أطلق شخص يعرفه القاصي والداني في الأوساط المهنية والسياسية إسمه على بوزردة ( يا لا الصدف لأنه بوزردة حقيقي وليس كناية فقط ) العنان لقلم يعلم الجميع هوية المحبرة التي يكتب منها ليخط حروفا بئيسة في الصفحة الأولى من يومية الناس، مكتظة بالسب والقذف والمس بأعراف أعضاء في النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمن فيهم شخصي المتواضع. وبما أن الرجل تحدث عن الأخلاق وكرامة النفس فليسمح لي بالإفراج عما كان دوما يختلج في دواخلي وكنت أنتظر الفرصة للبوح به وها هو مشكورا أتاح لي ذلك. يتذكر الزملاء أن بوزردة تنقل بين العديد من المسؤوليات منها على الخصوص مدير الأخبار في القناة الأولى التي نزل عليها بالمظلة نعمة عليه من أصحاب الحال الذي قبل بوزردة أن يكون خادما طيعا لهم، وما أن قضى الرجل أسابيع قليلة حتى فاحت روائح فساد حقيقية، و لعل بوزردة الذي يتحدث اليوم عن الأخلاق حرص على أن يكون بطلا حقيقيا في مغمرات معينة كانت حديث البعيد قبل القريب في دار البريهي، ويتذكر العملون كيف كان بوزردة يتصرف مع كثير من الزميلات، خصوصا الأسماء الجديدة، ولعل مغامرة إحدى الزميلات التي اضطرت إلى الرحيل خارج المغرب بعدما كاد بوزردة الذي يتحدث اليوم عن الأخلاق أن يدمر حياتها. ولعل بوزردة حينما يتحدث في مقالاته عن الأسفار إلى «جزيرة الوقواق»، فإنه إنما يستحضر سفرياته التي كان يحرص، ولو في إطار رسمي، على أن لايكون وحيدا. و لعل بوزردة الذي حاول من خلال كتاباته الأخيرة إيقاظ الضمير الإنساني فيه كان محل اجماع بالإدانة من طرف العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية أو حتى في وكالة المغرب العربي للأنباء التي نقله إليها أصحاب الحال بعدما أزكمت روائحه الأنوف في التلفزة ونقل على وجه السرعة إلى لاماب ليعيث بسلوكه المتميز بالوكالة وتأتي الغضبة الشهيرة وفوجئ بوزردة المدير العام برجل حراسة يمنعه من دخول مكتبه في الوكالة وبقي الرجل معلقا لفترة تجاوزت الستة أشهر لم يقدر فيها على فتح فاه أمام أسياده الذين كانوا يحركونه كما تحرك البيادق ويتلاعبون به كما تتلاعب الطفلة الصغيرة بدميتها، وخلال كل هذه الفترة كانت النقابة من خلال العاملين فيها تتصدى له بجميع الأشكال النضالية، وحدث أننا نسقنا في إحدى المرات مع برلمانيين لطرح قضيته بمجلس المستشارين وموازاة مع ذلك كتبت مقالا ضده و راح الرجل يشتكي للأستاذ محمد سعد العلمي يتوسل إليه للظغط علي متحججا له بأنه يتعاطف مع حزب الاستقلال وهو نفس الحزب الذي كال إليه السب والقذف - إنه نفاق الحداثيين ) ولذلك نحن في النقابة نتفهم حقد الرجل علينا ويسعدنا كل السعادة أن يحقد علينا أمثال بوزردة الذي عرفناه بأنه يقتدي بالبقرة التي تلتجئ أينما وجد التبن، ولاتتحرك إلاحينما «ينغصها» صاحبها من الخلف. لذلك لا يضيرنا في شيء في أن يسبنا أمثال بوزردة، فسبابه فخر لنا، وليدرك الذين يمسكون بكائناتهم بحبال قوية، أن عضات أنياب هذه الكائنات تزيد الجسم قوة ومناعة، ولنا مع الرجل مواعيد أخرى ومحطات متعددة ، فليشد حزام الرحلة وليكن مستعدا.