نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج يومي 30 و31 ماي 2009، بشراكة مع عدد من جمعيات المهاجرين المغاربة المسنين المقيمين بالخارج، مناظرة دولية بمدينة الدارالبيضاء بعنوان "الشيخوخة في المهجر: أية وضعية وأي تكفل بالمغاربة المسنين؟". وقد شهد هذا اللقاء حوارا هاما تم تتويجه بالعديد من التوصيات حول وضعية المغاربة المتقاعدين بالخارج وحول ضمان حقوقهم، وكذلك مراجعة الاتفاقيات التي تجمع المغرب بالعديد من البلدان الأروبية، منها فرنسا على الخصوص، حتى يسمح لهؤلاء المتقاعدين بنقل حقوقهم نحو المغرب دون إلزامهم بالإقامة بالمهجر. وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي أشارت في تدخلها الى أن ظاهرة شيخوخة الساكنة أصبحت عالمية وتمس المغرب وجاليته بالخارج من الجيل الأول، مؤكدة أن عددا من القطاعات الحكومية معنية بقضية الشيخوخة، مما يتطلب تظافر الجهود في هذا المجال. كما أن الوزارة بصدد عرض برنامج على الحكومة حول الدخل والتقاعد، الصحة، السكن وظروف العيش ودور المسنين في المجتمع، وضرورة خلق مراكز للمسنين الذين ليست لهم عائلات تأويهم. أما محمد عامر الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج محمد عامر فقد أكد أن موضوع الشيخوخة تتقاسمه عدة القطاعات. لكن ليست هناك لحد الآن سياسة واضحة وتنسيق بين الإدارات المغربية حول الموضوع. وأن هذه الفئة لها فضل كبير على المغرب في كل ما وصل إليه الآن في العديد من المجالات، والتي ساهمت في تنمية البلاد والدفاع عن قضاياه بالخارج، كما أنها عوضت غياب الدولة في العديد من القطاعات بالخارج، وأضاف الوزير أن اهتمامنا بها هو من باب العدالة ورد الجميل، وأنه على رأس أولويات الوزارة الفئات في وضعية صعبة: المتقاعدين، النساء، السجناء، المهاجرون بدون وثائق إقامة، ومن واجبنا مواكبتهم ومرافقتهم. كما أن الحكومة أخذت قرار نقل المسنين الذين توفوا بالخارج من الذين لا يتوفرون على الإمكانيات لذلك. كما أكد الوزير أنه باتفاق مع وزارة التشغيل، تم اقتراح تحيين الاتفاقيات التي تخص الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية مع العديد من البلدان، ووضع اتفاقيات مع البلدان التي لا تتوفر عليها. وزير التشغيل والتكوين المهني جمال اغماني أكد في كلمته التي بعث بها إلى المشاركين في هذه الندوة أن من أهداف اللقاء الخروج بأرضية ستكون الموجه الرئيسي لإطلاق جملة من الأبحاث الميدانية حول الهجرة في جميع مناحيها، وأضاف، كم تحتاج بلادنا لمثل هذه البحوث في هذا السياق الاقتصادي والاجتماعي المطبوع بإعادة تفاعل جديد مع المهاجرين المغاربة، والدعوة إلى استثمار كفاءاتهم والدفع بمسلسل تنمية بلادنا. وفي إطار النهوض بأوضاع وشؤون المغاربة المقيمين بالخارج، تم توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة التشغيل والتكوين المهني والوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج لضمان وصيانة حقوق مغاربة العالم، وخاصة الفئات الاجتماعية في وضعية هشة، سواء عن طريق تطوير وتحيين الاتفاقيات الثنائية بين المغرب وبلدان الإقامة في مجال الضمان الاجتماعي، أومن خلال إنجاز دراسات وأبحاث في الموضوع، مشيرا الى إشكالية إصلاح أنظمة التقاعد التي تعتبر محط اهتمام وموضوع جدل في العديد من دول العالم التي تعرف تدهورا في البنية الديمغرافية بسبب انخفاض مؤشر الخصوبة، وارتفاع معدل الأمل في الحياة وتزايد نسبة الشيخوخة، مما تنتج عنه صعوبة في ضمان توازن الأنظمة التي تعتمد مبدأ التوزيع، وبالتالي ضمان استمراريتها ونجاعتها. رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج إدريس اليازمي أعلن في ختام هذه الندوة حول "الشيخوخة في الهجرة" أن المجلس يعمل كشبكة، وأضاف أنه لا يمكن وضع مقاربة بدون التفكير في كل فئات الهجرة وكل الأجيال، ليختم قوله أن المجلس هو فضاء للحوار بين الجمعيات المغربية بالهجرة وبين أعضاء الحكومة وذلك من أجل مغرب جديد، مؤكدا انه لابد من سياسة لحفظ الذاكرة، ولابد من نقل هذه الذاكرة للأجيال المقبلة سواء بالهجرة أو المغرب. وتدخل هذه الندوة في إطار سلسلة الندوات التي يعقدها مجلس الجالية حول عدة مواضيع من أجل إعداد الآراء والتوصيات حول رهانات الهجرة، خاصة رهان الشيخوخة الذي شارك فيه العديد من المختصين والجمعيات العاملة في مجال الهجرة من المغرب، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، بلجيكا، وهولندا. كما تم تكريم رواد الهجرة من خلال معرضين للصور الفوتوغرافية على هامش أشغال المناظرة حول شيخوخة الهجرة بفرنسا 1994-1967 للفنان فليب برويل بقاعة سكالة بالبيضاء وليلى بوسنينة بالمكتبة الوطنية بالرباط.