لا نشك في نوايا أحد، ولسنا مختصين في تقديم الدروس للآخرين، ولكن فظاعة الجرائم والمجازر التي يقترفها العدو الصهيوني في فلسطينالمحتلة وفي غزة الصمود تحديدا تدفعنا إلى أن نفكر بصوت مرتفع. وفي هذا السياق نسجل بامتعاض كبير وشديد العجز الكبير الذي أبدته الحكومات العربية والإسلامية في التعامل مع هذا العدوان الشرس، حيث لم تكن ردود الفعل في مستوى التصدي لحرب الإبادة التي تشنها وتنفذها آلة الدمار الصهيونية. والحقيقة أن العجز العربي لا يفسره موقف كثير من الحكومات العربية عن حركة حماس، ولا حتى أن بعض الأنظمة العربية تنتظر بشغف متى ينهي العدوان الإسرائيلي حكاية حماس هذه، بل الحقيقة أن العجز العربي في التصدي للعدو الصهيوني أصبح بنيويا، ميؤوسا منه، وهو عجز يزيد حراك الشارع العربي فضحه ودفعه نحو مزيد من التجلي. وبنيوية العجز أضحت مفسرة بالتراجع التدريجي لكثير من الأنظمة العربية حتى عما كانت تبديه من ردود فعل في السابق، وهي تتجه تدريجيا نحو التطبيع النهائي مع العدوان الغاشم. على الأقل كنا نسمع في السابق أن دولا عربية تربطها علاقات ديبلوماسية رسمية مع العدو تبادر إلى استدعاء سفير هذا الكيان الغاشم، وتوجه إليه تحذيرا، أو تسارع باستدعاء سفيرها في دولة بني صهيون قصد الاستشارة، بل وحتى الإسراع برفع ورقة التهديد بقطع العلاقات الديبلوماسية مع العدو، أما الآن فلا شيء من ذلك يحدث، فهل نضطر لنرفع مطالب لمكاسب كانت محققة ولم تعد كذلك.