحمة الحريقي، سميرة لخمارتي، الكاتب العام للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ذات العطاء الذي لا ينضب، وزنوبة العلوي الإسماعيلي موظفة بالمديرية الجهوية بجهة سوس ماسة درعة بتحف فنية تنم عن سعة في الخيال ودقة في الإنجاز. بالإضافة إلى نماذج من فن الطرز لإنامل وأعين تشع عطاء ودقة للسيدة حفيظة أبو درار، أنامل لا تزعزعها رياح مدينة الصويرة التي أتتنا منها. بعد افتتاح المعرض من طرف الكاتب العام للوزارة السيد أحمد كويطع ورئيسة ديوان السيدة الوزيرة السيدة راضية العراقي ومدير الدورة الأولى لهذه التظاهرة السيد محمد لكحل نائب رئيس الجمعية، تم الالتحاق بقاعة باحنيني التابعة للوزارة، حيث تم تكريم السيدة وزيرة الثقافة باعتبارها فنانة ووزيرة للثقافة ورئيسة شرفية لجمعية الأعمال الاجتماعية والسيدة جودية حصار بنسليمان ضيفة شرف هذه الدورة، باعتبارها رائدة من رواد العمل الثقافي إدارة وإبداعا والسيدة فوزية باديش عضو بمكتب الجمعية نظرا لتضحياتها في مجال العناية الطبية بموظفي الوزارة وفقرة تكريم خاص لنساء مقبلات على التقاعد برسم سنة 2009. قدمت للمكرمات جميعهن جوائز تقديرية عبارة عن لوحات تشكيلية وتحف فنية وكتب من إنتاج موظفات مبدعات بيننا في وزارة الثقافة. وقد شاركتنا في تنشيط هذه الأمسية الاحتفالية فنانات رائدات في الغناء التراثي الأصيل؛ السيدات سميرة قديري باحثة في سوبرانو ونجم ذاع صيته في سماء الفن الأصيل ورئيسة مصلحة التنشيط الثقافي بتطوان، وليلى المريني رائدة من رواد الفن التراثي رفقة مجموعتها النسائية المتميزة وهي أستاذة بالمعهد الموسيقي بسلا، وأميرة من أميرات الغناء التراثي الأصيل وسيمة بنريسول طبيبة وأستاذة بالمعهد الموسيقي بسلا في أغاني لكوكب الشرق أم كلثوم، واكبها في العزف على آلة العود والدها الفنان المقتدر مصطفى بنريسول في رسالة واضحة من الجمعية على نبل الفن وصفائه. وتخللت هذه الفقرات الموسيقية الغنائية قراءات شعرية للأستاذة المبدعة بيننا رجاء الطالبي عضو اتحاد كتاب المغرب ومسؤولة بمديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، وسرد لأمثلة شعبية مغربية لسيدة عظيمة اختارت حفظ وتدوين الأمثلة الشعبية بحرص بلغ حد الخوف على المثل المغربي الشعبي باعتباره جزء من تراثنا المغربي المتميز وأقصد سلامة مرون موظفة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث. بالإضافة إلى شهادات لبعض النساء اللواتي بصمن بعطائهن درب التدبير الثقافي على مستوى الوزارة وهن راضية العراقي رئيسة ديوان الوزيرة وسعاد الرويجل المديرة الجهوية للثقافة بجهة الغرب الشراردة بني حسن ورتيبة ريكلما رئيسة قسم المسرح بمديرية الفنون. وفي تمام الساعة السادسة مساء أجريت قرعة لاختيار "سعيدات الحظ الثلاث برسم دورة 2009"، أشرفت عليها لجنة تتكون من أعضاء مشهود لهم بالموضوعية والنزاهة بيننا، وهم السادة امبارك الطويل رئيس قسم نظم المعلوميات ومنعم احجيلا ويوسف سفلال وفتح الله السويسي وخالد الهاشمي كرئيس للجمعية وممثلها داخل اللجنة. وقد أسفرت القرعة عن فوز السيدات رجاء العمراني من قسم الميزانية وفاطمة عمراني من الكتابة العامة ونعيمة وردة من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث كان اللقاء فرصة جديدة لنتتقاسم في وزارة الثقافة ساعة من الفرح الجماعي، في جو عائلي وحول قضية إنسانية نبيلة من حجم نصرة نسائنا. محمد لكحل : نائب رئيس الجمعية ومدير الدورة