: عبد السلام بناني سجوني أو «الأب الهادىء» قدمنا يوم الأحد الماضي الحلقة الأولى من هذه المذكرات التي كتبها المقاوم الكبير المرحوم عبدالسلام بناني، ونشرنا المقدمة التي كتبها لهذه المذكرات الأستاذ عبدالكبير بن المهدي الفاسي. ننشر اليوم حلقة ثانية من المذكرات التي تركناها بالأسلوب الذي كتبه بها المرحوم عبدالسلام بناني استئناف تنشيط الحزب من جديد على اثر حوادث 7 و 8 دجنبر 1952 صدر أمر من الاقامة العامة بحل حزب الاستقلال رغم أنه لم يكن معترفا به رسميا من لدن الادارة. وقد اتصلت بأعضاء الحزب الذين لم يلق عليهم القبض في 1952، وأول من وجدت هو الأخ محمد بن موسى عضو مكتب الحزب بدرب السلطان، والمرحوم عبدالسلام الحيحي والسكوري وعبدالسلام بناني الطنجوي، وعبدالعزيز الحلو وأحمد اليوبي، فاتفقنا في اجتماع عقدناه على أن يستأنف الحزب نشاطه في جميع أنحاء الدارالبيضاء، وفعلا صارت الجماعات تجتمع والمسيرون يجتمعون وكذلك الكتاب والأمناء، وبعد أن اتصلت بالاخوان الاساتذة محمد بوستة والبشير بن العباس ومحمد بن الجيلالي بناني وأبلغتهم نشاط الحزب، حبذوا الفكرة وقالوا لعل هذا العمل ان استئناف نشاطنا يخفف على اخواننا في السجن، لأن ادارة الحماية تظن أنها قضت على الحزب قضاء تاما، وكان يوجد في السجون اذ ذلك أكثر من عشرة آلاف عضو من الحزب، منهم من قدم للمحكمة العسكرية الفرنسية بالبيضاء ومنهم من حكم عليهم من لدن المحاكم الباشوية، ومنهم من نفى الى الصحراء، ووصل خبر نشاط الحزب الى الأخوان في السجن بالدارالبيضاء فحبذوا الفكرة وأرسلوا لي مكلفا بتموين المساجين أن أزيد في نشاطي صحبة الاخوان السابق ذكرهم. تأسيس لجنة للكتابة على الجدران اخترت من بين أعضاء الحزب الناشطين لجنة للكتابة على جدوان الحائص بالدار البيضاء. وتكلفت هذه اللجنة بكتابة العبارات الآتية في كل ليلة: يسقط الكلاوي يسقط الخونة يسقط أعداء السلطان يحيى السلطان يحيى حزب الاستقلال. وغير ذلك من العبارات ودام نشاط هذه اللجنة شهورا بدون أن يلقى القبض على أحد من أعضائها. وكانت هذه اللجنة تشتغل كما يلي في جميع أحياء الدار البيضاء: أحد الأعضاء يشتغل بالكتابة وثلاثة يحرسونه واذا حاول أحد القبض عليهم يشغلون الحراس بشتى أنواع المراوغة حتى يجمع الكاتب أدواته ويفرون جميعا على دراجاتهم، وكان لزاما على كل عضو من هذه اللجنة أن تكون له دراجة رهن إشارته بالملك أو بالاستعارة، وكثر المتطوعين في هذه اللجنة واستمر عملها الى شهر شتنبر 1953 حيث أدمجت جميع اللجان في منظمة واحدة لجماعات الفداء والمقاومة. ولم تكن مهمة تأسيس اللجنة للكتابة في الجدران فقط بل أيضا لتضليل رأي رجال الشرطة والإدارة الفرنسية بالمغرب حتى يكون في الإمكان تنشيط حركة المقاومة بدون أن تشعر الشرطة والإدارة الفرنسية. تأسيس حركة المقاومة حين وصلت الى الدار البيضاء كنت مصمما العزم على تنفيذ مسألتين: 1 تأسيس الحزب من جديد واستئناف نشاط الحزب كما ذكرت ذلك سابقا 2 تأسيس حركة المقاومة المسلحة بناء على المذاكرة التي دارت بيني وبين الأستاذ عبد الكبير بن المهدي الفاسي بطنجة، وبناء على أرساله الأخ الحسن العرائشي الى طنجة في نفس الموضوع وبناء على ما سبق من اجتماعات عقدت بباريس مع العمال الذين كانوا شاركوا في صفوف المقاومة الفرنسية أيام الاحتلال الألماني لفرنسا. وبناء على أن الحالة السياسية في المغرب قد تطورت بسبب تنقلات الكلاوي وتهديداته لجلالة السلطان، وبناء على أن أكثر من 400 قائد وباشا قد انضموا الى حركة الكلاوي إما عن طواعية أو بسبب تهديدات المراقبين المدنيين الذين كانوا بجانب كل قائد، وبناء على الحملة الصحفية ضد الحزب والسلطان من لدن الصحافة الاستعمارية السعادة لافيجي لوبوتي ماروكان وجريدة عبد العالي، وبناء على أني وجدت فكرة جديدة عند جميع أعضاء جماعات الحزب وهي ان مقاومة الاستعمار ليست كافية بالمناشير والكتابة على الجدران، بل يجب علينا أن نفعل ما يفعل اخواننا التونسيون، وبناء على أن الاخوان المرحوم الشهيد محمد الزرقطوني، والحسن العرائشي ومحمد منصور قد تكونت عندهم فكرة حمل السلاح قبل دخوله للدار البيضاء وحيث انني وجدت استعدادا كاملا في أعضاء الحزب لحمل السلاح والتضحية في سبيل استقلال المغرب، أقول حين وصلت الى الدارالبيضاء استأنفت نشاط الحزب واتصلت بالاخوان: الحسن العرائشي محمد منصور التهامي الكتبي أحمد الجيار بونعيلات محمد الرحالي الكهربائي مولاي العربي سان اتيان مولاي احمد الممرض الذي كان يشتغل في كراج العلم، وعقدنا اجتماعا في أول شهر جوان 53 مع الاخوان الحسن العرائشي ومحمد منصور فذكرنا جميع تفاصيل حوادث دجنبر 1952 وعدد الموتى والجرحى والمساجين وسأذكر ذلك في فصل خاص، وأخص بالذكر نشاط الأخ الدكتور عبد الكريم الخطيب ووالدته في الحي الصناعي أثناء الحوادث، حيث كان الدكتور الخطيب يعالج المجروحين والمرضى في مسجد هناك صحبة والدته والممرض مولاي أحمد، واتصلت بالدكتور في مكتبه فوق كراج العلم فوجدت فيه استعدادا كاملا للمشاركة في حركة المقاومة، ثم اتصلت بالمرحوم الشهيد محمد الزرقطوني الذي كان مختفيا عند الاستاذ المرحوم شجاع الدين أخ الحاج بوشعيب شجاع الدين، ونظمت جماعتين: 1 عند الدكتور الخطيب في مكتبه مكونة من محمد منصور أحمد الجيار بونعيلات مولاي العربي سان اتيان عبد السلام بناني (كاتب المذكرات 2 الجماعة الأخرى عند الأخ التهامي الكتبي في منزله مكونه من المرحوم الشهيد محمد الزرقطوني المرحوم الشهيد محمد صدقي الحسن العرائشي عبد السلام بناني مكلف بتنظيم اللجنتين والاتصال بينهما. وتكلف كل واحد من الجماعتين بالبحث عن السلاح خصوصا من عند اليمنيين الذين يشتغلون في البواخر، ثم اشتغلت أنا مع الأخ عبدالعزيز بنيس الذي كان يشتغل في المرسى بإدارة الاشغال العمومية فدفع لنا كمية من البارود والفتائل، واشترينا كمية من القواديس للماء من نوع الهند ثم اشترينا آله لقطع قواديس الحديد ووضعناها عند الاخ محمد بن الحاج العتابي الذي كان يشتغل بإصلاح البطاريات. ثم اشترينا 6 مسدسات من عند أوربي صاحب مقهى في شارع المكانة والأخ عبدالعزيز الحلو دفع لنا أول مطراييط (رشاش) كانت صالحة، انما أصلحها احد الاخوان، واشترينا عشرين مسدسا من عند اليمنيين وكنت اتصل مرارا في الأسبوع بالأستاذ عبدالكبير بن المهدي الفاسي فد دار محمد بأبي برادة وكنت أخبره بجميع التهيئات، ودفع لي الاستاذ عبدالكبير بن المهدي الفاسي مبلغ 250.000 فرنك، اشترينا منها المواد المذكورة. ثم اشترينا السيارة التي كانت عند مولاي العربي وهي من نوع سيطروين وصرت اتصل بأعضاء جماعات الحزب في درب السلطان. وآمن بفكرة حمل السلاح أكثر من 300 عضو، وأخبرنا الأخ المرحوم محمد صوفي بعد اتصاله بالاخوان المرحوم محمد اجضاهيم ومحمد بن كبور، أنه قد قبل فكرة حمل السلاح أكثر من 150 عضوا من جماعات المدينة القديمة. ثم جاء شهر غشت 1953وكثرت تنقلات الكلاوي وتهديداته مع القواد ووقع اجتماع في زرهون حضره أكثر من 300 قائد حسب الصحافة الفرنسية ومن جملة قراراتهم أنهم: ضد السلطان محمد بن يوسف، وحوصر القصر الملكي بالرباط، وأخبرني عبدالكبير بن المهدي الفاسي أنه اتصل بالسلطان وان السلطان يحبذ فكرة حمل السلاح ، فوصلت ذلك الخبر للاخوان وزادنا ذلك تشجيعا، أخبرنا الأخ الأستاذ عبدالكبير ان السلاح سيصلنا قريبا عن طريق اسبانيا. وسافر عبدالسلام بناني والحسن العرائشي الى الرباط واتصلا بالاخ احمد زياد الذي كان مختفيا في دار جريدة العلم القديمة واتقفنا معه على أن يسافر الى طنجة أو تطوان ثم سافر الدكتور الخطيب وعبدالسلام بناني والحسن العرائشي الى سوق الثلاثاء بالغرب عند الأخ احمد بن منصور النجاعي، الذي قبل الفكرة واتفقنا معه على أن يستقبل كل الافراد الذين يمرون من الغرب للذهاب الى تطوان ووجدنا فيه استعدادا كاملا. وأتذكر حين كنا ذاهبين الى سوق الثلاثاء بالغرب في سيارة الدكتور الخطيب من نوع مرسديس، اصطدم الدكتور بكبش وكان يسوق بسرعة وجاء صاحب الكبش وبدون أن يتفوه الدكتور بأدنى كلمة أو يسلم على صاحب الضحية دفع له ثمن الكبش وتابعنا سفرنا الى سوق الثلاثاء وكان هذا الكبش أول ضحية في حركة المقاومة المسلحة. ومن بعد سافر عبدالسلام بناني والحسن العرائشي مرة أخرى الى الرباط بالعمل وحده ولا يقبل أحدا معه، ثم اتصلنا بالأخ أحمد صاحب ضيعة بوادي ايكم وجعلها تحت تصرفنا وسأتكلم عليها وعلى حوادثها من بعد. وفي 12 غشت وصلنا خبر من طنجة وغيرها أن السلطان سيدي محمد بن يوسف سيعزل ويعوض بسلطان آخر، فعقدنا اجتماع الجماعتين المذكورتين كل واحد على حدة وقررنا مايلي: أولا: تأسيس جماعات من الأفراد المذكورين أعلاه الذين قبلوا فكرة حمل السلاح ولا تتعدى كل جماعة 4 الى 6 أفراد. ثانيا: يجب أن تجهل كل جماعة الجماعات، رغم قلته رابعا: يجب أن لاتبتدئ حركة الفداء إلا إذا خلع السلطان محمد بن يوسف خامسا: وضع قائمة أولى بأسماء الخونة والمعاونين للفرنسيين ليضع التنفيذ عليهم عند وصول الأمر. سادسا: تهييء صنع القنابل من المواد المذكورة أعلاه وصنع ذلك في دار الأخ مولاي العربي. سابعا: الاستعجال بالسلاح الذي وعد به عبد السلام بناني على يد عبد الكبير بن المهدي الفاسي ثامنا: الدكتور الخطيب تكلف بتهييء أقراص السم من عند الصيدلية خديجة وهو اسم مستعارلأوربية صاحبة صيدلية في الحي الصناعي. ولقد توصلنا بأكثر من 300 قرص من السم، واتصل عبد السلام بناني بأحد قدماء المحاربين وهو عضو في جماعات الحزب ونظم هذا الأخير اجتماعا في منزله مع ثلاثة من رجال الكوم من بينم ضابط ووافق رجال الكوم على أن يدفعوا ست بنادق من نوع مسكيطوس وعددا من القرطاس (الرصاص) وفعلا ضربنا معهم موعدا بعين برجة قرب الثكنات العسكرية وسلموا لنا العدد المذكور غير أن الموعد كان خطيرا جدا فذهبنا الى الموعد بسيارتين الأولى فيها أربعة أفراد مسلحين والثانية يوجد فيها صاحب الموعد وثلاثة أفراد مسلحين أيضا ومرت القضية بسلام ولله الحمد. اللائحة الأولى للخونة والمعاونين للفرنسيين 1 العربي المسكيني مفتش الشرطة خاص بالبحث عن نشاط الحزب بالبيضاء 2 احمد العبدي مفتش الشرطة 3 المقدم بنور من دائرة درب السلطان 4 المقدم بن عبد الله من دائرة المدينة القديمة وكان يسكن بدرب السلطان 5 خليفة الباشا الفاطمي درب السلطان 6 خليفة الباشا المراكشي 7 خليفة الباشا الزواق مدافع لدى محكمة الباشا وبياع للمراقب المدني هيرسي 8 خليفة الطنجوي أمين حرفته بائع الأدوات الكهربائية وبياع 9 مولاي مبارك مفتش الشرطة 10 مدير جريدة لافيجي ايرو 11 عبد العلي الادريسي شيخ طريقة ومدير جريدة ومؤسس حزب سيا سي 12 التازي بياع ومنهم عدد كثير من رجال القوات الاحتياطية الملقبون ب شبكوني الذين كانوا يتتبعون نشاط أعضاء الحزب بالبيضاء، ثم جميع الأفراد المخبرين للشرطة وكان عددهم 50 فردا. وفي 28 أو 26 غشت اتصل الأخ محمد بابي برادة بعبد السلام بناني وأخبره أن يكون يوم الغد في مقهى فرنسا في ساحة باب الكبير حيث ستتصل به امرأة ولم يعرف الأخ برادة أكثر من ذلك، وفعلا يوم الغد في الساعة 10 صباحا كان عبد السلام بناني في المقهى المذكور وبالقرب من سيارة داخلها أربعة أفراد مسلحين ينتظرون وفي نفس الوقت جاء رجل بلباس امرأة وطلب من عبد السلام بناني بعد أن اعطاه كلمة السر ان يتبعه الى قرب سيدي بليوط حيث توجد هناك سيارته، وفعلا تبعه عبد السلام بناني والسيارة ترقبه وسلم الرجل أو المرأة 3 صناديق من الكرطون مكتوبا عليها حليب نستلي، ووضعنا الامانة بداخل سيارتنا وذهب الرجل أو المرأة و ذهبنا نحن الى الدار التي اكتريناها في عين السوق بحي قدماء المحاربين ولم يكن لرجال الشرطة شك في هذا الحي حيث لم يكن يوحد فيه سوى قدماء المحاربين وعائلاتهم. وحين فتحنا الصنادق وجدنا فيها: 100 مسدس من صنع اسباني من عيار 6.33 ، 7.15 ، 5.50 100 قنابل يدوية من صنع اسباني مع عدد كثير من القرطاس فوزعنا الكثير من هذه الأسلحة على أفراد الجماعات التي نظمت كما ذكرت من قبل، وقد صنع 8 قنابل من الحجم الكبير. ويوم 20 غشت 1953 سمعنا عن طريق الراديو أن السلطان محمد بن يوسف قد خلع وعوض بابن عرفة، وفي الغد سمعنا أيضا ان السلطان وعائلته وبعض خدامه قد نقلوا الى كرسيكا ويوم 20 غشت ليلا صار الناس يجتمعون في الأحياء لينظروا الى صورة ابن يوسف في القمر. وفي نفس الليلة اتصل جل مسيري الحزب الأخ عبدالسلام بناني وطلبوا منه ان ينظموا في نهار الغد مظاهرة فامتنع الأخ عبد السلام من تنظيم المظاهرة وقال اذا نظمتم مظاهرة، ماذا سيقع؟ سيلقى عليكم القبض، وما هي النتيجة؟ فهل بمظاهرتكم سيرجع السلطان ابن يوسف؟ وهل بمظاهرتكم ستخرجون إخواننا من السجون؟ كونوا على يقين أنكم اذا نظمتم هذه المظاهرة سيفقد الحزب والمغرب الالاف من رجاله، ومن ذا يدري سياسة الجيش فقد يقتل المآت بل الآلاف منكم بدون أية نتيجة، وقال عبدالسلام بناني عندي خبر سار أرجوكم ان تعطوني كلمتكم الشرفية أن لا تبوحوا لأحد بهذا السر، وفعلا أعطوه كلمة الشرف وقال يوجد الان رجال لا أعرفهم ولا تعرفونهم أنتم وهم منهمكون في عمل سيسر الجميع، وإن أصحاب هذا العمل يأملون بذلك تحقيق رجوع السلطان محمد بن يوسف وعائلته ان شاء الله، وإنما أؤكد لكم ان هذا الخبر سر من اسرار الحزب الكبرى ويجب عليكم ان لا تبوحوا به لأحد، وعليكم ان تحاولوا من الآن الاتصال بجميع أعضاء الحزب وأن تقنعوهم بعدم تنظيم أي مظاهرة غدا لأن في ذلك خسرانا للمغرب ولاربح فيه وقد سمعنا أن اخواننا قد نظموا البارحة عشرين غشت مظاهرة فقتل منهم الكثير وألقي القبض على الآلاف، أرجوكم أيها الاخوان أن تحاولوا اقناع جميع أعضاء الحزب في هذه الليلة بعدم تنظيم أي مظاهرة وان تستعينوا في عملكم هذا بجميع كتاب الحزب والأمناء والأعضاء الذين تتصلون بهم وهم يبلغون هذا المنع للأعضاء الآخرين حتى لا تقع أي مظاهرة في يوم غد، والسبب الذي جعل الأخ عبد السلام بناني يمنع المظاهرة المقترحة عليه من لدن جماعة المسيرين هو: 1) إذا نظمت هذه المظاهرة فرجال الشرطة سيلقون القبض على جميع المتظاهرين. 2) إذا كانت المظاهرة عظيمة فسيأتي الجيش الفرنسي ويقتل ما يشاء 3) سيفشل ذلك كل المجهودات التي نظمناها من أجل انشاء حركة المقامة ولا محالة سيلقي القبض على جل بل على جميع أفرادنا. 4) إذا نظمت المظاهرة فسوف لا تنجح حركة المقاومة المسلحة 5) سيبقى المغرب كما هو الآن ولا يطمع في رجوع ابن يوسف ولا في الاستقلال 6) ستبقى الحالة السياسية في المغرب كما هي الآن، سيما في السجون وسيعد عدد الموتى بالآلاف. 7) سينجح الكلاوي والاقامة العامة في عملهم 8) من بين المتظاهرين سيلقى القبض على بعض المتطوعين الحاملين للسلاح وقد يوجد عندهم السلاح الذي وزعناه عليهم ولاشك ان رجال الشرطة سيتبعون الخيوط حتى يصلوا إلى المؤسسين وأصحاب الفكرة الأولى. 9) سيضعف النشاط الحزبي الذي صار الآن على احسن حال، وتضعف معنوية الأفراد. 10) إذا القي القبض على أصحاب فكرة تأسيس حركة المقاومة المسلحة فسيكون من اللازم امضاء شهور وشهور لايجاد أفراد آخرين ذوي معنوية صالحة وقوية وقابلين لفكرة الفداء وذوي شجاعة كما هو عليه الآن لكل هذا منع الأخ عبد السلام بناني تنظيم المظاهرة في يوم 21 غشت 1953 ونجحت فكرتنا والحمد لله. وكان الأخ عبد السلام بناني اتفق مع الأستاذ عبد الكبير بن المهدي الفاسي على نوع المراسلة السرية وكانت هكذا. 6/15 2/11 1/9 3/17 4/21 1/18 8/9 7/30 2/ 21 1/16 2/35 6/37 4/41 1/39 8/12 5/9 . ولا يعثر أحد على سر هذه المصالح وكان الأخ عبد السلام بناني يكاتب عبد الكبير بن المهدي الفاسي حين كان في طنجة أو في إسبانيا على يد المرسل الذي يبعثه أو على يد الإخوان بطنجة: وفي يوم 21 غشت 1953 ليلا عقدنا اجتماع اللجنتين: الأولى في الساعة السابعة ليلا بمكتب الدكتور الخطيب حضرها الإخوان الدكتور الخطيب - محمد منصور مولاي العربي - احمد الجيار بونعيلات - عبد السلام بناني قدم الأخ عبد السلام بناني تقريرا عن الطلب الذي تقدم به الاخوان المسيرون لجماعات الحزب من أجل تنظيم المظاهرات يوم 21 غشت 1953 وسبب المنع الذي أصدره الأخ عبد السلام، فوافق الجميع على ذلك. ثانيا دفع الدكتور الخطيب اقراصا من السم الذي دفعته له صاحبة الصيدلية بحي الصناعي واسمها خديجة ثالثا قدم الاخوان عبد السلام بناني ومنصور تقريرا شفاهيا عن عدد المنخرطين في حركة المقاومة بدرب السلطان وحي ابن مسيك وعين السوق والحي المحمدي وعددهم أكثر من 300 عضو موزعين على جماعات من 4 إلى 6 أفراد وكل جماعة عليها مسؤول. رابعا تقرر ان يوزع جميع السلاح الذي وصل أخيرا خامسا تقرر ان يتصل الأخ عبد السلام بناني من جهته بالمسؤولين ويوزع عليهم السلاح وأقراص السم، والاخ محمد منصور من جهة أخرى يتصل كذلك بالمسؤولين الآخرين ليوزع عليهم أقراص السم والسلاح. سادسا تقرر ان يتكلف الاخ عبد السلام بناني بتنظيم لجنة الكتابة على الحيطان وضمها الى حركة المقاومة تكون مهمتها حين يبتدئ عمل الفداء الكتابة على الجدران وطبع المناشير وتوزيعها، وان ياخذ الاخ عبد السلام آلات الكتابة والطبع التي توجد بمكتب حزب الاستقلال. سابعا لايمكن ابتداء عمل الفداء الا من بعد أسبوع أو أسبوعين. وفي الساعة 9 ليلا عقد اجتماع اللجنة الاخرى في دار الاخ التهامي الكتبي حضرها الاخوان: التهامي الكتبي محمد الزرقطوني محمد صدقي الحسن العرائشي عبد السلام بناني 1 - أخبر الأخ محمد صدقي أنه يوجد في المدينة القديمة أكثر من 150 من المتطوعين لحمل السلام 2 - أخبر الأخ عبد السلام بناني أنه توصل أخيرا ببعض السلاح وأقراص من السم سيدفع ذلك الى الاخ مصطفى صدقي. 3 - كما أخبر الأخ عبد السلام بناني أنه اتصل بالأخ احمد اليوبي الذي وافق على مشاركته في حركة الفداء، وأن له جماعة مهمة وأخذ موعدا مع الأخ عبد السلام في منزله يوم 23 غشت 1953 4 - لايمكن ابتداء عمل الفداء الا من بعد اسبوع أو اسبوعين للتهييء المحكم والمنظم 5 - أخبر الأخ التهامي انه سمع ان السلطان المزور ابن عرفة سيؤدي صلاة يوم الجمعة المقبل في مراكش باستدعاء من الكلاوي، فاتفق الجميع على ارسال جماعة الى مراكش لتحاول القضاء على ابن عرفة والكلاوي. 6 - تكلف الاخ عبد السلام بناني بتهيئ سيارة أو سيارتين والسلاح. 7 - تكلف الاخوان الحسن العرائشي ومحمد صدقي ان يذهبا الى مراكش صحبة جماعة من المتطوعين، وفعلا حصلنا على الاذن من دار الخليفة بدرب السلطان لعشرة افراد كي يسافرون الى مراكش ليباركوا في صلاة السلطان، وكانت الادارة بالدار البيضاء قد نشرت دعاية في أوساط السكان طالبة منهم الذهاب إلى مراكش، وفي صباح يوم الجمعة في الساعة الخامسة صباحا هيأنا سيارتين: الأولى سيارة مولاي العربي وبداخلها اربعة افراد تحت مسؤولية الاخ الحسن العرائشي، والسيارة الثانية للدكتور الخطيب تحت مسؤولية عبد السلام بناني ومحمد صدقي، وكنا صنعنا شكل مصاحف من خشب مغلفين بالجلد وبداخلها قنابل من الصنع المحلي، وكمية من السلاح، وحملناكل ذلك في السيارتين وفي الطريق من البيضاء الى مراكش كان رجال الدرك يوقفوننا وحين ندلي لهم بالاذن من إدارة الناحية من الدار البيضاء يقولون لنا هذا عمل حسن، تذهبون لتباركوا في السلطان الجديد، مروا. وعند وصولنا الى مراكش اتصلنا يالاخ احمد بن ابراهيم وطلبنا منه ان نترك عنده جميع السلاح حتى يأتي وقت الصلاة فقبل، وفي الساعة 11.30 دخلنا للمسجد ومعنا المصاحف والقنابل ووضعناها امام المحراب ثم خرجنا واتصلنا بالاخ ابن ابراهيم وتركنا عنده السلاح الذي حملناه معنا من أجل عمل الفداء في مراكش. وفي وقت الصلاة انفجرت المصاحف وجرح عدد من الافراد وكذلك ابن عرفة والكلاوي وحين خرج الكلاوي قابضا ابن عرفة الذي كان كله دماء في باب المسجد كان ذلك المنظر من اغرب ما يكون، ولم تؤد الصلاة وخرج الناس جميعا اما نحن فغادرنا مراكش في 7 ليلا ووصلنا للدار البيضاء في الساعة 11.30 ليلا وفي الطريق كان رجال الدرك يوقفوننا ويفتشون سيارتنا ويوم السبت نشرت جريدة ماروك بريس صورة لابن عرفة والكلاوي في باب المسجد في حالة يرثى لها فاشترينا عددا كبيرا من الجريدة ووزعناها على المسؤولين من الجماعات المقاومة ليتشجعوا، وغضب ابن عرفة وبعد ايام رجع للرباط. ثم جاء إلى البيضاء الاخوان الصديق الغريسي وأحمد ابن ابراهيم واتصلا بالأخ عبد السلام بناني الذي دفع له جميع المعلومات عن تنظيم حركة المقاومة واستعمال السلاح الذي كان عندهم في مراكش، كما اتصل عبد السلام بناني بالاخوان المسؤولين عن الحزب في (إبن احمد) و(برشيد) و (خريبكة) و (تادلة») وطلب منهم ان ينظموا حركة المقاومة المسلحة حين يصلهم خبر ابتداء الحركة في الدار البيضاء، لا قبل