استسهل مدير» أخبار اليوم» المقال الذي نشره عن وجود لجنة موازية لصياغة الدستور, وأعلن «مفاجأته» غير السارة لنفسه للرد القوي الذي جاء من المحيط الملكي. وهو في ذلك يعتذر اعتذارا رباعيا أو خماسيا أو ماشاءت له رياضات الانحناء، وما من شك أن الزميل توفيق بوعشرين، الذي سميناه ذات زاوية، تلفيق بوعشرين، لم يشعر بالفرق بين التلفيق والخبر النسبي وبين المقال المهني المتحرى فيه وعنه، الا عندما زمجرت السماء من فوقه. ولما كان يوغل في اعراض الناس السياسية ويعطي الدروس من فوق منبره التلفيقي ويكتب ما يريد ,لا ما يقع, عن الاحزاب الوطنية، والناس والزعماء السياسيين، بنزوع مفرط في الإساءة، لا يحيد عنه, سوى في الدفاع عن التجربة الفريدة «لصاحبه« الرميد ورئيسه» نعم إنه سيصرخ «انظروا ها هم يتشفون في». نحن لا نتشفى, بل نسجل الفرق الذي يتعامل به في كل مقالة وكل حالة، وفي كل حين. كم مرة طلب منه مناضلو الاحزاب أن يصحح ما نشره عنهم، ،كم مرة راسلوه لكي ينشر بيانات حقيقة، ولا مرة «تنازل» أو شعر بما يشعر به اليوم، وهو يطلب من الذين اجابوه لو أنهم ارسلوا له بياناتهم لكي «يتفضل« بنشرها ويطوون صفحته. الزميل توفيق بوعشرين. الذي طوى صفحة الدستور، في رمشة عين ، وبتعالي كبير عن البلاد وعن الدولة وعن الظروف التي صاحبت تعديل الدستور, حاول أن يتبرك بالصحافة في امريكا وفرنسا واسبانيا . وبعلاقتها برجال السلطة. سنقول له ما قاله أحد المناضلين وهو يتابع مداخلة مناضل آخر يتحدث عن سقوط جدار برلين, فقال له «اش داك تنقز لحيوط في برلين اتا جي لخريبكة ودوي»!! ليس شرفا بتاتا أن يقع الانسان في خطيئة الاختلاق واستسهال التوغل في اعراض الناس ونسبه ما لا ينسب، وليس شرفا أن يعتبر الانسان أن له الحق في أن يتقول كما يريد، ولو كان الحديث عن «علية القوم», الشرف هو احترام الكلمة الصادقة في كل مناسبة وفي كل حديث مهما صغر شأن المرء أو كبر. لا نريد لصحافتنا أن تكون منبرا للسب والقذف والاختلاق والتلفيق، باسم الحرية أم باسم القرب من هذا الطرف في الدولة أو ذاك أو باسم «التأمين» المحصل عليه من المعروف وغير المعروف. لقد قيل الكثير في المناضلين والاحزاب السياسية والقادة من كل صف ومن كل جيل واصدرت الاحكام الحقودة والمغرضة ، و لم يكلف المدير بوعشرين نفسه توضيح ارائها أو الانصات الى كلماتها أو التعريف بوجهة نظرها، وليس الآن يصدقه الناس إذا قال لو أنكم راسلتموني لنشرت لكم بيانات حقيقة. حتى الاعتذار له اخلاقه وتتطلب عزة النفس أولا والصدق مع الجميع على قدم المساواة.