لاشك أن طائر البوم يزور أثناء الليل وفي أوقات معينة بناية بلدية سيدي يحيى الغرب والبوم كما يعلم المغاربة طائر من الجوارح الليلية ينظر إليه في التقاليد والثقافات المغربية على أنه نذير شؤم يطلب دائما في نطقه أن يضرب الدمار والخراب القصور الفخمة كي تتحول إلى أطلال ليسكنها ويتوالد فيها ويفهم من هذا التقديم أن الصياح الحزين للبوم فوق بناية بلدية سيدي يحيى والذي يخيف الأطفال والكبار جلب الشؤم على أصحابها وكرس لمفهوم "التابعة" التي راحت تطارد رؤساء هذه البلدية من سلف لخلف وعلاقة بهذا كله فإنه بمجرد إلقاء نظرة تحليلية واستعادية لماضي وتاريخ الرؤساء الذين تعاقبوا على كرسي الرئاسة لمجلس بلدية سيدي يحيى الغرب يظهر أن مصيرهم ونهايتهم كانت سيئة ومشئومة لأنها موشومة "بالتابعة" والخراب كما تطلبه البوم في نطقها وصياحها فالرئيس السابق المرحوم أحمد ميس قضى في حادثة سير وإبنه الذي خلفه في كرسي الرئاسة لم يكن أحسن حظا منه ومن خلفه فيما بعد أما الرؤساء الآخرون الذين تعاقبوا على كرسي الرئاسة بمجلس هذه المدينة منذ ذلك الزمن فلا شك أنهم لم يستوعبوا الدرس من شؤم البوم "والتابعة" التي تحوم وترفرف حول بناية البلدية وذلك بسبب حبهم الكبير للكرسي الذي تحركه المؤخرة إلى أن وجدوا أنفسهم وراء القضبان بسبب ارتكابهم لجنايات في تدبير شؤون المجلس البلدي وتسلم الرشاوى ومحاولات القتل العمد ومع ذلك فلا زال هناك أشخاص غافلون يتهافتون للجلوس على هذا الكرسي المشؤوم دون أن ينتبهوا إلى أن الرئيس محزم بشكوة خانزة ويسأل عن من أين جاءه الذباب، فما على الرئيس إذن إلا بزيارة أحد الأولياء أو الواليات لإزالة هذه التابعة.