احتضنت مدينة الداخلة أول أمس الخميس، مهرجانا خطابيا بمناسبة الذكرى 35 لاسترجاع إقليم وادي الذهب التي تصادف 14 غشت من كل سنة، ترأسه السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، رفقة والي الجهة عامل لإقليم وادي الذهب السيد لمين بنعمر، بحضور عدد من البرلمانيين ورؤساء المجالس المنتخبة، وجمع كبير من أعضاء المقاومة وجيش التحرير وفعاليات المجتمع المدني. وبهذه المناسبة أبرز المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، سعادة المغاربة واعتزازهم بتخليد هذه الذكرى وما ترمز إليهم من دلالات، مشيرا أن في مثل هذا اليوم من سنة 1979 كان سكان هذه الربوع من الوطن على موعد مع التاريخ حينما توجه شرفاء وأعيان هذه الجهة وممثلوا كافة القبائل الصحراوية إلى الرباط، مجددين البيعة لعاهل البلاد المغفور له الحسن الثاني، وآيات ولائهم وإخلاصهم للعرش العلوي المجيد، حيث قال في هذا الصدد " بهذا الموقف الوطني صنعوا حدثا تاريخيا متميزا، وبصموا منعطفا بارزا في مسلسل استكمال الوحدة الترابية، واسترجاع أقاليمها الجنوبية، كما فوتوا الفرصة من خلال تمسكهم بمغربيتهم على كل مناورات ومخططات خصوم الوحدة" . وأضاف مصطفى الكثيري أن جهة وادي الذهب الكويرة، كانت وستظل قلعة شامخة وسدا يقف ويتصدى لمخططات خصوم وحدتنا الترابية ، "فبإحيائنا لهذه الذكرى نكبر عاليا الروح الوطنية لأبناء هذا الوطن، المخلصين في الدفاع عن حوزته وترابه المقدس بإيمانهم العميق والقوي، وتمسكهم ببيعة الرضى والرضوان التي ورثوها أبا عن جد، ليعيش المغرب حرا معززا ومرفوع الرأس، ومتراص البنيان من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه". وأبرز الكثيىري أن جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش، يواصل مسيرة البناء والوحدة بتبصر، حيث جعل من الاقاليم الجنوبية وتحصين أراضيها أولى الأولويات وأسبقية الأسبقيات، وتجسد ذلك من خلال خطبه السامية وزياراته المتعددة لهذه الأقاليم، ومبادرته الشجاعة المتمثلة في الحكم الذاتي لهذه الاقاليم تحت السيادة المغربية، وهي المبادرة التي لقيت دعما دوليا متناميا كمبادرة واقعية وذات مصداقية وكشكل حضاري وديمقراطي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء. فالإرادة الملكية الراسخة تهدف إلى أن تتبوأ الأقاليم الصحراوية المكانة التي تنسجم مع التطلعات والطموحات المشروعة التي تجد ساكنتها صداها في العديد من المشاريع، ثم التصور الجديد المتعلق بتنمية الأقاليم الجنوبية والذي أغنته دراسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، لإعطاء دينامية جديدة للتنمية الشاملة لهذه الأقاليم. وذكر مصطفى الكثيري أن أسرة المقاومة بإحيائها لهذه الذكرى " تجدد تعبئتها المستمرة ووقوفها الموصول تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية، وتثبيت المكاسب الوطنية، كما تؤكد دعمها للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الجنوبية في ظل السيادة الوطنية". وبذات المناسبة، ألقى كل من رئيس مجلس الجهة السيد المامي بوسيف، وممثل عن أسرة المقاومة بالجهة، كلمات أجمعوا فيها على أهمية تخليد هذه الذكرى، وما تشكله كحدث متجدد لاستحضار المواقف البطولية لساكنة الجهة وتعبئتهم الدائمة وراء العرش العلوي المجيد للدفاع عن وحدة المغرب الترابية، واعتزازهم بمبادرات جلالة الملك في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى ومن ذلك مبادرته الوجيهة المتمثلة في الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية. و خلال هذا الحفل تم تكريم مجموعة من المقاومين، تقديرا لإسهاماتهم في معركة التحرير واستكمال الاستقلال وما قدموه من خدمات جليلة وتضحيات في سبيل الوحدة الترابية. وكذا توزيع منافع ومساعدات مالية على مجموعة من ذوي حقوقهم. كما تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين المندوبية السامية وعدد من الشركاء، لبناء فضاء تربوي تثقيفي ومتحفي بجماعة بئر كندوز بإقليم أوسرد، سيتم إنجازه بكلفة مليوني درهم تصل فيها مساهمة وكالة الجنوب إلى مليون درهم، ومليون درهم مناصفة بين كل من مجلس الجهة والمجلس الاقليمي لأوسرد، فيما ستتكلف المندوبية بعملية التأطير والتجهيز. وأشرف الوفد على اعطاء الانطلاقة لبعض المشاريع التنموية بمدينة الداخلة كبرنامج تعبيد أزقة وشوارع حي الرحمة، وبناء مركز صحي حضري بحي السلام، وكذا فتح فرع للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية و المسح العقاري.