أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي السيدة لطيفة العابدة أمس الخميس بمدينة طنجة، أن الفرصة سانحة حاليا من أجل تجديد المدرسة المغربية وتحسين خدماتها، بفضل التعبئة التي أبان عنها مختلف المتدخلين في قطاع التربية. وأشادت كاتبة الدولة، خلال ترأسها لأشغال المجلس الإداري لأكاديمية التربية والتكوين لطنجة تطوان، بالاهتمام الخاص الذي يحظى به قطاع التربية، والذي يتجسد من خلال الدعم الحكومي غير المسبوق، والانخراط القوي في أوراش الإصلاح. وبعد أن استعرضت الالتزام الحكومي من خلال الميزانية المرصودة لرفع رهانات البرنامج الاستعجالي أو من خلال ميزانية سنة 2009 أو في مشروع ميزانية 2010، أشارت السيدة العابدة إلى أهمية المنجزات المحققة في مجال تقوية النظام التربوي وتفعيل المخطط الإستعجالي، داعية جميع المتدخلين إلى مزيد من التعبئة والانخراط في هذا المسار. وذكرت في هذا الصدد، بالمجهودات المهمة المبذولة من أجل تجاوز المعيقات السوسيو اقتصادية التي تقف في وجه التمدرس، مبرزة أن الميزانية المرصودة خلال الموسم الدراسي الحالي لهذا الغرض، بلغت 73ر1 مليار درهم مقابل 760 مليون درهم فقط خلال السنة الماضية. وتهم الأوراش المفتوحة في إطار البرنامج الاستعجالي، في هذا المجال، توسيع العرض التعليمي وتأهيل الفضاءات التربوية، ووضع مخطط عمل لتطوير محتوى المناهج التربوية، والرفع من جودة التدريس. وشددت على أن وزارة التربية الوطنية تعمل أيضا على تعزيز الحكامة التي تقوم على المسؤولية، وتبني نمط تدبير المشاريع على مستوى مختلف المؤسسات التربوية والتعليمية، ومتابعة تنفيذ مشروع اللامركزية واللاتمركز، بهدف تطوير روح المبادرة داخل المدرسة. وأوضحت أن الوزارة منكبة أيضا على تحسين الوضعية الاجتماعية لأسرة التربية والتكوين، من خلال تطوير القدرات والكفاءات، لإشراكها في مسار الإصلاح، مشيرة إلى الأهمية الخاصة لمشاركة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ في النهوض بالمناخ التربوي، ودعم الأنشطة داخل المؤسسات التعليمية. في هذا الصدد، أكدت السيدة العابدة على أن وزارة التربية الوطنية تعمل على مأسسة العلاقات مع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، من خلال وضع ميثاق ينظم العلاقات مع هذا الشريك الرئيسي. من جهة أخرى، دعا المشاركون في هذا المجلس الإداري، على الخصوص، إلى تعزيز البحث التربوي والدراسات الميدانية الرامية إلى الرفع من جودة تكوين أطر التربية والتعليم. كما أوصوا بتوسيع وتنويع مجالات التعاون بين الأكاديمية والجامعة ومؤسسات التكوين المهني بهدف وضع برنامج مندمج يرمي إلى مواكبة الإقلاع الاقتصادي لجهة طنجة تطوان، التي تحتضن مجموعة من المشاريع المهيكلة (ميناء طنجة المتوسط، مناطق حرة، مصانع عملاقة). وصادق المجلس خلال هذه الدورة على برنامج العمل برسم سنة 2010 والحصيلة المؤقتة لصرف ميزانية 2009، بالإضافة إلى ميزانية الأكاديمية خلال الفترة الممتدة بين 2009 و2012.