يمكن لداء اعتلال المفاصل الروماتيزمي، وهو مرض ينتج عن تدهور مبكر وتدريجي أن يؤدي الى إعاقة حقيقية إذا لم يتم التكفل به في الوقت المناسب، انه نداء تحذيري توجهه الدكتورة نفيسة لزرق، رئيسة الجمعية المغربية لعلوم وطب الرثية Marocaine de Rhumatologie Association، عشية انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر لأمراض الروماتيزم المفصلي، يومه السبت 22 نونبر بأكادير. أما الدكتورة فدوى علالي، أستاذة طب الروماتيزم بكلية الطب بالرباط فتدق ناقوس الخطر حول تطور أحد أنواع الروماتيزم وهو (PR) Polyasthrite Rhumatoide في بلادنا، حيث يقدر عدد الأشخاص المصابين به بين 150 و 200 ألف مريض. وتبين دراسات مغربية حديثة، ثم إنجازها بمستشفى العياشي وهو مؤسسة استشفائية متخصصة تابعة للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا (chis)، خصائص وحجم نوعان من الروماتيزم arthrosede و (PR) في المحيط المغربي. ويثير اعتلال المفاصل الذي يتميز باستنزاف في حركة المفاصل، عطبا حقيقيا في عملية الحركة. وتزداد خطورة هذا المرض مع التقدم في السن. وهو يمس أكثر من شخص واحد من بين ثلاثة (3) أشخاص يتجاوز عمرهم 65 سنة وفي الواقع ليس هناك روماتيزم واحد للمفاصل بل أنواع مختلفة من الروماتيزم في الركبة أو اليد أو الخصر يؤكد البروفسور رشيد بحيري أستاذ بكلية الطب بالرباط. وقد يظهر الروماتيزم كذلك على مستوى الكتف أو المرفق أو الكاحل. فعلى مستوى الركبة أو الخصر يتميز اعلال المفاصل بألم في مجال الحركة يزداد حدة مع الوقت ويشتد عند المساء. وعلى مستوى أصابع اليد فإن الخلل يتميز بحدوث ألم عند القيام بمهام بواسطة الأصابع مثل فك غشاء قارورة. وتجب الإشارة هنا الى أن هذا الداء هو مرض يتطور بالتدريج على مدى سنوات. ويبين بحث أجري على 300 مريض بمستشفى العياشي خطورة داء اعتلال المفاصل في بيئتنا. وهذا المرض مرتبط بصفة خاصة بوجود زيادة في الوزن. ويسلط هذا البحث الضوء على الزيادة في الوزن وعلى البدانة لدى المغاربة المصابين بهذا المرض يوضح الدكتور بحيري. لكن الرسالة الأساسية التي تريد اللجنة العلمية للجمعية المغربية لطب الروماتيزم توصيلها تتعلق بإعداد بروتوكولات علاج مقننة مستوحاة من العصبة الأوروبية لمعالجة الروماتيزم. ومما لاشك فيه فإن المؤتمر الوطني 18 للأمراض الروماتيزيةالمنعقد بأكادير سيكون مناسبة للتعرف على هذه البروتوكولات العلاجية المغربية التي ستشكل مرجعيات ستعتمد عليها الوكالة المغربية للتأمين الصحي في التعويضات على المرض أمر مهم تشدد عليه الدكتورة نفسية لزرق هو ضرورة الكشف المبكر وبسرعة لأن هذا المرض قد يؤدي الى إعاقة خطيرة. أما بالنسبة لمرض Polyarthite rphumatoide فتقدر نسبته ما بين 0.5 و 1 في المئة من مجموع سكان المغرب أي ما يعادل 150 و 200 الف مريض وغالبا ما يصيب المرأة انطلاقا من سن الخمسين (50). أما في المغرب فبدايته مبكرة، حيث يبدأ قبل عشر سنوات. ويؤدي هذا المرض الى ظهور تشوه في المفاصل تؤدي تدريجيا الى الإعاقة. وإلي جانب التأثير الكبير على مستوى العيش (اجتماعيا وعائليا ومهنيا) . يلاحظ أيضا انخفاض كامل في الأمل في الحياة مادام أن الأشخاص المصابون بهذا الداء يعيشون في المعدل 10 الى 15 سنة أقل من الآخرين. وتؤكد الدكتورة فدوى علالي على ضرورة أن يتم التكفل بهذا المرض في وسط طبي متخصص في أمراض الروماتيزم. وقد عرف علاج هذا المرض تطورا مهما في العقد الأخير بظهور علاجات جديدة تسمى علاجات بيولوجية. وإذا ما تم وصف هذه الأدوية في بداية مراحل المرض فإنها قادرة على وقف زحف هذا الداء. لكن مع الأسف يجمع كل الأخصائيون على كون أن أسعار هذه الأدوية هي جد مرتفعة تتراوح مابين 60 و 200 ألف درهم في السنة، تشكل آخر التطورات العلاجية لأكثر الأمراض الروماتيزمية شيوعا ومنها Arthrose , وostesporose أهم المحطات العلمية للمؤتمر الوطني الثامن عشر الذي تنظمه الجمعية المغربية لطب الرثية.