بقدرة قادر تحول وزير الشؤون «الهامة» والحكامة محمد الوفا الذي أصبح بعد طرده من حزب الاستقلال وزيرا غير مستقل، إلى نجم بعد تعيين النسخة الثانية من الحكومة. كان لسان بنكيران الضاحك والجارح، بل الوزير الطوبيسي الأول في الحكومة، وهو ما جعله يصطدم كثيرا مع الخصوم. الوفا الآن غائب عن الصورة قرابة ثلاثة أشهر، لم يسمع له حس، ولا صدر عنه قرار، ولا استطاع أن يهرب ضحكاته التي دفعت كثيرين إلى وصفه ب»الوزير الضحكة» بل ذهب البعض إلى نعته ب»الضحكة» لسذاجته. بالفعل، يقول أخصائي نفسي، «ما بينو بين النفس غير الخير والاحسان»، إن الوفا أصبح ضحكة بين الوزراء لاعتبارات كثيرة. فمن جهة، جعله بنكيران في الواجهة كي ينوب عنه في كل ما يجعله يصطدم مع الشعب، خاصة في قرار الزيادة الثانية في «ليسانس ومازوط»، حيث ظهر بنكيران وهو «كايكل الثومة الحمرة بفم الوفا» في مقر رئاسة الحكومة، لكنه لم يظهر وهو يتقيأها، وزاد الأخصائي أن الوفا الذي كان يريد أن يهيمن على الصورة اصطدم مع أرباب المخابز ليطلق قولته الشهيرة في حال الزيادة في ثمن الخبز «لمغاربة غايقلبوها سلاوي (ديزولي) ملاوي». ذلك أن بنكيران – يضيف الأخصائي – كان يستغل «خفة رجل الوفا» وأيضا طموحه في الظهور من أجل تصريف قراراته اللاشعبية من جهة ثانية. الآن الوفا دخل في حكم الغائبين، وربما في خانة « لي فيجيتيف»، وما شي بعيد قد يكون الرجل يقضي كل وقته يتأمل من باب الحكمة في مرحاض وزارة الحكامة التي يشرف عليها والذي كلفه لتحديثه(أي الطواليط) وجعله في خدمة الراحة الخاصة للوزير 20 مليون سنتيم.. بمعنى أن طواليط السي الوفا وحده يساوي برطمة قد تستر أسرة من الأسر التي تبيت في الشارع بعد أن قلب حكم الإفراغ حياتها رأسا على عقب. وحسب الأخصائي الذي نجهل اسمه وعنوانه ورقم بطاقته الوطنية وحتى رقم حذائه، إن غياب الوفا الآن يعني أن مهمته انتهت، خاصة بعد أن أحرق كل أوراقه، وأنه اصبح وزير «بيريمي» أيضا، لأنه استهلك من طرف بنكيران حد التخمة، وإن كان مصدر جد «مقرقب» من الحكومة،قد كشف عن سبب آخر لتواري الوفا عن الأنظار،حيث قال بأن رئيس الحكومة، تصرف لأول مرة في تاريخه بشكل ديكتاتوري،بعدما لاحظ كيف أصبح الوفا يصنع الضحك ويستقطب الإنتباه،ليقول « شكون هو للي يضحك في بلاصتي.. أن أضحوكة الحكومة، ولا أحد من حقه أن يحمل هذا الشرف.. فهمتوني ولا لا..؟».