خلال شهر فبراير 2012 وبينما كانت الحرب على أرض الشام قد دخلت سنتها الثانية ذكرت وكالة "وورلد نيت دايلي" الأمريكية أن ضباطا من الجيش وأجهزة المخابرات في الولاياتالمتحدةوتركيا ودول أخرى، يديرون سوية قاعدة تدريبية للمسلحين السوريين في تنظيمات داعش والنصرة في بلدة "الصفاوي" الأردنية التي تقع بالمنطقة الصحراوية في شمال البلاد. بعد ذلك بأشهر نقلت نفس الوكالة عن مسئولين أردنيين قولهم أن أعضاء تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق و الشام" المعروف ب"داعش" تلقوا تدريبات كجزء من مساعدات سرية كان يتم تقديمها للمسلحين الذين يستهدفون إسقاط النظام القائم في سوريا، وأن تلك التدريبات كانت تهدف إلى قيام المسلحين بعمليات مستقبلية في العراق ضد المقاومة العراقية وخاصة تلك الموالية لحزب البعث العراقي. مصادر أمريكية وألمانية أفادت خلال سنتي 2013 و 2014 أن تنظيم داعش يضم بين صفوفه الآلاف من الأوروبيين المرتزقة الذين يتقاضوا رواتب شهرية تصل إلي 3 آلاف دولار جزء منها تكفله المخابرات المركزية الأمريكية والآخر يأتي من منطقة الخليج العربي. في بداية سنة 2014 ذكر الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن وبناء على الوثائق التي هربها من واشنطن قبل أم يلجأ إلى روسيا إن الوكالة، وبالتعاون مع نظيرتها البريطانية م 16 كانت وراء ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وأنه تم تعزيز التنظيم بمختلف الوسائل رغم تحذيرات بعض مستشاري الوكالة من أن واشنطن قد تفقد مستقبلا القدرة على الإستمرار في التحكم فيه كما حدث قبل سنوات عديدة مع تنظيمات مماثلة في كل من أفغانستان والصين ودول في جنوب أسيا. وأضاف سنودن أنه تم خلق التنظيم الإرهابي القادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد في عملية يرمز لها ب "عش الدبابير"، وفقا لموقع "ذي إنترسيبت". وأظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن القومي أنها قامت بتنفيذ خطة بريطانية قديمة تعرف ب "عش الدبابير" لحماية إسرائيل تقضي بإنشاء تنظيم شعاراته إسلامية يتكون من مجموعة قادة يتبنون مجموعة من الأحكام المتطرفة التي ترفض أي فكر مغاير، مما سيساهم في تعديلات هامة في منطقة الشرق الأوسط ويؤسس لتحالفات تسمح بحماية الأقليات الدينية والعرقية داخل حدود يعاد رسمها. من جانب آخر اتهم وزير ألماني صراحة قطر أقرب حليف لواشنطن في المنطقة بتمويل مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، وجاءت هذه التصريحات في خضم تساؤلات حول الجهات التي تمول هذا التنظيم واندلاع جدل حول تسليح ألمانيا لأكراد العراق. وقال الوزير الألماني المكلف بالمساعدة الإنمائية غيرد مولر الذي ينتمي إلى المحافظين بزعامة المستشارة انغيلا ميركل في مقابلة بثت يوم الأربعاء 20 أغسطس 2014: إن "وضعا كهذا يأتي دائما بعد مسار سابق"، مضيفا: "من الذي يمول هذه القوى؟ إنني أفكر في دولة قطر". وكان وزير المالية الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابريال قد أعلن يوم الثلاثاء 19 أغسطس أن الأسرة الدولية أمام "جدل حول الجهة التي تقوم الآن وقامت في الماضي بتأمين الوسائل المالية لتسليح الدولة الإسلامية"، مضيفا: "لا يمكن أن يتم ذلك بدون أموال"، ولكنه لم يذكر أي دولة بالاسم. بعد ذلك بثمان وأربعين ساعة أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية ويوم الجمعة إن الحكومة الألمانية ليس لديها دليل على أن قطر تمول تنظيم "الدولة الإسلامية" وإنها تأسف لأي إساءة سببتها تصريحات وزير لمح فيها إلى ذلك. وأضاف الناطق مارتن شيفر أن الحكومة الألمانية أجرت اتصالات مع قطر بعد تصريحات وزير التنمية جيرد مولر. وذكر شيفر في مؤتمر صحافي للحكومة "إذا كان هناك أي سوء تفاهم فنحن نأسف بشأنه". ووصف قطر بأنها شريك "ولاعب إقليمي مهم"، لكنه قال إن هناك اختلافا في وجهات نظر ألمانياوقطر بشأن بعض القضايا. وأشارت ناطقة باسم وزارة التنمية إلى أن تصريحات مولر استندت إلى تقارير صحفية وليس أدلة ملموسة لدى الحكومة. الغموض يحيط بزعيم داعش أبو بكر البغدادي زعيم داعش ينتمي إلى منطقة ديالى شرق العراق وقد ولد في العام 1971 لعائلة تنتمي إلى عشيرة السامرائي، وتابع تحصيله العلمي في "الجامعة الإسلامية" في العاصمة العراقية. لم يحمل البغدادي السلاح قبل الاجتياح الأمريكي للعراق في 2003، لكنه انضم إلى "القاعدة" تحت إمرة اسامة بن لادن بعد ذلك، قبل أن يعتقل ويمضي فترة في احد السجون الأمريكية. بعد أشهر من الاعتقال أفرج الأمريكيون عن البغدادي وذكرت مصادر عدة أنه تم استقطابه من طرف المخابرات الأمريكية التي أرادت استخدامه لتجنيد ما يسمى بالمتشددين الإسلاميين واستخدامهم لضرب المقاومة العراقية خاصة تلك التي يقودها حزب البعث الذي كان يحكم العراق قبل الغزو الأمريكي. مصادر رصد ألمانية ذكرت أنه منذ سنة 2011 عملت المقاومة الوطنية العراقية على استقطاب بعض فصائل داعش وسجلت بعض النجاح الذي إختلف المحللون في تقدير أهميته. فترة من الغموض سادت بعد خروج البغدادي من السجن، في وقت لاحق اعلنت القوات الأمريكية عن قتل "ابو دعاء"، احد الأسماء الحركية التي كان يستخدمها، في غارة جوية على موقع للمتشددين عند الحدود العراقية مع سوريا، ليتبين خطأ هذا الادعاء عندما تسلم قيادة تنظيم "دولة العراق الإسلامية" في 2010. يوم 22 أغسطس 2014 صرح عصام العبيدي، نائب رئيس تحرير جريدة الوفد المصرية، أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" صناعة الولاياتالمتحدة الأمريكية. وأضاف العبيدي، خلال استضافته ببرنامج "الصفحة الأولي" الذي يقدمه الإعلامي مدحت عيسى، على فضائية الغد العربي، أن أمريكا بدأت في الهجوم على "داعش" بعد أن تخطى التنظيم الخطوط الحمراء التي وضعتها واشنطن له. وأشار إلى أن "داعش" تسىء للإسلام وتقتل المسلمين قبل غيرهم، مشددا على أنهم عصابة إجرامية لا تعترف سوى بالقتل والدماء. ونوه على أن "داعش" خطر يهدد جميع الدول العربية. إرتباك واشنطن إذا كانت واشنطن قد ساهمت بشكل أو بآخر في تشكيل تنظيم داعش، تماما كما فعلت مع تنظيم القاعدة في أفغانستان لمقاومة التدخل السوفيتي خلال عقد الثمانينات من القرن العشرين، فإن تعاملها مع الوضع الذي تبلور على يد داعش مع بداية صيف سنة 2014 يعكس إرتباكا شديدا البعض يعتبره تضليلا مقصودا. يوم الخميس 21 أغسطس جاء في تقرير لوكالة رويترز من واشنطن أن قادة عسكريين امريكيين ذكروا ان متشددي تنظيم الدولة الإسلامية لديهم وسائل متطورة وموارد مالية وقوة عسكرية تجعلهم يمثلون تهديدا كبيرا للولايات المتحدة ربما يفوق التهديد الذي شكلته القاعدة في وقت ما. وذكر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل للصحفيين في البنتاغون "هم يمثلون تهديدا وشيكا لكل مصالحنا سواء كانت في العراق أو أي مكان آخر". وتقييم هاغل للجماعة المتشددة التي اكتسبت قوة اثناء الحرب الاهلية في سوريا وإجتاحت شمال العراق في وقت سابق هذا الصيف يدق ناقوس خطر بعد ايام قليلة من بث التنظيم لتسجيل مصور في مواقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت يظهر أحد مقاتليه وهو يذبح رهينة أمريكي خطف في سوريا. وسئل هاغل عما إذا كان التنظيم السني المتطرف يشكل تهديدا للولايات المتحدة مماثلا للهجمات التي شنت في 11 سبتمبر 2001 فقال أنها "أكثر جماعة شاهدناها من حيث القدرات المتطورة والتمويل الجيد". وأضاف قائلا "انها ليست مجرد جماعة إرهابية. هم يجمعون بين العقيدة والقوة العسكرية المتطورة... لديهم تمويل جيد بشكل هائل. هذا يفوق أي شيء شاهدناه". وتحدث هاغل بينما تواصل الولاياتالمتحدة مهاجمة أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وعلى مدى الأسبوعين الأخيرين نفذت مقاتلات أمريكية وطائرات بدون طيار 89 ضربة جوية ضد اهداف للمتشددين في شمال العراق. وحتى بعد إعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي فان من غير المرجح إن يوسع اوباما عمليته العسكرية القصيرة الأجل سواء في العراق او سوريا مع سعيه لتفادي الانغماس في صراع مكلف آخر في الشرق الأوسط. لكن مسئولين أمريكيين لم يستبعدوا تصعيد العمل العسكري ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي زاد من تهديداته العلنية ضد الولاياتالمتحدة منذ بدأت حملتها الجوية في العراق. وقال بن رودس وهو مساعد بارز لاوباما في مقابلة مع محطة الإذاعة العامة الأمريكية مستخدما الاسم السابق لتنظيم الدولة الإسلامية "لم نتخذ قرارا للقيام بإجراءات إضافية في هذه المرحلة لكننا فعلا لا نستبعد عملا إضافيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إذا أصبح مبررا". وقال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية إن مسئولين قلقون من احتمال أن يعود مواطنون أوروبيون أو أمريكيون إلي بلدانهم وقد تملكتهم نزعة التشدد بعد مشاركتهم في القتال في العراقوسوريا. واشار ديمبسي إلي أن تنظيم الدولة الإسلامية سيبقى خطرا إلي أن يصبح غير قادر على الاعتماد على ملاذات آمنة في مناطق في سوريا. وقال ديمبسي "هل يمكن هزيمتهم بدون معالجة ذلك الجزء من التنظيم الذي يقيم في سوريا ؟ الاجابة لا. ذلك سيتعين معالجته على جانبي حدود غير موجودة بشكل أساسي في هذه المرحلة". وأضاف مارتن ديمبسي أن البنتاغون سيدرس ما إذا كانت هناك حاجة لأموال إضافية للعمليات في العراق في السنة المالية الجديدة التي تبدأ في أول أكتوبر 2014. يوم الجمعة 22 أغسطس صرح مساعد في مجلس الشيوخ الأمريكي إن الرئيس باراك أوباما قد يطلب من الكونغرس في الأسابيع القليلة القادمة الموافقة على أموال جديدة لشن ضربات جوية ضد أهداف تابعة لداعش. وذكر مساعد لعضو مجلس شيوخ من الحزب الديمقراطي إن إدارة أوباما قد توضح في الفترة بين أوائل ومنتصف سبتمبر القادم تفاصيل المبلغ الإضافي الذي تريده للعمليات العسكرية لكن المساعد لم يحدد حجم التمويل المحتمل المطلوب. وسيأتي الطلب في الوقت الذي يطالب فيه أعضاء بارزون في الكونغرس أوباما بتكثيف الضغط العسكري ضد مقاتلي الدولة الإسلامية. ودعا السناتور الجمهوري من ولاية أريزونا جون مكين إلى زيادة كبيرة في الضربات الجوية بما في ذلك قصف مواقع في سوريا. وقال مكين لرويترز عبر الهاتف "كان يتعين عليك زيادة الهجمات الجوية إلى حد كبير مع تخصيص مهام لقصف أهداف في سوريا". بدوره صرح السناتور الديمقراطي بل نلسون من فلوريدا وهو عضو كبير في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في وقت سابق "يتعين علينا الاستمرار في الحرب ضد الدولة الإسلامية ليس فقط في العراق وإنما أيضا في سوريا". محللون غربيون حذروا من أن تستغل الإدارة الأمريكية قضية داعش للتدخل في سوريا كما يسعى سياسيون كثر منذ أشهر رغم التحذيرات الروسية وإتهامها واشنطن بشن حرب بالوكالة لإسقاط النظام القائم في دمشق. صحيفة واشنطن بوست، ذكرت إن الإدارة الأمريكية تدرس السعي نحو الحصول على تفويض من الكونغرس للقيام بعمل عسكري في سوريا، فى إطار إستراتيجية مستحدثة لمكافحة الإرهاب. وبحسب مسئول من إدارة الرئيس باراك أوباما فإن التفويض يمكن أن يوفر تبرير قانوني داخلي لاستخدام غير محدود للقوة ضد التنظيم في العراقوسوريا. وكان الكونغرس قد وافق على تحرك مماثل عام 2001 ضد تنظيم القاعدة وشركائها من الجماعات الإرهابية، وعام 2002 ضد نظام الرئيس صدام حسين بدعوى علاقته بالقاعدة. وأشارت الصحيفة إلى أن التفويض الجديد هو واحد من عدة بدائل مطروحة في مناقشات داخلية نشطة. وبحسب المسئول الأمريكي فإن "مجموعة الخيارات" المطروحة للاستخدام العسكري الأمريكي تتضمن تفويض مؤقت بموجب قرار سلطات الحرب وتفويض دستوري باتخاذ إجراءات طارئة لحماية مواطني الولاياتالمتحدة وفتح مناقشات مع الكونغرس بشأن تفويض غير محدد المدة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية. وقد أمر أوباما بشن ضربات جوية في العراق في إطار الخيار الأول، حيث تمتد مدة الصلاحية 60 يوميا حتى أوائل أكتوبر المقبل. وتم استخدام الخيار الثاني هذا الصيف في محاولة فاشلة لإنقاذ رهائن أمريكيين محتجزين لدى داعش في سوريا. فيما من المرجح أن يثير الخيار الثالث نقاشا بين المشرعين بشأن النتائج غير المؤكدة للتحرك. خلاف بين الخبراء والبيت الأبيض ذكرت صحيفة نيويورك تايمز إن غالبية مسئولي البيت الأبيض على خلاف مع الخبراء بشأن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش"، وأوضحت إن لهجة الإدارة الأمريكية تجاه داعش تصاعدت بقوة في أعقاب نشر الفيديو الخاص بعملية ذبح الصحفي الأمريكي "جيمس فولى" ومن قبلها السيطرة على مساحات واسعة من العراق، قائلة إن الخطر الذي تشكله الجماعة الإرهابية للولايات المتحدة بات أخطر. وفى المقابل الصحفية التي أجرتها الصحيفة قال بعض المسئولين وخبراء الإرهاب إن أوصاف وعبارات الإدارة الأمريكية تضخم من قدرة التنظيم الإرهابي على مهاجمة الولاياتالمتحدة ومصالحها في الخارج. وأشارت الصحيفة إلى أن العبارات التحذيرية الخاصة بالحكومة ومراقبي الإرهاب تأتى بينما يهدف البيت الأبيض لتوسيع التحرك العسكري ضد داعش، بما في ذلك احتمال شن غارات جوية على التنظيم في سوريا. وتعمل وكالات الاستخبارات الأمريكية على تقييم دقيق لقوة التنظيم المتطرف، إذ يعتقدون أن قدرته على السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي تجعله تهديدا طويل الأمد للشرق الأوسط. النائب الجمهوري مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب حث إدارة البيت الأبيض على العمل مع الشركاء العرب لاتخاذ خطوات قوية لعرقلة عمليات "الدولة الإسلامية" في العراقوسوريا. وقال إن التنظيم يجتذب تأييدا من أوروبيين وأمريكيين يمكن أن يسافروا دون أن يرصدهم أحد إلى دول غربية لتنفيذ هجمات. وأضاف روجرز لقناة تلفزيون ان.بي.سي. "إنهم على بعد تذكرة طيران واحدة من سواحل الولاياتالمتحدة". وتابع "نملك القدرة على هزيمة الدولة الإسلامية لكن يتعين علينا الآن أن يكون لدينا الإرادة السياسية ويتعين أن يكون لدينا سياسة لتنفيذ ذلك. نحن لدينا الأولى لكن ليس لدينا الثانية". ويعد روجرز إضافة إلى جمهوريين آخرين مثل السناتور جون ماكين من أشد منتقدي السياسة الأمنية لأوباما واتهموه بالافتقار لسمات القيادة ضد الإرهاب منذ أن أعطى أوامره بالعملية العسكرية التي قتل فيها زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن عام 2011. لكن السناتور الديمقراطي الكبير جاك ريد حذر من المبالغة في المخاطر التي يمكن أن يمثلها تنظيم "الدولة الإسلامية" على الولاياتالمتحدة. وقال السناتور ريد وهو من رود ايلاند "لا أعتقد أن بمقدورنا ببساطة تجاهلهم. لكن أن نقفز مما فعلوه وهو مروع، إلى افتراض أنهم بصدد أن يشكلوا تهديدا لنا هنا على أراضينا يندرج في سياق الاستنتاج". وأضاف: "الإستراتيجية المناسبة يجب أن تكون إستراتيجية شاملة وأساسها سياسي لا عسكري فقط". ووجه روجرز اللوم إلى أوباما لإدخاله تغييرا على سياسات قال إنه قلص قدرة الوكالات الدفاعية وأجهزة المخابرات على "عرقلة" عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" وجماعات متطرفة أخرى في الخارج. الكاتبة الأمريكية ترودى روبين رصدت في صحيفة "ذا فيلادلفيا إنكوايرر" اختلاف تقييم الإدارة الأمريكية مؤخرا لخطورة تنظيم "داعش"، حيث وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما التنظيم بالسرطان المستشري في المنطقة. وأعادت روبين إلى الأذهان كيف رفض البيت الأبيض على مدار شهور من استشراء هذا السرطان في جسد العراق والشام، الاعتراف بتنامي الخطر الداعشي على الرغم من التحذيرات الإستخباراتية الأمريكية. وأوردت الكاتبة في هذا الصدد وصف أوباما لداعش بأنه فريق محلى يسعى لتقليد تنظيم القاعدة، ولا قبَل له بتهديد أمريكا. وتساءلت عن مدى إمكانية أن يتبنى أوباما، بعد اختلاف تقييمه، استراتيجية محكمة للتعامل مع تنظيم داعش الذى بات أكثر خطورة من القاعدة، في ظل استمرار إصرار البيت الأبيض فيما يبدو على أن هذا التنظيم مشكلة عراقية محضة. وأشارت روبين إلى أن الضربات الجوية المحدودة التي شنتها أمريكا مؤخرا على التنظيم كانت تستهدف حماية الأمريكيين في أربيل وبغداد بالإضافة إلى إنقاذ الأقلية الإيزيدية. وقالت إن الجميع يدرك تماما أن أوباما لا يريد أن يعود أدراجه إلى الحرب في العراق الذي سحب آخر جنوده الأمريكيين منه، شأنه فى ذلك شأن جميع الأمريكيين. فرضيات صحيفة "واشنطن بوست" تحدثت فى افتتاحيتها عن ضرورة التحرك الأمريكي لمواجهة داعش، وقالت أنه ليس من الحكمة افتراض أن تنظيم الدولة الإسلامية سينهار تحت وطأة قسوته.. ويقدم التاريخ أمثلة كثيرة جدا لمدمرين ظلوا يمسكون بالسلطة لفترات زمنية طويلة ولا يخسرون حتى يتم القضاء عليهم من قبل البناة الذين ينهضون للتحرك. وعلى مدار ثلاث سنوات، ظلت الولاياتالمتحدة تقف جانبا مع بناء المتطرفين لقوتهم داخل سوريا. وفوجئت واشنطن في يونيو 2014 عندما ظهروا في العراق واستولوا على الموصل وهددوا بغداد، وصدمت مرة أخرى عندما هددوا شهر يوليو كردستان. والآن، ووفقا لأغلب الشهادات، فإنهم يعززون قبضتهم داخل أراضى كبيرة في البلدين حتى وهم يحاربون من أجل التوسع. ويدربون مئات الإرهابيين الأجانب من أوروبا والولاياتالمتحدة الذين يمكن أن يعودوا بسهولة إلى أوطانهم بقصد خبيث. وهؤلاء يفتخرون بإعلان عداوتهم لأمريكا، ولذلك فإن واشنطن فى حاجة إلى إستراتيجية حقيقية للرد على ذلك. الفجوات الإستخبارية زيادة في الإرتباك المعلن لإدارة البيت الأبيض قالت صحيفة "واشنطن بوست" يوم 22 أغسطس إن أى هجوم أمريكي في سوريا ضد تنظيم داعش سيكون مقيدا على الأرجح بفجوات استخباراتية مستمرة وعدم قدرة على الاعتماد على أساطيل الطائرات بدون طيار التي تعد السلاح الذي يحمل توقيع الإدارة الأمريكية ضد الشبكات الإرهابية في مناطق أخرى، حسبما قال مسئولون أمريكيون. ويضيف المسئولون أن البنتاغون أجرى رحلات مراقبة جوية يومية على طول الحدود العراقية مع سوريا في الأسابيع الأخيرة كجزء من دفعة لتعزيز المعلومات الاستخباراتية الأمريكية عن تنظيم داعش دون دخول المجال الجوى السوري والمخاطرة بفقدان طائرة على يد قوات الدفاع الجوى السورية. كما قام ال"سى أى إيه" بتوسيع شبكة مخبريه داخل سوريا، كما يوضح المسئولون، وذلك من خلال تجنيد مقاتلي المعارضة الذين تم تدريبهم وتسليحهم في قواعد المنظمة السرية على مدار العامين الماضيين. إلا أن كبار المسئولين بالاستخبارات والجيش الأمريكيين الذين رفضوا الكشف عن هويتهم بمناقشة عمليات حساسة، قالوا إن وكالات الاستخبارات الأمريكية لم تجمع بعد القدرات المطلوبة لاستهداف قادة داعش وتوفير معلومات استخباراتية يمكن الاعتماد عليها بما يكفى للاستمرار فى حملة من الضربات. وقال النائب بالكونغرس أدم شيف، عضو لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إن الاستخبارات تتحسن منذ أن بدأت في تكريس الموارد لفعل ذلك، لكن لا يزال لدينا رؤية متواضعة بشأن ما يحدث في سوريا. ورجح مسئول استخباراتي أمريكي رفيع المستوى أن يستغرق الأمر عدة أشهر لتوفير البناء الاستخباراتي الضروري لتوسيع الحملة الجوية الأمريكية الجارية في العراق ضد التنظيم في سوريا، وقال إن هذا لن ينتهي في أي وقت قريب. إذا كانت إدارة البيت الأبيض قد تطلعت إلى مشاركة عربية في الصراع فإن ذلك لم يتحقق حتى الآن، فيوم الأحد 24 أغسطس اتفقت خمس دول عربية أعضاء في مجموعة الاتصال الدولية المعنية بالشأن السوري على "التنسيق الكامل بين الأجهزة الأمنية الداخلية لمواجهة نمو تهديدات تنظيم داعش في العراقوسوريا، إضافة إلى تصحيح صورة الإسلام، ورفض أعمال هذه التنظيمات الإرهابية. وذكرت مصادر دبلوماسية، إن وزراء الخارجية في السعودية ومصر والإمارات والأردن وقطر عقدوا اجتماعا بمبادرة من الرياض لمدة ساعتين في جدة، وبحثوا خلاله "الحلول الكفيلة لمواجهة التطرف في المنطقة، وإيقاف العنف الذي يجري في عدد من الدول العربية". وشددت المصادر على أن المواجهة العسكرية لأماكن وجود تنظيم "داعش" أو غيره من الجماعات المسلحة لم يكن مطروحا خلال الاجتماع، وأنه جرى خلال الاجتماع، "البحث في مجمل الأوضاع على الساحة العربية وفي منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهها، بما في ذلك نمو الفكر الإرهابي المتطرف والاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية، وانعكاساتها الخطرة على دول المنطقة وتهديدها للأمن والسلم الدوليين". وأشارت إلى أن الوزراء اتفقوا "على بلورة الرؤى وعرضها بعد استيفاء الدراسة على جامعة الدول العربية لبحثها بشكل موسع مع الدول العربية الأعضاء في الجامعة". الكذب والتناقض إمعانا في التناقض وتكذيبا للتحفظات المعلنة حول التدخل في سوريا أعلن البيت الأبيض يوم الأربعاء 20 أغسطس أن القوات الأمريكية فشلت في عملية نفذتها خلال الصيف لانقاذ رهائن امريكيين يحتجزهم تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا بسبب فشل استخباري حيث لم يكن الرهائن موجودين في المكان الذي حددته الاستخبارات الامريكية. ويعتبر هذا الإعلان الأول للولايات المتحدة عن عملية عسكرية من هذا النوع داخل سوريا منذ اندلاع النزاع في هذا البلد في مارس 2011. ولم يحدد البيت الأبيض والبنتاغون هويات الرهائن الذين كانت العملية تستهدف إطلاق سراحهم ولا عددهم. وذكرت ليزا موناكو كبيرة مستشاري الرئيس باراك اوباما لشؤون مكافحة الإرهاب انه "في وقت سابق خلال هذا الصيف أعطى الرئيس اوباما موافقته على العملية. واضافت في بيان ان "الحكومة الامريكية اعتقدت أن لديها ما يكفي من المعلومات الاستخبارية، وعندما حانت الفرصة أجاز الرئيس للبنتاغون بالشروع سريعا بتنفيذ عملية هدفها انقاذ مواطنينا". ولكن العملية فشلت "لان الرهائن لم يكونوا موجودين" في المكان الذي حددته الاستخبارات الأميركية، كما اضافت المسئولة في البيت الأبيض. من جهته قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي ان عناصر من سلاحي الجو والبر شاركت في هذه العملية التي "كانت تركز على شبكة احتجاز محددة داخل تنظيم الدولة الاسلامية". ولكن وسائل اعلام امريكية نقلت عن مسئولين في إدارة اوباما أن فولي كان من بين الرهائن الذين هدفت عملية القوات الخاصة الأمريكية لإنقاذهم. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن التنظيم المتطرف كان قد طلب فدية من عشرة ملايين دولار مقابل اطلاق سراح فولي، ثم عمد إلى قتله بعدما رفضت واشنطن دفع الفدية. لكن ويوم الأحد 24 أغسطس أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في بيان الإفراج عن بيتر ثيو كورتيس الكاتب والباحث الأمريكي الشاب المنحدر من ماساشوستس، الذي خطف قبل عامين من جانب جبهة النصرة التي تشكل فرع تنظيم القاعدة في سوريا، لكن خطفه بقي طي الكتمان. وسهلت الأممالمتحدة عملية الإفراج عنه، التي حصلت، في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، حيث سلم للجنود الأمميين. وأعلن الإفراج عنه في اليوم نفسه لجنازة الصحافي الأمريكي جيمس فولي، الذي قام تنظيم داعش بقتله. وقال الوزير كيري إن الولاياتالمتحدة ستستخدم "كل الأدوات الدبلوماسية والمخابراتية والحربية"، المتاحة لها، لضمان الإفراج عن الرهائن الأمريكيين الآخرين المحتجزين. وكانت قناة الجزيرة القطرية أول من أعلن الإفراج عن الأمريكي، لافتة إلى أن قطر ساهمت في إطلاق سراحه. وأضافت القناة أن الأمريكي كان فقد قرب الحدود بين تركياوسوريا، في خريف 2012. ولم يعرف سعر مقايضة بيتر ثيو كورتيس. المنفذ التركي طرح علامات إستفهام حول تحركات واشنطن في مواجهة ما يدور في كل من سورياوالعراق لا ينقطع. تركيا حليف لواشنطن وداعم لسياستها، وبالتالي فمن المنطقي أن تعارض داعش وتحول دون زيادة قوتها ولكن الأمر غير ذلك. يوم 22 أغسطس قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية، إن متطرفى داعش يعملون من أجل تأمين الحدود بين تركيا وشمال غرب سوريا باعتباره البوابة الرئيسية لانضمام المجندين إلى دولة الخلافة والذين يتوافدون بالألاف إلى تركيا قبل الدخول إلى العراقوسوريا. وأوضحت الصحيفة، أن أعدادا كبيرة من جهاديي داعش يتحركون الآن نحو الحدود التركية، والتي تقع على بعد 60 ميلا من شمال حلب في صفوف من الشاحنات المسلحة التي استولوا عليها من القواعد العسكرية العراقية. وتعد هذه المنطقة الآن واحدة من أكثر الخطوط الأمامية نشاطا في محاولة التنظيم لإعادة رسم حدود الشام فى حملة سيكون لها تداعيات ضخمة على تركيا. وقال سكان إحدى البلدات القريبة من الحدود التركية، وكذلك المعارضين المسلحين فيها، إن داعش تقدمت إلى مرمى البصر في البلدة وأرسلت مبعوثين للتفاوض على الدخول. وذكر مقاتل من جماعة الجبهة الإسلامية إنهم يمكن أن يقتحموا كالمغول، لكنهم يحاولون أن يكونوا لطفاء، وقد تعاملنا معم من قبل، ولا تصالح معهم، فيجب أن يقاتلوا. مجلة نيوزويك الأمريكية ذكرت أنه عبر تركيا يمر أغلب المدد إلى داعش وأضافت إن عدد المسلمين البريطانيين الذين مروا بتركيا والذين يحاربون في تنظيم داعش يعادل أكثر من ضعفى المسلمين في القوات المسلحة البريطانية، حسبما قال خالد محمود، عضو البرلمان البريطاني في برمنغهام، وأوضح إن هناك 1500 من الشباب المسلمين فى بريطانيا تم تجنيدهم من قبل المتطرفين الذين يحاربون فى العراقوسوريا فى السنوات الثلاثة الماضية. وأكد محمود للمجلة إن هذا الرقم يتزايد منذ بداية الصراع فى سوريا، وأضاف: "لو نظرت فى كافة أنحاء البلاد، والجماعات المختلفة المعنية، فإن تجنيد 500 كل عام سيكون تقديرا متحفظا. ووفقا لوزارة الدفاع، فإن هناك 600 مسلم فقط يخدمون حاليا فى القوات المسلحة أي حوالي 0.04 في المئة من إجمالي أفراد الجيش، في حين أن نسبة المسلمين فى بريطانيا 4.3 في المئة من إجمالي عدد السكان. مصادر رسمية أمريكية قدرت عدد الأوروبيين والأمريكيين الذين يقاتلون في تنظيم داعش ما بين 12000 و 15000 رجل. [email protected]