ما أن خرج بعض من المشجعين الفرنسيين الى الشوارع مبتهجين بتأهل منتخبهم الوطني للدور الربع على حساب المنتخب النيجيري حتى بادر بعض منهم إلى إحراق العلم الجزائري في تصرف طائش ينم عن حقد دفين في دواخل بعض الفرنسيين الذين يحكمهم موروث الماضي الاستعماري. إذن إن تصرف إحراق أي علم لأية دولة هو أمر مرفوض بالمطلق، فالعلم رمز من رموز السيادة ومن الحمق والجنون أن يعتقد بعض ضعاف الحال أن إحراق رمز السيادة يمكن أن يكون شكلا من أشكال التعبير. الآن ننتظر ردة فعل السلطات الجزائرية التي رأى مسؤولوها بأم أعينهم علم الوطن يحترق فوق التراب الفرنسي، ننتظر أن تسارع وزارة الخارجية الجزائرية إلى استدعاء السفير الفرنسي لديها لتبلغه احتجاج الجزائر رسميا على سلوك إحراق العلم الجزائري، ننتظر أن تبادر الخارجية الجزائرية إلى إصدار بيان رسمي شديد اللهجة تدين فيه هذا العمل الإجرامي وتطالب السلطات الفرنسية فتح تحقيق عاجل وترتيب الجزاء، وننتظر من وسائل الإعلام الجزائرية أن تهرول نحو التجييش والتعبئة لمواجهة هذا الفعل الاجرامي الخطير جدا. هكذا تصرفت الجزائر حينما أقدم شخص بالدارالبيضاء على ارتكاب فعل طائش لم يتعد! إنزال العلم الجزائري وهو فعل سنظل نستنكره ونرفضه، لكن المسؤولين الجزائريين أصروا على التصعيد فيما حدث، الآن تم احراق العلم الجزائري وننتظر أن تهيج أحاسيس ومشاعر المسؤولين الجزائريين، طبعا لا أتحدث عن فخامة الرئيس، لأني أراهن على أنه لا علم له بما حدث. الإساءة للعلم الجزائري واحدة سواء كانت في الدارالبيضاء أو في باريس، ومن المنطقي ومن الواجب أن تكون ردود الفعل واحدة، ونأمل أن لا تكيل السلطات الجزائرية بعدة مكاييل في هذا الموضوع.