أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي،السيدة لطيفة العابدة،اليوم الخميس بالرباط،أن عملية "من الطفل إلى الطفل " تعد مناسبة لتحقيق التعبئة الوطنية الشاملة من أجل الانخراط المسؤول والواعي للنهوض بحقوق الطفل في مجال التربية والتكوين وفي التنشئة السليمة. وأوضحت السيدة العابدة في كلمة ألقيت بالنيابة عنها،خلال الجلسة الافتتاحية للقاء تواصلي نظمته وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي لإعطاء الانطلاقة الرسمية لعملية "من الطفل إلى الطفل"،أن الهدف من هذه العملية هو تحسيس وتعبئة الفاعلين التربويين والاجتماعيين والتلاميذ والأسر بظاهرة عدم التمدرس والانقطاع عن الدراسة بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي. وأبرزت الوزيرة أهمية هذه العملية التي ستمكن من تحديد خريطة عدم التمدرس بكل جماعة محلية،وبالمحيط المباشر للمؤسسات التعليمية،وكذا التتبع الفردي للأطفال غير الممدرسين من خلال توفر المؤسسات التعليمية على معطيات محلية لعدم التمدرس وعلى بطاقة شخصية لكل طفل غير ممدرس. وأشارت السيدة العابدة،إلى أن هذه العملية ستمكن من انخراط 7128 مدرسة و1538 ثانوية وإعداية في عمليات تربوية وتواصلية وتحسيسية حول ظاهرة عدم التمدرس والانقطاع عن الدراسة وذلك لفائدة التلاميذ،مضيفة أن هذه العملية ستمكن أيضا من تكوين أزيد من 500 ألف تلميذ من مستوى السادس ابتدائي،وأزيد من 400 ألف تلميذ من مستوى الأولى ثانوي إعدادي وذلك حول أسباب الهدر المدرسي والآثار المرتبة عنه،وكذا حول تقنيات استقراء الآراء لرصد الأطفال غير الممدرسين. كما أن هذه العملية،تضيف السيدة العابدة،ستمكن من إحصاء 800 ألف طفل غير ممدرس وإرجاع حوالي 30 ألف طفل إلى المدارس الابتدائية بعد تأهيلهم في إطار دورات تكوينية،وتوفير تمدرس استدراكي لحوالي 45 ألف طفل في برامج الفرصة الثانية. وأكدت أن العملية التحسيسية "من الطفل إلى الطفل" "سترقى بالسلوك المدني المتحضر اتجاه الطفولة بصفة عامة،واتجاه الطفل غير المتمدرس بصفة خاصة ،وتنتقل بالجميع من موقف المتفرج إزاء ظاهرة الانقطاع وعدم التمدرس إلى موقف الفاعل والمؤثر على العوامل المسببة لها". وفي هذا السياق،دعت السيدة العابدة إلى ضرورة تعميق الوعي الجماعي حول ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة وعدم التمدرس،وكذا الوعي بالآثار السلبية التي تنجم عن هذين الظاهرتين والتي تحرم الطاقات البشرية من المشاركة الفعالة في تطوير مؤشر التنمية بالمغرب. كما دعت إلى ترسيخ اليقظة التربوية داخل المؤسسات التعليمية وتحسيس الفاعلين التربوين والاجتماعيين وضمان انخراطهم إلى جانب هذه المؤسسات بتعبئة الطاقات المحلية لإيجاد حلول للحد من الظاهرة. من جانبه،أكد ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" بالمغرب السيد ألويس كاموراكي ،أن عملية "من الطفل إلى الطفل " ستمكن،ليس فقط من النهوض بحقوق الطفل في التربية والتعليم،ولكن أيضا من معرفة أسباب عدم التمدرس والانقطاع المبكر عن الدراسة بغية إدماج الأطفال غير المتمدرسين سواء في التربية النظامية أو غير النظامية. ودعا إلى ضرورة اعتماد التربية غير النظامية من بين الأولويات ضمن المنظومة التربوية بالمغرب من أجل ولوج الأطفال إلى المدرسة. وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء بتوزيع هدايا رمزية على عدد من الأطفال المستفيدين من برامج التربية غير النظامية. وتضمن برنامج هذا اللقاء الذي شارك فيه رؤساء مراكز ومصالح محاربة الأمية والارتقاء بالتربية غير النظامية بمختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمنسقون الجهويون والإقليميون لمشروع محاربة الانقطاع عن الدراسة ،تقديم عرضين حول "الدليل المنهجي والخطوات الإجرائية لتنفيذ عملية "من الطفل إلى الطفل" و"البرمجة الزمنية لهذه العملية. يشار إلى أن هذا اللقاء يندرج في إطار تفعيل الإجراءات المتضمنة في المشروع المتعلق بالحد من التكرار والانقطاع عن الدراسة الذي يتضمنه البرنامج الاستعجالي والذي يتكون من مجموعة من التدابير من بينها عملية "من الطفل إلى الطفل".