حذر الأردن اليوم الثلاثاء من تداعيات بقاء الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة على ما هي عليه ومن العواقب الوخيمة لحالة الجمود التي تكتنف جهود تحقيق السلام على أساس حل الدولتين ، مشيرا إلى أن ذلك أفضى إلى حلقات دموية من النزاع ذهب ضحيتها الآلاف من المدنيين الفلسطينيين. وطالب الأردن ، في جلسة لمجلس الأمن الدولي ناقش خلالها الوضع في الشرق الأوسط ، بما فيها قضية فلسطين ، إسرائيل بضرورة أن تتوقف عن أعمالها الاستفزازية وسياساتها الممنهجة بالقدس الرامية إلى محاولة خلق واقع جديد..لافتا إلى أن احتجاز المصلين المسلمين ومنعهم من دخول الحرم والاعتداء عليهم وعلى موظفي الأوقاف وإهانتهم والسماح للمتطرفين السياسيين والدينيين الإسرائيليين تحت حماية الشرطة الإسرائيلية بتدنيس الحرم ستبقى كلها خروقات لأحكام القانون الدولي الإنساني وبالأخص قواعد لاهاي لعام 1907. وقالت مندوبة الأردن الدائم في الأممالمتحدة السفيرة دينا قعوار – في كلمتها أمام المجلس التي بثتها وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) مساء اليوم – "إننا نجد أنفسنا مجددا وبسبب الممارسات الإسرائيلية الأحادية وغير القانونية ، على أعتاب مواجهات دموية أخرى تهدد الأبرياء وأمن المنطقة واستقرارها وتغذي مشاعر الإحباط واليأس". وطالبت قعوار المجتمع الدولي عموما ومجلس الأمن خصوصا بضرورة أن يتحمل مسئولياته في العمل على وقف اعتداءات إسرائيل على الحرم الشريف والتي إذا ما استمرت ستؤدي إلى كارثة محققة تهدد الأمن والسلم الدوليين. وقالت إن ما تقوم به إسرائيل في الحرم الشريف من انتهاكات لقدسية المكان وتدنيس له قد ازدادت وتيرته بشكل مطرد عقب وقف إطلاق النار في قطاع غزة وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أن إسرائيل مصممة على استثارة واستفزاز العرب والمسلمين بكافة الطرق والوسائل الممكنة. وأضافت "إن إسرائيل تعلم يقين العلم أن الحرم القدسي الشريف هو خط أحمر لأكثر من 5ر1 مليار مسلم في هذا العالم خاصة وأنهم لن يسكتوا على هذه الانتهاكات ، فالذي يريد السلام والأمن لبلده ومواطنيه لا يرتكب هذه الأفعال التي إذا ما استمرت ستضع إسرائيل في مواجهة مباشرة مع العالمين العربي والإسلامي". وقالت "إنه من منطلق الوصاية الأردنية الهاشمية التاريخية على المقدسات في القدس والتي يتولاها الملك عبدالله الثاني والدور الأردني الخاص في المقدسات الإسلامية الذي اعترفت به إسرائيل بموجب المادة التاسعة لمعاهدة السلام ، سيستمر الأردن في التصدي للانتهاكات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف بكافة السبل بما فيها السياسية والدبلوماسية والقانونية ، وسيستمر في العمل على الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة ورعايتهما والحيلولة دون المس بهما". وتابعت مندوبة الأردن الدائم في الأممالمتحدة "أرجو أن تكون الرسالة واضحة للجميع وإجابة على المشككين في مكانة الحرم القدسي الشريف لدى العرب والمسلمين عموما وللأردنيين والفلسطينيين خصوصا". وحول قطاع غزة .. قالت قعوار "إن قطاع غزة يشكل وحدة جغرافية واحدة ومتكاملة مع الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدس الشرقية ، وهذه الوحدة الجغرافية الواحدة والمتكاملة هي التي ستقوم عليها الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة طبقا لمرجعيات عملية السلام المعتمدة ، ومبادرة السلام العربية بكل عناصرها". ورحبت بانعقاد المؤتمر المهم حول فلسطين وإعادة إعمار قطاع غزة والذي استضافته القاهرة مؤخرا ، مؤكدة على أن الأردن وبتوجيهات من الملك عبدالله الثاني مستمر في تقديم المساعدة والمساندة السياسية والإنسانية للأشقاء الفلسطينيين في عموم الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيه المرابطون من أبناء قطاع غزة "فنحن الأقرب للشعب الفلسطيني والأكثر تأثرا بما يصيبهم". وفيما يتعلق بالملف السوري.. شددت قعوار على ضرورة الحل السياسي للأزمة في سوريا بما يحقن الدماء ويحقق الانتقال السياسي بما ينسجم مع الطموحات المشروعة للشعب السوري ، ويعيد الأمن والاستقرار لسوريا ويوفر البيئة اللازمة لعودة أبنائها اللاجئين إلى ديارهم. وبالنسبة للملف العراقي .. أكدت مندوبة الأردن وقوف بلادها إلى جانب العراق في سعيه نحو تحقيق أمنه واستقراره والحفاظ على وحدة أراضيه ويشجع جميع القوى السياسية العراقية على الانخراط في عملية سياسية شاملة تشركهم في عملية صنع القرار وتعزز وحدة الشعب العراقي ووفاقه الوطني. وحول التطرف..قالت قعوار "إننا في الأردن نعمل على محاصرة الإرهاب والمتطرفين ومن يناصرهم وتجفيف مصادر تمويلهم ، ونوظف كل طاقاتنا وإمكاناتنا للتصدي لمخاطر التطرف والإرهاب وخاصة من خلال المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين الديانات والمذاهب والحضارات المختلفة وشرح المفاهيم الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف ورسالته السمحة العظيمة مذكرة في هذا الإطار رسالة عمان وكلمة سواء والمؤتمرات العديدة في هذا المجال".