افتكرت مدينة سلا وفي حفل يليق بمستوى الحدث، نجومها الرياضيين القدماء والجدد، وقامت بتكريم ثلة من قدمائها من مسيرين وأبطال رياضيين، وكذا مختلف الفرق الرياضية التي صنعت الحدث خلال الموسم الرياضي المنتهي. وبالرغم من بعض الهفوات التي انتابت حفل التكريم، سواء على مستوى الكتيب الذي أرخ للحدث، أو اختيار بعض الأسماء المكرمة، فإن الحدث يبقى في كنهه بادرة طيبة تستحق كل الثناء والتقدير، ويبقى الأمل معقودا على من سهروا عليه من أجل التعهد بتنظيمه سنويا وبطرق أفضل ليصبح تقليدا محمودا لمدينة تعيش طفرة شمولية في شتى الميادين اقتصاديا وعمرانيا وحتى رياضيا. فمدينة سلا التي عرفت على مر السنين بحنكة مسيريها وعصامية رياضييها، بالرغم من ضعف البنيات التحتية وانعدام الإمكانيات المادية، بدأت خلال السنين الأخيرة تشق طريقها نحو التألق والخروج من دائرة الجمود والركود، ولعل أكبر دليل على ذلك نتائجها الرياضية لهذا الموسم، والتي كانت ملفتة بامتياز كبير، ففي الرياضات الجماعية تحققت طفرة نوعية تكمن في عودة فرعي الجمعية السلاوية لكرة القدم والكرة الطائرة إلى القسم الوطني الأول وبلوغ فرع كرة السلة المباراة النهائية لنيل لقب بطولة المغرب، وبلوغه دور نصف نهاية كأس العرش، فضلا عن تنظيمه الرائع وفوزه بلقب بطولة سلا الدولية الأولى لكرة السلة، وفرع كرد اليد أشر على موسم ناجح في أول موسم لعودته إلى القسم الوطني الأول باحتلاله المرتبة الثالثة خلال الشطر الأول للبطولة وخروجه الظالم من دور ربع نهاية كأس العرش. كل هذه الفرق الجماعية للجمعية السلاوية أثثت لحدث هام يكمن في أن فروعها في هذه الرياضات تكاد تكون خلال الموسم المقبل من بين القلائل من الأندية الوطنية إن لم تكن النادي الوحيد الممثل على صعيد كل فروعه للألعاب الجماعية في بطولات الصفوة. كما أن من بين المكرمين كذلك فريق الاتحاد الرياضي السلاوي لكرة القدم لمساهمته الفعالة في تأطير الفئات الصغرى وكذا المشعل الرياضي للجيدو وجمعية الوئام للايت كونطاكت وجمعية القدم الذهبي لفرق الأحياء فضلا عن فرع الجمعية الرياضية السلاوية لرياضة الأشخاص المعاقين الذي سيكون العديد من أبطاله حاضرين في الألعاب الأولمبية للمعاقين بالصين. أما بخصوص الشخصيات الرياضية التي افتكرتها الذاكرة السلاوية في هذا الحفل الرياضي، فتمثلت في كل من السادة محمد بنغموش رئيس سابق لفرع كرة القدم، وعبد لله بندحمان لاعب سابق في الخمسينات والستينات لنفس الفرع، وفي كرة السلة كل من عبد اللطيف عواد وحرمه ة لطيفة بنشقرون، وفي كرة اليد كل من اللاعب الدولي مصطفى الضريف والمسير سعيد الشدادي، وعن الكرة الطائرة نور الدين زلو. ونور الدين بلبل ومحمد بلعطار وعادل بلكايد عن رياضة الجيدو، وبهية باحميدي مسيرة في كرة القدم النسوية، ومحمد الزعيتي، المراكشي السلاوي، الذي أفنى حياته خدمة للتطبيب الرياضي سواء مع فروع الجمعية السلاوية أو المنتخبات الوطنية، وكذا الزميلين محسن المريني وبدر الدين الإدريسي. أما بخصوص الجمع العام لفريق الجمعية الرياضية السلاوية لكرة القدم، والذي حضره محمد بنعلي كممثل عن المجموعة الوطنية، فقد مر في 90 دقيقة زمن مباراة لكرة القدم، ومر في أجواء عادية تميزت بالمصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، بالرغم من الهفوة، والتي يلزم تصحيحها، على مستوى التقرير المالي الذي اعتبر ضخ 100 مليون سنتيم من ميزانية التجهيز ضمن مداخيل الموسم لسد بعض نفقات التسيير، كدين من المكتب المسير، وهي نقطة أثارت حفيظة بعض العارفين بالشؤون القانونية والمالية ليتضح بعد ذلك أن الموسم المنتهي خلف عجزا ماليا بحوالي 98 مليون سنتيم وليس فائضا حصره التقرير المالي المصادق عليه من طرف خبير في الحسابات في 00، 594 315 درهم. ويستشف من خلال التقرير المالي للفريق أن الصعود كلف حوالي 500 مليون سنتيم وهو رقم يدل في مضمونه العام على ترشيد محكم في النفقات، بالرغم من أن المكتب المسير وكما جاء في التقرير الأدبي أبقى على نفس قيمة الحوافز المادية وأجور اللاعبين على المستوى الذي كانت عليه خلال وجود الفريق بالقسم الوطني الأول. أما بخصوص الثلث الخارج، فقد أصاب كلا من السادة عبد المجيد الرايس وعادل التويجر وعبد الله روان والصديق شماعو، وترك المنخرطون 27 الحاضرون في بداية أشغال الجمع من أصل 34، صلاحية تغيير هذا الثلث أو إعادته إلى التسيير للرئيس عبد الرحمان شكري. وأظهر النقاش الذي فتح بعد نهاية الشق القانوني من الجمع العام وإعطاء الكلمة لبعض الغيورين والمحبين، أن جمهور الفريق تنتظره متاعب كثيرة في ملعب أبو بكر اعمار صيفا أو شتاء وذلك بسبب تملص عدة جهات من التزاماتها بتغطية مدرجات الملعب، وهي نقطة لم تلق أي جواب شافي حتى من إدريس السنتيسي، رئيس المجموعة الحضرية وعمدة مدينة سلا، الذي حضر بدوره أشغال هذا الجمع العام. عوما فإن الجمع العام العادي للجمعية السلاوية لكرة القدم مر في أجواء عادية، لكنه ترك عدة تساؤلات معلقة قرأناها في عيون العديد من محبي الفريق وتتداولها الكواليس، ومنها، هل ستستطيع مدينة سلا بكل مكوناتها البحث عن السيولة المالية اللازمة لهذا الفرع والتي قد تفوق المليار سنتيم لواجهة متطلبات الموسم لضمان موسم مستقر ومطمئن بالقسم الوطني الأول، وهل المجموعة الحالية للفريق بقيادة المدرب محمد يوسف المريني قادرة على رفع التحدي والتأشير على موسم ناجح، ثم أخيرا وليس بأخير أليس من غير المقبول وفي مدينة من حجم سلا المجاهدة بتاريخها ورجالاتها، أن يظل عدد منخرطي فرع كرة القدم منحصرا في 34 شخصا، فأين يكمن الخلل في هذه النقطة بالذات، لأنه وارتباطا بالشق الأول من هذه المادة، فإن الفعاليات التي حضرت حفل التكريم وحتى التي غابت عنه، قادرة على الانخراط وكذا دعم الفريق ماديا ومعنويا وبالتالي ما الذي يمنعها من ذلك...؟. محمد الصباري