تشن الولاياتالمتحدةالأمريكية "حملات الكترونية" شرسة ضد "داعش" فما تأثير ذلك ؟ "عند السخرية والاستهزاء بهم، من المهم إبراز الفرق بين ما يروجون له وما يرتكبونه في الواقع، لأن نفاق هذا التنظيم هو نقطة ضعفه". ، الكلام لأحد المسؤولين الأمريكيين تعليقا على الحملة الإلكترونية التي تشنها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف. مسؤولون أمريكيون اعتبروا أن هذه الحملة تهدف إلى خلق "فضاء للمنافسة" على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي التي لطالما سيطر عليها في السابق تنظيم "داعش" ويعتمد عليها كثيرا لاستقطاب شباب من مختلف الدول للانضمام إلى صفوف مقاتليه في كل من سورياوالعراق. وتنتشر منذ أشهر صفحات ومجموعات على مواقع فيسبوك وتويتر تركز على مهاجمة "داعش" وانتقاده في قالب تطغى عليه السخرية والاستخفاف وإبراز دموية هذا التنظيم والجرائم التي يرتكبها. ومن أبرز هذه الحملات صفحة “think again, turn away(فكر مرة أخرى، تراجع) والهدف من هذه الصفحة، حسب المسؤولين الأمريكيين، هو توجيه رسالة للشباب الذين يفكرون في الانضمام إلى تنظيم "داعش" سواء كانوا في الغرب أو في الدول الإسلامية للتفكير مرة أخرى ومراجعة مواقفهم قبل اتخاذ قرار كهذا. وقد كان خبراء ومسؤولون ديبلوماسيون أول من أقر بأن "الهجوم الرقمي" في فيسبوك وتويتر ويوتوب لن يكون الحل السحري لمحاربة "جهاديي داعش"، مع ذلك كانت الإدارة الأمريكية تواجه انتقادات بتجاهلها الجانب الدعائي الإلكتروني في حروبها، وهو ما أصبحت تأخذه بعين الاعتبارعلى ما يبدو في السنوات الأخيرة وتحديدا ضد تنظيمي "داعش" والقاعدة. ويرى خبراء إرهاب أمريكيون في الحملات الأمريكية الحالية ضد "داعش" أنها جاءت استجابة من الخارجية الأمريكية لهذه الانتقادات. لكن محمد مصباح، الخبير في قضايا الإرهاب والباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، يعتبر أن "الحروب الإلكترونية" التي تخوضها الولاياتالمتحدة ليست بالأمر الجديد ولم تبدأ مع ظهور "داعش". ويضيف مصباح في حوار أجرته معه دوتش فيليه عربية "الولاياتالمتحدة أصبحت منذ حربها في العراق تولي اهتماما بالجانب الدعائي على الشبكات الإجتماعية وفي الإعلام بشكل عام، وهذا ما يفسر وجود قنوات تلفزيونية أمريكية موجهة للعالم العربي، كما أنها تعمل على تلميع صورتها في مواقع التواصل الاجتماعي لعلمها بأن فئة الشباب تعتمد عليها بشكل كبير".