ارتبط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي سابقا بأحداث «الربيع العربي» التي شهدتها الدول العربية أخيرا نظراً للدور الذي لعبته هذه المواقع في حشد الشباب للمشاركة في الثورات التي حدثت في مجموعة من الدول العربية والمغاربية، ومازلت مواقع التواصل الاجتماعي الى غاية الآن تعد الوسيلة التي يسخرها «المجاهدون» لدعوة الشباب للقتال والمجاهدة تنقل وسائل الإعلام باستمرار قصص شباب وقاصرين غادروا أسرهم بهدف الالتحاق بصفوف الجماعات الجهادية المتطرفة، وتشكل مواقع التواصل الاجتماعي إحدى أهم الوسائل التي تستخدمها تلك الجماعات لاستقطاب الشباب وتجنيدهم لأعمال العنف. وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي احدى الوسائل التي تستخدمها الجماعات «الجهادية» من أجل الترويج لخطاباتها، واختراق عقول الشباب لاستقطابهم الى صفوفها، حيث تقوم ببث عدد هائل من الفيديوهات والأخبار اللامتناهية التي تلقى استحساناً من طرف الشباب وقد صدرأخيرا تقرير أعده كل من مارك تاونسيند وتوبي هيلم خبيران بريطانيان تحت عنوان «الجهاد في عصر وسائل التواصل الاجتماعي: كيف يربح الغرب حرب الانترنت ؟»حيث يقول كاتبا التقرير إن المواجهة بين الغرب والمتطرفين الجهاديين سيحسمها من يكسب الحرب الإعلامية والدعائية. ويتابع معدا التقرير أن تنظيم «الدولة الإسلامية» قد فطن إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب وتويتر للوصول إلى أنصارهم أو من يودون كسبهم، ويعمل على الجبهة الدعائية ومسرحها وسائل التواصل الاجتماعي جيش من الشبان في العشرينيات من أعمارهم، نشأوا على ثقافة التواصل الإجتماعي وامتلكوا أدواتها وأدركوا أهميتها. وقد اعتبر الخبير المغربي في مجال التواصل والإعلام، محمد أحمد عدة، في تصريحات اعلامية أن تلك الجماعات وجدت في مواقع التواصل الاجتماعية، مجالا خصبًا لنقل صورها ورسائلها، لأن مراقبة تلك المواقع على عكس الوسائل التقليدية، أمر صعب كما لا يمكن ضبطها بسبب انتشارها الواسع. وأوضح الخبير أن «الوسائل التقليدية التي كانت تستعمل في الماضي لاختراق أفكار الشباب لم تعد متاحة اليوم، ولم يعد ممكنا القيام بذلك في الخفاء، في السابق كانت تلك الجماعات تستغل التجمعات والمساجد والولائم وغطاء الجمعيات لنشر خطاباتها واختراق أفكار الناس، غير أنه مع تزايد الرقابة عليها وانتباهها للإمكانيات الكبيرة التي تتيحها تلك المواقع فقد أصبحت تعتمد عليها الآن بشكل كبير».