جمع المشاركون في ورشة نظمت ، أخيرا بالرباط،حول ظاهرة الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة والتكرار، على ضرورة تبني مقاربة شمولية تدمج بين الآليات العلاجية والوقائية لمعالجة هذه الظاهرة . كما أكدوا في هذه الورشة التي نظمتها مديرية التربية غير النظامية بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بتعاون مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية، على ضرورة تفعيل البرنامج الاستعجالي للوزارة الوصية الذي يروم التصدي لظاهرة الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة والتكرار. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز السيد عبد الحفيظ الدباغ المكلف بالكتابة العامة لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي أن هذه الورشة التي يشارك فيها جل الفاعلين في الحقل التربوي, تسعى لإغناء النقاش حول دليل الإجراءات التنظيمية للتتبع الفردي للتلميذ (العمليات والمراحل والمتدخلون والمهام) وضبط وتحسين وإغناء «دفتر التتبع الفردي للتلميذ». وأوضح أن البرنامج الاستعجالي للوزارة يروم تفعيل إلزامية تعليم الأطفال من6 إلى15 سنة, وتعميم التعليم الإلزامي لهذه الفئة، وتقديم الدعم الاجتماعي للأطفال القاطنين بالعالم القروي وهوامش المدن الكبرى، عبر توسيع الطاقة الاستيعابية للداخليات وتوفير المطاعم وتوزيع المنح والإعانات المادية المباشرة على التلاميذ. وأضاف أن البرنامج الاستعجالي يتوخى،أيضا ، تحقيق التميز على المستويين الثانوي التأهيلي والتعليم العالي، عبر الاعتناء بالأحياء الجامعية وتأهيل التكوينات لتتناسب مع سوق الشغل، مبرزا،في هذا السياق ،أهمية اللامركزية واللاتمركز في إرساء منظومة تعليمية متوازنة، في إطار تخطيط تصاعدي، وتدبير الموارد البشرية وعقلنتها وتحفيزها. وأشار السيد الدباغ إلى أهمية تعبئة الموارد البشرية والشركاء الاجتماعيين والمؤسساتيين, وتضافر جهود كل مكونات المنظومة من أساتذة وجمعيات آباء وأولياء التلاميذ ومجتمع مدني، في إعطاء نفس جديد لعملية إصلاح منظومة التربية والتكوين والتصدي لظاهرة الهدر المدرسي. من جهته، ثمن المنسق العام للوكالة الإسبانية للتعاون الدولي السيد فيسينتي سيليس زاراكوزي, الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة التربية الوطنية للنهوض بقطاع التربية والتكوين والتصدي للمشاكل التي يواجهها، خصوصا ظاهرة الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة. وأوضح السيد سيليس أن مسألة الانقطاع عن الدراسة تضر بقطاع التعليم وتثير العديد من التساؤلات، مشيرا إلى أهمية البرنامج الاستعجالي لوزارة التربية الوطنية المغربية، الذي يتيح لكل الفاعلين في الحقل التربوي المشاركة في صنع القرار وتفعيل آلياته. وأبرز استعداد حكومة بلاده والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، تقديم يد العون للوزارة الوصية، والمساهمة في تفعيل وإنجاح البرنامج الاستعجالي لمحاربة الهدر المدرسي.