شرعت فرقة آفاق شالة للمسرح والسينما في تقديم عملها الجديد 'ميزيريا' للجمهور المغربي اليوم الأربعاء 27 مارس الجاري على الساعة 7 مساءً وذلك بقاعة 'با حنيني' بوزارة الثقافة- الرباط. قام بتأليف وإخراج مسرحية 'ميزيريا' الدكتور محمد السعدي، وتكلفت الفنانة كنزة فريدو بإدارة الممثل. السينوغرافيا: حنان باري ، التشخيص: نجمة المغرب الأولى فاطمة الركراكي، كنزة فريدو، هند ضافر،عبد اللطيف فريدو. موسيقى و ألحان: لحسن تومور، الإدارة التقنية: حسن المختاري، العلاقات العامة: حكيمة الوردي، والمحافظة العامة: خالد المغاري و خالد الركاكنة. جدير بالذكر أن "ميزيريا" مسرحية تراجيدية كوميدية تتمحور حول أربع شخصيات تعيش في فقر مذقع، أهم ما يميزها سيكولوجيتها المتشنجة، صعوبة تدبير يومها المعيش، والرؤى المتباينة لعالم ضيق يحيون بداخله. على مستوى مرجعية التأليف يحاول النص التأكيد على التراث باستنباط الوسائل والأساليب التي يزخر بها التراث المغربي، قصد خلق لغة مسرحية تسهل التواصل مع الجمهور، مع الابتعاد عن معالجة المشاكل الواقعية بطريقة آلية، بل بإبراز الجوانب الفنية والإبداعية لخلق الوعي الجمالي والاجتماعي بالخصوص. و يتميز هذا النص بأطروحات فكرية ما زالت تشغل جل المفكرين والفنانين، سواء داخل الحقل المسرحي أو خارجه، بحيث يعرج على تيمات متعددة للتصادم الثقافي والاجتماعي، من قبيل مصطلحي الأصالة والمعاصرة، الغنى والفقر، العدل والظلم..... النص حامل لمواقف درامية وصور جمالية قابلة لتعدد تأويلي في معناها ودلالاتها، وفقا لخلافية تعدد مستويات التلقي بالنسبة لقارئ النص، كما هي بالنسبة لمتلقي العرض. الإخراج مبني على لغة الدلالات، والرموز المسرحية البصرية، سواء في الحركة، أو الإشارة، أو الفكرة، لخلق طقس مسرحي يعتمد، بالإضافة إلى الكلمة كأسلوب، إلى الطاقة التعبيرية للجسد، وبذلك سيصير الإخراج في مسرحية "ميزيريا"، أو لنقل رسم الحركة المسرحية (الميزانسين) في تماسها، وتقاطعها، وتنافرها، ودائريتها، ونعومتها أو حدتها، ممرا يعيش من خلاله النص، يخرج إلى الوجود، و التجريب يصير اشتغالا على الكلمة (اللغة)، على الفراغ، على الضوء وعلى التشكيلات الجسدية بدون الابتعاد عن تربة المجتمع المغربي، حيث تعود اللغة هنا إلى دورها و علاقتها بالواقع، تتحدث عن عالم كئيب عبر منولوجات مسترسلة، متوترة، و مبتورة، نجرب من خلالها رغبتنا في القصّّ و الحكي\السرد لشيء مبتور داخل حياة مبتورة، ليدخل كل ذلك في حبكة درامية مخصوصة في الزمان و المكان، نتواصل من خلالها مع المتلقي و التأثير فيه جماليا و معرفيا. على المستوى السينوغرافي، حاولنا أن نخلق فضاءً مسرحيا، لا يخضع لضغوطات الزمان ولا المكان (نظرا لنوعية النص)، يتماهى مع حركات الممثلين، وحركة مفردات الديكور، وتشكيلاته المختلفة، قصد خلق علاقة جدلية بين جميع المفردات، وبين دلالات الألوان المستخدمة والإضاءة. وكذلك الموسيقى التي ألفت خصيصا للعرض، باستعمال آلات مغربية ذات إيقاعات شجية، تتماشى مع اللحظات الدرامية المناسبة. أما ملابس الشخصيات فقد خضعت في الشكل واللون لطبيعة الشخصية وبنائها النفسي.