تفعيلا للإستراتيجية الأمنية التي من أهم مرتكزاتها الإستثمار في العنصر البشري، والإهتمام بالجانب الإجتماعي والثقافي والرياضي، وكذلك في التكوين المستمر من أجل صقل معارفه وإغناء مداركه وتأطيره لمواكبة الحداثة الأمنية في إطار حكامة جيدة تهدف إلى تحقيق الإنفتاح والتواصل ضمن عملية توسيع القاعدة التشاركية مع المجتمع والمواطن لتحقيق مفهوم الشرطة المواطنة، وفي إطار مخطط المديرية العامة للأمن الوطني القاضي بتنظيم دورات تكوينية لفائدة موظفي الشرطة العاملين بالمنطقة الحدودية مطار محمد الخامس الدولي، فقد شهد مقر ولاية أمن الدارالبيضاء صبيحة يوم 06 غشت الجاري تنظيم أول ورشة لفائدة هذه الشريحة، غايتها تحسين النجاعة الأمنية وتطوير أساليب وتقنيات التواصل مع الوافدين على مطار محمد الخامس الدولي من المسافرين والمغادرين للمغرب عبر هذه النقطة الحدودية سواء كانوا مغاربة أو أجانب، تحقيقا لمبدأ الشرطة المواطنة. وبهذه المناسبة، فقد أشرف على تأطير هذه الدورة التكوينية متخصصون وأكاديميون في ميدان التواصل بحضور السيد المدير العام للأمن الوطني والسيد نائب والي الأمن ومجموعة من الأطر الأمنية ممثلة في رئيس المنطقة الأمنية آنفا حميد بحري ورئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية وأطر من المصالح المركزية، وقد استفاد من هذه الورشة التكوينية إلى جانب الموظفين العاملين بمختلف المصالح الأمنية بمطار محمد الخامس، مجموعة من الموظفين العاملين بقسم الأجانب ومصلحة الإستقبال. وانطلقت فعاليات هذا الورش بتقديم الإطار العام لهذه الدورة التكوينية التي تركزت أساسا حول الدور الريادي الذي يلعبه المغرب قاريا ودوليا، والمرتبة التي أصبح يحتلها سواء في المجال الإقتصادي أو السياحي أو التنموي أو الحقوقي، مما يجعل منه قبلة لمجوعة من كبار الإقتصاديات على المستوى العالمي والإفريقي على وجه الخصوص، ووجهة لمجموعة من السياح أيضا، وهو الأمر الذي يستدعي تعبئة شاملة لكل الأطر والفعاليات الإقتصادية والمالية والسياحية، من أجل الحفاظ على هذه المكانة وتعزيزها مستقبلا. ثم إن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا من خلال نجاعة أمنية تنطلق من مبدأ حسن الإستقبال بالنقط الحدودية، وإتقان لغات أجنبية متعددة تبرز حسن المعاملة والإستقبال والإرشاد والمساعدة والسرعة واحترام الكرامة الإنسانية، بحيث تعتبر هذه الأخيرة أول صورة تسوق عن المغرب، الشيء الذي يتطلب من كل الفاعلين الأمنيين نهج خطة تواصلية فعالة في هذا السياق، تضمن انخراط المؤسسة الأمنية في مخطط الدولة القاضي بجعل المغرب قاطرة وقطبا اقتصاديا وسياحيا مهما بالمنطقة. وتعد هذه الورشة لبنة ضمن مخطط مستمر في ميدان التكوين المستمر في مختلف التخصصات الامنية، ويالأخص شرطة المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية، ويستفيد منها الموظفون العاملون بمطار محمد الخامس من كلا الجنسين وبمختلف الرتب. وهي مقاربة مندمجة تهدف إلى ترسيخ النجاعة الأمنية وحسن الإستقبال المبني على التواصل المباشر والإنفتاح وحسن المعاملة.