يتداول أعضاء الجالية المغربية المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ فترة، محنة مئات المغاربة (بعضهم يتحدث عن آلاف) العالقين في جزيرة كيش الإيرانية التي يسافر إليها مؤقتا "طالبو الفيزا"، نظرا لقربها من الإمارات، حيث إن الرحلة الجوية لا تتعدى نصف ساعة، ولا يتطلب دخولها تأشيرة بالنسبة للعديد من الجنسيات، بما في ذلك المغاربة. وحسب قوانين دولة الإمارات، فإن الحصول على تأشيرة عمل يتطلب من أي شخص دخل الدولة كسائح أن يغادرها في انتظار استكمال الإجراءات الضرورية لتأشيرة عمل. وحسب مغاربة زاروا مؤخرا تلك الجزيرة، فإن العديد من أبناء الجالية يعانون في صمت ويمرون بظروف سيئة وصعبة للغاية، فمنهم من وقع ضحية لوكالات سفر وشركات عمالة مشبوه في أنشطتها، حيث وعدوهم بتأمين التأشيرة لهم مقابل مبالغ مالية باهظة دفعوها مسبقا قبل مغادرتهم الإمارات "مؤقتا. وفي غياب أي مساعدة من السفارة المغربية بالإمارات، أصبح هؤلاء المواطنون عرضة للبؤس والاستغلال.. فهناك من ظل ينتظر حتى انتهت صلاحية جوازه وأصبح غير قادر على السفر، ليصبح رغماً عنه مهاجرا "غير شرعي" دون مأوى في الديار الإيرانية. هناك فئة أخرى فقدت الأمل في الحصول على تأشيرة العودة إلى الإمارات بعد انتظار طويل دام في بعض الأحيان شهورا، نفدت معه إمكانياتهم المادية المحدودة أصلا. ويضاف إلى هذه الفئات وجود مئات الفتيات المغربيات، ضحايا شبكات الدعارة التي تستغلهن بشكل بشع. وليس صدفة أنه من بين النصائح التي تقدم للمغربيات اللواتي يسافرن إلى كيش من أجل التأشيرة ألا يفصحن عن جنسيتهن حتى لا يتعرضن للتحرش والاستغلال الجنسي. السؤال المطروح في أوساط الجالية هو لماذا لم يقم سفير المغرب في أبوظبي بإرسال موظفين من السفارة لجزيرة كيش من أجل تفقد أحوال أفراد الجالية ومساعدتهم على تجاوز محنهم، وكذلك تمديد جوازات بعضهم التي انتهت صلاحيتها حتى يتمكنوا من مغادرة الجزيرة؟ لقد أصبح الموضوع يشغل الرأي العام المغربي في الإمارات، وأمام الصمت الطويل الذي التزمه السفير في هذا الموضوع وانعدام أي مبادرة من جهته، فإن العديد من أفراد الجالية يطالبون السلطات المغربية بفتح تحقيق في الموضوع والتحرك بسرعة من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية للتخفيف من محنة ومعاناة هؤلاء المغاربة العالقين في جزيرة كيش. فوضعيتهم المزرية لا تتحمل انتظاراً أطول. ويتذكر أفراد الجالية أن سفير المغرب في الإمارات كان قد عبر أكثر من مرة عن نيته حل هذه المعضلة لكن تبين أن تصريحاته كانت مجرد وعود كاذبة، وهكذا ظل وضع المغاربة في كيش يتدهور. السفير الذي تورط مؤخراً في شكوى كيدية ضد مواطن مغربي، أصبح شغله الشاغل الآن هو إنقاذ منصبه بعد أن تبين للخارجية أنه كان وراء افتعال هذه القضية التي تسببت في إحراج للدبلوماسية المغربية، بحيث أصبحت الآن بين أيدي القضاء الإماراتي.