لاقت مسرحية "ميزيريا" لفرقة "آفاق شالة للمسرح والسينما" نجاحاً كبيرا عند الجمهور المغربي. وفي إطار جولتها في ربوع المملكة تعرض الفرقة بمناسبة الذكرى 36 للمسيرة الخضراء المضفرة وبشراكة مع "المسرح الوطني محمد الخامس" اليوم الثلاثاء 11 نونبر ب"المسرح الوطني محمد الخامس" بالرباط على الساعة الثامنة ليلاً. مسرحية "ميزيريا" من تأليف و إخراج: الدكتور "محمد السعدي" إدارة الممثل: الفنانة "كنزة فريدو" والتشخيص: نجمة المغرب الأولى "فاطمة الركراكي" – "كنزة فريدو" – "هند ضافر" – و"عبد اللطيف فريدو". السينوغرافيا: "حنان باري" موسيقى وألحان: "لحسن تومور" الإدارة التقنية: "حسن المختاري" مدير فني: "حكيمة الوردي" والمحافظة العامة: "خالد المغاري" و"خالد الركاكنة". مسرحية "ميزيريا" هي مسرحية تراجيدية كوميدية تتمحور حول أربع شخصيات تعيش في فقر مدقع، أهم ما يميزها سيكولوجيتها المتشنجة، صعوبة تدبير يومها المعيشي، والرؤى المتباينة لعالم ضيق يحيون بداخله. نص المسرحية يضاف إلى "ربرتوار" المسرح المغربي لما يحتويه من تأكيد على التراث باستنباط الوسائل والأساليب التي يزخر بها التراث المغربي، قصد خلق لغة مسرحية تسهل التواصل مع الجمهور، وحامل لمواقف درامية وصور جمالية قابلة لتعدد تأويلي في معناها ودلالاتها، وفقا لخلافية تعدد مستويات التلقي بالنسبة لقارئ النص، كما هي بالنسبة لمتلقي العرض. وقد قال مخرج ومؤلف "ميزيريا" الدكتور "محمد السعدي" أنه سعيد بولادة أول طفل له على خشبة قاعة "با حنيني" وقال أيضا أنه جد سعيد بعودة "نجمة المغرب الأولى" الفنانة "فاطمة الركراكي" للخشبة بعد مرور 10 سنوات على غيابها، وهذا في حد ذاته تكريم منها لفرقة "آفاق شالة للمسرح والسينما" ولكل المشاركين معها في العمل. وحول إخراج المسرحية قال أنه مبني على لغة الدلالات، والرموز المسرحية البصرية، سواء في الحركة، أو الإشارة، أو الفكرة، لخلق طقس مسرحي يعتمد، بالإضافة إلى الكلمة كأسلوب، إلى الطاقة التعبيرية للجسد، وبذلك صار الإخراج في مسرحية "ميزيريا"، أو لنقل رسم الحركة المسرحية في تماسها، وتقاطعها، وتنافرها، ودائريتها، ونعومتها أو حدتها، ممرا يعيش من خلاله النص، يخرج إلى الوجود، والتجريب يصير اشتغالا على الكلمة (اللغة)، على الفراغ، على الضوء وعلى التشكيلات الجسدية بدون الابتعاد عن تربة المجتمع المغربي، حيث تعود اللغة هنا إلى دورها وعلاقتها بالواقع، تتحدث عن عالم كئيب عبر منولوجات مسترسلة، متوترة، ومبتورة، جربنا من خلالها رغبتنا في القصّّ والسرد لشيء مبتور داخل حياة مبتورة، ليدخل كل ذلك في حبكة درامية مخصوصة في الزمان و المكان، نتواصل من خلالها مع المتلقي والتأثير فيه جماليا ومعرفيا. من جهتها قالت نجمة المغرب الأولى الفنانة القديرة "فاطمة الركراكي" أنها جد سعيدة بعودتها لخشبة المسرح بعد غيابها عنها لمدة ال 10 سنوات لمرضها، واعتذرت لجمهورها عن هذا الغياب الخارج عن إرادتها، وقالت أنها عندما تقف فوق الخشبة تنسى آلامها وتشعر أنها فتاة في بداية العشرينات، وعبرت عن سعادتها لمشاركة ممثلين شباب يحملون مشعل المسرح في "المغرب" مثل النجمة الصاعدة "هند ضافر" و"كنزة فريدو" وهي نجمة من نجوم المسرح المغربي وكذلك الممثل "عبد اللطيف فريدو" الذي أعاد إكتشاف نفسه في هذا العمل القيم الذي تتمنى أن يشاهده جمهورها العزيز قريبا.