أشارت دراسة حديثة نشرتها الجمعية العالمية «هيلب آيج» أن المغرب من بين الدول الأقل اهتماما بفئة المسنين وان هؤلاء يعيشون في وضعية الهامش بالنسبة لباقي فئات المجتمع، وحسب دراسة قام بها معهد الدراسات الديمغرافية وشارك فيها صندوق الأممالمتحدة للسكان لتصنيف الدول في هذا المجال لسنة 2013 فإن المغرب جاء في الرتبة 81 من بين 91 دولة من دول العالم غير بعيد عن تانزانيا وأفغانستان التي احتلت الرتبة الأخيرة. وأشارت الدراسة في ذات السياق إلى أن السويد والنرويج وألمانيا وسويسرا تتصدر مقدمة الدول التي ينعم فيها المواطنون بشيخوخة مريحة. وقد استندت الدراسة التي أجرتها هذه الهيئات على عدة مؤشرات تمكن من تصنيف جودة حياة فئة المسنين في بلد معين، وشمل 13 مؤشرا اقتصاديا واجتماعيا في مجالات أربعة وهي الصحة، والدخل المضمون، والشغل، والتعليم، وأخيرا البيئة المناسبة.. وحسب هذه المؤشرات فإن المغرب يحتل رتبة متأخرة فيها مسجلا الرتبة 76 فيما يخص الصحة و 83 فيما يخص الشغل والتلعيم والرتبة 71 فيما يخص الدخل المضمون والرتبة 84 فيما يخص مؤشر البيئة الملائمة أو المناسبة. وحسب هذه الدراسة فإنه في غضون سنة 2050 فإن حوالي 22 في المائة من ساكنة العالم ستكون لها أكثر من ستين عاما، أي ما يعادل 2 مليار من سكان العالم مقابل 809 مليون سنة 2011 والتي تمثل نسبة 11 في المائة أي أن هذه النسبة ستتضاعف. وهذه الأرقام تطرح عدة تساؤلات حول الوضعية المستقبلية لهذه الفئة العمرية. وما يجب اتخاذه من إجراءات لتحسين مستوى وظروف عيشها بناء على التحولات الديمغرافية التي يعرفها العالم في بنيته السكانية. وأبرزت الدراسة أيضا أن موضوع الشيخوخة أو وضعية الأشخاص المسنين في المغرب ورغم هذه الرتبة المتدنية مازالت موضوعا يأتي في آخر اهتمامات الجمعيات المعنية خاصة وزارة الأسرة والتضامن وكذلك قطاع الصحة. وبخصوص المغرب فإن نسبة الشيوخ تعادل 1 مليون شخص وهو الرقم القابل للارتفاع بحكم التحولات الديمغرافية في بنية السكان التي يعرفها المغرب، كما هو الحال في البلدان التي انتهجت سياسة التخطيط العائلي الذي أدى رفقة مجموعة من العوامل الأخرى من بينها التمدن وتغير بنية الأسرة إلى دخول المغرب في خانة الدول التي بدأت تتقلص فيها نسبة السكان الشباب. وتفيد المعطيات ومن خلال الوضعية الحالية أن المغرب لم يهيء الظروف لاستقبال هذا التحول وذلك على الرغم من توقيع عدد من الإتفاقيات تخص هذه الفئة العمرية إلا أن تجسيدها على أرض الواقع يبقي الأمور حبرا على ورق.