محمد أمزيان: خصصت الحكومة الهولندية 25 مليون يورو إضافية لجهاز الاستخبارات العامة والأمن (AIVD)، "لمواجهة مخاطر الإرهاب الناتج عن عودة الجهاديين الهولنديين من سوريا". ومن المنتظر أن يوافق البرلمان الهولندي على هذه الزيادة، بعد غد الخميس، أثناء مناقشة ملف الأمن والإرهاب. وقدّم جهاز الاستخبارات، أمس الاثنين، تقريرا مفصلا عن الحالة الأمنية تحت عنوان: "إحياء الجهاد في هولندا". هولنديون يدعمون الخلافة يحلل تقرير الاستخبارات الهولندية ظاهرة "الجهاد"، ويلاحظ أن الجهاديين الحاليين "يختلفون عن الشبكات الجهادية القديمة التي كانت تخضع لقيادة واحدة". ويصف التقرير الجهاديين الجدد بأنهم يخضعون لما يسميه "دينامية الخليط"، "فهم يشتركون في إيديولوجية واحدة ويهدفون لنفس الهدف، إلا أن الرؤوس متعددة، تتأثر ببعضها البعض، وإذا سقط عضو أو أعضاء من الجماعة، فلا يعني سقوط الجماعة كلها". ولعل هذا ما يجعل الاستخبارات، والمنسق الوطني لمكافحة الإرهاب يدقون ناقوس الخطر، "لأن عودة الجهاديين الهولنديين من سوريا تشكل خطرا حقيقيا على الأمن والاستقرار الداخلي، بسبب تنامي دعم الشباب المسلمين (في هولندا) للفكر الجهادي". هذا الدعم تجلى أكثر عقب ظهور شريط فيديو مصوّر، على ما يبدو، في هولندا، ويظهر فيه شباب يبايعون علانية المدعو أبو بكر البغدادي "خليفة" للمسلمين. وأعلنت "داعش" (دولة الإسلام في العراق والشام)، نهاية الأسبوع الماضي، قيام الخلافة الإسلامية في المنطقة الممتدة ما بين الرقة في سوريا ومحافظة ديالى في العراق، وسمّتها "دولة الإسلام". في السر والعلانية وقال المنسق الوطني لمكافحة الإرهاب في هولندا ديك شخوت، لوسائل إعلام هولندية: "الشباب لا يذهبون لسوريا لمساعدة السوريين في القتال. هذا هراء. إنهم يقاتلون من أجل إقامة الخلافة"، حسب قوله لصحيفة إن.إر.سي، واسعة الانتشار. وأولت الصحافة الهولندية اهتماما بالغا للموضوع، ليس فقط نتيجة للتهديدات التي تعتبرها التقارير الاستخباراتية "حقيقية"، ولكن أيضا لوجود قاعدة تقدر ببضعة آلاف يؤيدون سرا وعلانية الأفكار الجهادية. "وهذا شيء مقلق للغاية"، يوضح شخوت للصحيفة نفسها، متسائلا: "كيف لهؤلاء الناس تأييد حركة تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية حتى داخل هولندا؟". جهاديات مراهقات التطور الجديد في استقطاب الشباب المسلم في هولندا للقتال في سورياوالعراق، هو إلقاء القبض على مزدلفة، وهي طفلة عمرها 15 عاما تقيم مع أسرتها المغربية في مدينة هلفيرسوم الهولندية. مزدلفة كانت في طريقها إلى سوريا عبر تركيا، وألقت شرطة مطار دوسلدورف في ألمانيا القبض عليها وسلمتها للشرطة الهولندية، وما تزال قيد التحقيق. ومزدلفة ليست الأولى التي حاولت الذهاب لسوريا للمشاركة في الجهاد، بل سبقتها أخريات يقدرن بحوالي 20 امرأة من ضمن أكثر من 130 شابا هولنديا تأكد ذهابهم لسوريا. وقبضت الشرطة الهولندية، الأسبوع الماضي في لاهاي، على شاب من أصل سوري (18 عاما) متهم بتجنيد الشباب. وتقول مصادر الشرطة إن هناك 10 آخرين ما زالت تتعقبهم بسبب نشاطهم في مجال تجنيد الشباب للسفر إلى سوريا.