استنكرت أمس شخصيات إعلامية وسياسية طريقة تعاطي الإعلام الفرنسي والدولي مع عملية التفجير التي نفذت في مدرسة يهودية بتولوز. وتأسفوا لتركيز الوكالات والفضائيات على أصول المتهم الفرنسي محمد مراح. هذا الأخير -حسب الإعلامي هشام عبود- هو نتاج مجتمع فرنسي وثقافة فرنسية، وتسليط الضوء على أصوله ليس بريئا، خاصة في ظل "حمى الانتخابات" التي اتخذ أبطالها أوراقا مختلفة للعب بها ولو على حساب التاريخ والإنسانية. واستغرب هشام عبود في معرض حديثه لتركيز الإعلام الفرنسي على أصول منفذ العملية في إطار سياسة "الترويع" من المهاجرين. مراح من مواليد فرنسا وعليه فهو ابنها وليس من المنطق أن يبحث الإعلام عن أصله. الفرنسيون من أصل عربي يعيشون التهميش في أحياء الصفيح ويتلقون تعليمهم في مدارس خاصة بهم لا تمكنهم فيما بعد من مواصلة الدراسات العليا. لا أرى وأنا من عشت في فرنسا 14 سنة، أين تكمن العلاقة بين محمد مراح والجزائر. عندما كان زين الدين زيدان يصنع أمجاد الديكة كان فرنسيا وفقط ولم يتحدث الإعلام الغربي يوما عن أصوله الجزائرية، أما عندما يتعلق الأمر بالجنح والجرائم أو حتى عندما تسرق بيضة سرعان ما يقدم الإعلام المتهمين بأصولهم المغاربية أو العربية". من جهته، تأسف الإعلامي أنور مالك للحادثة التي لا تبعد عن منزله سوى أمتار، كما تأسف لسياسة "الكيل بمكيالين" التي تبناها الإعلام الفرنسي. واستغرب في اتصال مع الشروق من جدوى تركيز الإعلام على أصول الفرنسي مراح منفذ العملية "الوضع في الشارع الفرنسي لا يبشر والجالية العربية تعيش على أعصابها منذ الكشف عن هوية منفذ التفجير في تولوز. الناس هنا مرعوبون من الطريقة التي سيعاملون بها مستقبلا وكيف سينظر إليهم. هذا الفعل الإجرامي فردي ولا يمكن أن يستغل أصله في توريط الجزائر وربطها مباشرة بالإرهاب. ستستغل الحادثة في حمى الانتخابات، وبصراحة هناك شك كبير في وسط الجالية حول الرواية وسرعة عملية إلقاء القبض عليه، خاصة وانه غير معروف في فرنسا". هذا وندد دليل بوبكر، عميد مسجد باريس في اتصال مع الشروق بالعمل الإجرامي الذي طال الأطفال، وتأسف لإقدام شاب فرنسي توفرت له كل ظروف الحياة على هذا الفعل غير الإنساني. واعتبر تصرفه الطائش وغير المسؤول توريطا لكل الجالية المسلمة والعربية، وهو ما من شأنه أن يعمق الهوة بين الفرنسيين والمغتربين.