فعلها مرة أخرى وزير التعليم الوفا، وصنع الحدث! ينحني، يضحك، تخونه قهقهته، مرح طفولي، مزحة مراكشية، خطوة تتجاوز البرتكول، وإشارات وإيماءات نسيت أن للكاميرا عدسات، وأنها تجعل من الضحكة على بعد خطة من الجالس على العرش، خطوة في غير محلها.. بدا المشهد غريبا: وزير التعليم يلتفت، غالبا اتجاه شخصيا ليبادله شعوره، وقد ظهرت أسنانه في ضحكة هي بالضبط ضحكة وزير التعليم التي ارتبطت به.. تزامنت هذه الضحكة مع خطوة طفل أدى للملك التحية العسكرية، بشكل طفولي وعفوي، تثير المتتبع لها، فقد بدا الطفل وهو يتسلم حقيبة مدرسية من الملك محمد السادس بمناسبة الدخول المدرسي، وهو يبدل مجهودا طفوليا، ليؤدي التحية العسكرية للملك، وقد ارتبكت في البداية يده وهو يرفعها باتجاه جبينه، وقد قبله الملك قبل أن يسلمه الحقيبة.. وزير التعليم، الذي أعجب بخطوة التلميذ، أراد أن يشرك من كان بجانبه شعوره، لكنه نسي أن الكاميرا تترصد ضحكته وقفشاته في البرلمان وفي الوزارة وأمام الطفلة راوية، وفي المجالس الحكومية، وقرب الملك أيضا.. لعل عفوية وزير التعليم وكبواته أحيانا، قد تكون واحدة من الأسباب التي ستعجل برحيل الرجل المراكشي، الذي تنطع ورفض قرار شباط بالانسحاب من حكومة بنكيران ي نسختها الأولى، وقد تكون إحدى الأسباب التي تبعده من الجلوس بإحدى كراسي حكومة بنكيران الثانية.