كشف موقع "ديلي بيست" الإخباري الأمريكي النقاب عن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يريد أن يتخذ قرارا بشأن شن حرب في العراق ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف ب"داعش" في نهاية الأسبوع الجاري ويدرس امكانية توسيعها لتشمل معقل التنظيم في شرق سوريا. وأوضح الموقع، في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني، الخميس، أن كل شيء تقريبا حول الحملة العسكرية المحتملة لا يزال في حالة تغير مستمر، نظرا للجهود المبذولة لجمع المعلومات الضرورية للقيام بذلك. وأشار الموقع إلى أن مسؤولين أمريكيين بارزين يرون الآن أنه على أمريكا توسيع حربها الجوية ضد "داعش" في سوريا، غير ان احدا لا يعرف حتى الآن كيف يمكن فعل ذلك، أو ما الذي سيحدث بعد ذلك. ورأى الموقع أن قتل داعش للصحفي الأمريكي جيمس فولي واجتياحها الواسع والمستمر دفعت إدارة أوباما إلى عقد اجتماع عاجل لاتخاذ إجراءات ضد المتطرفين في سورياوالعراق، وعلى الرغم من التطورات الجديدة، لا تزال خطط الضربة بعيدة عن الاكتمال. ورصد موقع "الديلي بيست" جهود كبار المسؤولين من البيت الأبيض والأمن القومي على حد سواء من أجل التوصل إلى إجابات على الأسئلة الأساسية حول الهجمات المحتملة. ونوه الموقع أنه من بين القضايا التي لم تحل بعد: إذا كانت الولاياتالمتحدة لديها معلومات استخباراتية موثوقة عن أهداف داعش في سوريا، فماهي تلك أهداف وما مدى حدود تلك الضربات، وكيف يمكن للإدارة أن تدافع عن العمل العسكري قانونيا ودبلوماسيا وسياسيا؟ وأشار إلى تواجد سؤال هام بدون إجابة هو ما إذا كان أوباما سيصدر توجيهات بشن هجمات من عدمه، أو ما إذا كان سيرفض الامر في نهاية المطاف، كما فعل في نفس التوقيت من العام الماضي بعد أن درس توجيه ضربات محدودة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على خلفية تجاوزه للخط الاحمر الذي أقره أوباما واستخدام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد الشعب السوري الأعزل. وأورد الموقع تصريحات اثنين من مسؤولي الادارة الأمريكية ل"ديلي بيست" بأن وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات الأمريكية تعملان على تطوير خيارات لتوسيع الحرب التي سينظر فيها "مجلس الحرب" الخاص بأوباما هذا الاسبوع، في إشارة الى ما ورد على صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية الثلاثاء الماضي بشأن تواجد طائرات استطلاع أمريكية داخل الأراضي السورية، والتي تعد جزءا من جهود الإدارة الأمريكية للتوصل إلى المعلومات الاستخباراتية التي يمكن استخدامها في أي هجمات. ولفت "ديلي بيست" إلى أن الوضع في سوريا يختلف كثيرا عن العراق، حيث تم تنسيق الضربات الجوية الامريكية عن كثب مع القوات العراقية والكردية على أرض الواقع، وأن إدارة أوباما لم تستشر بعد معارضي داعش في سوريا بشأن الضربات المحتملة. وقال الموقع إن تهديدات داعش تنتشر بسرعة، وأن الولاياتالمتحدة ليس لديها ثقة في إمكانية تحديد موقع كبار قادة داعش والأصول الاستراتيجية لهم- إذا قرر أوباما الذهاب هناك-، مما يجعل احتمالات شن هجمات فعالة أكثر صعوبة. ورأى في ختام تقريره أن هناك بعض أوجه التشابه مع المعضلة التي واجهها أوباما قبل عام من الآن بعد استخدام النظام السوري الأسلحة الكيمائية ضد المدنيين، كما قال مايكل موريل، نائب المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، إن أوباما كان قلقا من انهيار نظام الأسد، لأن ذلك من شأنه أن يخلق ملاذا آخر لتنظيم القاعدة، ولكن هذه المرة، لدى قيادة وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزيري الخارجية والدفاع، كل الأدلة بأن داعش يمثل خطرا على الولاياتالمتحدة على وجه الخصوص لأن المجموعة قد جذبت اهتمام الكثير من الغربيين للانضمام لصفوفها.