حصلت «المساء» على تقرير مثير أعده المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب لصالح البرلمان الهولندي متضمنا معلومات خطيرة عن الجهاديين الناشطين بهولندا وخطورتهم على الأمن القومي. وأكد التقرير أن هولندا أصبحت تواجه تهديدا «ملموسا» و»حقيقيا» بحدوث عملية إرهابية يقوم بها جهاديون عائدون من سوريا، موضحا في السياق نفسه أنه وعلى الرغم من عدم وضوح خلفيات الهجوم على المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية بروكسيل في الرابع والعشرين من ماي الماضي، إلا أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن المتهم هو من العائدين من الجهاد في سوريا، وهذا ما يعزز الشعور بالخطر الذي يحمله معهم هؤلاء الجهاديون العائدون إلى بلدانهم. ويبرز التقرير أن استمرار تأثير الحركات الجهادية المتطرفة على الشباب المسلم في أوروبا، ومنها هولندا، يعني أن هذه الدول أمام مشكل طويل المدى. «جيل جديد» من الجهاديين يتكون الآن في الدول الأوربية، ما يدفع الأمن الوطني في هذه الدول إلى دائرة خطر حقيقي. أمام هذا التطور، تنسق الدول الأوربية فيما بينها على أعلى المستويات، ويتم تبادل المعلومات وتعقب نشاط الجهاديين المحتملين قبل سفرهم إلى سوريا عبر ألمانيا وتركيا. في المنحى ذاته، يتوقف التقرير عند ال»البروغاندا» الجهادية، ويلاحظ أن الجهاديين يستخدمون بفعالية وسائل التواصل الاجتماعية مثل ال»فيس بوك»، مما يجعل قنوات التواصل مفتوحة ومتاحة أمام الجميع. الدعاية الجهادية «تتوجه أساسا للشباب لحثهم على الذهاب للجهاد في سوريا وغيرها من مناطق الجهاد»، يوضح التقرير، مواصلا أن هذه الدعاية «عنيفة تمجد العمليات الانتحارية في المناطق الجهادية». ويتخوف التقرير الذي يقدم تحليلا عاما عن مخاطر الجهاد على الأمن الوطني في هولندا، من تأثير الدعاية الاستقطابية للجهاديين على الشباب المسلم في الغرب، ويلاحظ أن هذا التأثير، رغم الاقتتال الداخلي بين الفصائل الجهادية، لم يؤثر على درجة إقبال الشباب على الانخراط في قوافل الذاهبين للجهاد في سورياوالعراق. الذاهبون للقتال في سوريا ليسوا من الذكور فقط، بل النساء أيضا يلتحقن بالفصائل الجهادية. «على الرغم من أن الهولنديات المتواجدات في سوريا لا يشاركن في العمليات العسكرية، إلا أن ارتباطهن بالجهاد يجعل منهن عناصر خطرة على الأمن الوطني حينما يعدن إلى هولندا». واستنادا إلى مصادر «المساء»، فإنه لا توجد أرقام مؤكدة حول عدد الجهاديين الإسلاميين من الدول الغربية، إلا أن بعض التقارير الصحفية تحددها في 3 آلاف جهادي شاب، منهم من يتحدر من أصول مغربية وجزائرية وتونسية، ومنهم أيضا مسلمون جددا، أي متحولون حديثا للإسلام. ويرى البرلماني الهولندي أحمد مركوش، عضو حزب العمل، أن الجالية الإسلامية تتحمل مسؤوليتها أيضا. «المفتاح الأهم في هذه القضية يوجد في يد الجالية الإسلامية، على أفراد هذه الجالية التوقف عن تمجيد أو تأييد مشاركة الشباب في الأنشطة الإرهابية. كثير من الشباب يتم تجنيدهم دينيا وحثهم على المشاركة في الجهاد، وهذا ما يحدث في أوساط الجالية المسلمة، وخارجها عبر وسال التواصل الاجتماعية»، يضيف مركوش في تصريح خص به الجريدة. يذكر التقرير أن المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب في هولندا سبق وأن رفع عام 2013 درجة التأهب من مستوى «محدود» إلى مستوى «ملموس»، وبقي منذ ذلك التاريخ على نفس المستوى بسبب استمرار تدفق المقاتلين «الأوربيين» نحو سوريا. وعبر التقرير كذلك عن مخاوفه من استمرار حالة الاستقطاب في صفوف الشباب المستمرة منذ أكثر من سنتين وانضمامهم للجماعات القتالية المتطرفة، مثل «داعش» (دولة الإسلام في العراق والشام)، التي وسعت سيطرتها مؤخرا على مناطق سنية واسعة بين العراقوسوريا، وجبهة النصرة.