عرف أخيرا معهد سيرفانتيس بتطوان مجموعة من الأنشطة، وقد تميزت هذه الأنشطة المتنوعة بحفل بالآلات الإيقاعية، نظم بقاعة دار الثقافة، التي سحرت الجمهور المغربي والإسباني الذي حضر هذا الحفل الموسيقي المميز، لمجموعة طوكوناك، التي تتشكل من سارة ومايكا غوميز، وهما توأمان يعزفان على آلة « لاتشالابارتا»، وقد بدأتا مسيرتهما الفنية في سن الثانية عشر، وجابتا العالم طولا وعرضا لتقديم عروضهما الموسيقية. وفي حقيقة الأمر، تجعل الطريقة التي تتعامل بها الفنانتان مع هذه الآلة المعدة من الخشب، والحجر، عرض مجموعة طوكوناك « فرجة مرئية ومسموعة لامثيل لها» كما يقول مصدرنا. هذا وتعتبر « لاتشالابارتا» إحدى الآلات الإيقاعية الخاصة ببلد الباسك، وهي معدة من ألواح خشبية، فيما يعتبر طوماس سان ميغيل عازف الأكورديون، الذي تألق بعزفه في هذا الحفل، مؤلفا منفتحا على كل موسيقى العالم، وواحدا ممن قاموا باستعمال هذه الآلة الموسيقية الضاربة جذورها في القدم في الموسيقى الحديثة. وفي سياق آخر، ونوعي، احتضنت قاعة العروض بمعهد سيرفانتيس عرضا فنيا وشعريا وأدبيا يحمل عنوان « كلمة مخطوطة» ، يجسد بطريقة شاعرية، مميزة، نصوصا مخطوطة باليد، وتتألف العينة من 40 نصا بخط المؤلفين، أرسلت قصدا من قبل كتاب إسبان ومن أمريكا اللاتينية متميزين، من بينهم: لويس إدواردو أطي، وكاباييرو بونالد، وأنطونيو كوليناس، وأنطونيو غامونيدا، وغابرييل غارسيا ماركيز، وأنخل غونثاليث، وخوان غويتيصولو، وأنطونيو مونيوث مولينا، وفرناندوصاباطير. وقد كان الهدف الأساسي من هذا المعرض هو تكريم روح الكلمة المخطوطة في هذه المرحلة الموسومة بالكتابة الافتراضية. وفي شكل مختلف، تميز موضوع حول «هندسة المدن» احتضنته أخيرا قاعة المؤتمرات بمعهد سيرفانتيس بحضور مهندسين ومسؤولين عن هندسة المدن إسبانيين ومغاربة، من بينهم: فرانسيسكو بول وخوان ميغيل هيرنانديث ليون وخابيير موثاس لريدا وأورورا فرنانديث والمهدي الزواق المهدي أفيلال،تحدثوا جميعا عن ظاهرة إدماج بنايات جديدة داخل الأحياء العتيقة بالمدن. كما تطرقوا إلى إحدى المشكلات الكبيرة التي تواجهها المدن الحديثة اليوم والمتمثلة تحديدا في كيفية التمكن من تحقيق التعايش بين الجزء العتيق والمدينة الجديدة التي تتطور حولها. هذا بالإضافة إلى التوقف مليا عند التحدي الكبير لمهندسي المدن الذي يتجسد بكل دقة في تحقيق ذلك الاندماج بين الجديد والقديم، وأن يكون الاثنان حيين، وأن يشكلا جزءا نشيطا ضمن الأنشطة التجارية، والصناعية، والخدماتية التي تنتشر في كل المدن. ويذكر أن هذا اللقاء تطرق إلى العديد من المشاكل الخاصة بالموضوع، وحاول تقديم حلول عملية لها.