نشر معهد "مكانيزي" الاقتصادي المتخصص،الكائن مقره في الولاياتالمتحدة تقريرا صادما للمغرب والمغاربة، بتصنيفه مدينة الدارالبيضاء في اخر ترتيب المدن الاقتصادية العالمية، وهو صفعة جديدة لمجلس المدينة بعد الخطاب الملكي الأخير الذي دعا إلى جعل الدارالبيضاء، قطباً مالياً عالميا. وأكدت دراسة أنجزها المعهد تحت عنوان «العالم الحضري: مشهد تحول التجارة العالمية»، وهي دراسة تستبق المشهد المستقبلي للشركات متعددة الجنسيات في أفق سنة2025 انه صار من الصعب موقعة المدن الاقتصادية المغربية ضمن السياق العالمي والحصول على فرص وخلق مناخ أعمال تنافسي ترافقه على الخصوص إجراءات الترخيص والقوانين المبسطة بالإضافة إلى تقوية النظام التربوي والتكوين المهني المغربي. وتظهر هذه الدراسة أن العدد الكبير من المقاولات (التي يفوق رقم معاملاتها مليار دولار) سيتضاعف على المستوى العالمي بحلول سنة 2025 وأن أغلبية العمالقة الجدد سيأتون من البلدان الصاعدة فيما سيأتي نمو الأسواق من المدن الكبرى بهذه البلدان. ويعتمد تقرير معهد ماكينزي على بنك معطيات جديد وهو «كومباني سكوب (أفق الشركات)، الذي يشرّح المقاولات والفروع التي يفوق رقم أعمالها مليار دولار مقارنة مع موقع مقرها الرسمي. وقال التقرير إن هناك حوالي 8000 مقاولة كبيرة كانت سنة2010 من بينها 53 بالمائة مندرجة داخل البورصة و37 بالمائة لم تكن مدرجة بالبورصة فيما هناك 10 بالمائة من هذه المقاولات عمومية، كما أن ثلث هذه الشركات كانت تندرج ضمن صنف الاقتصادات الناضجة. واعتبارا من الآن وإلى غاية سنة 2025، ستلتحق أكثر من 7000 مقاولة إضافية بالنادي، حيث تنتمي 70 بالمائة من هذه المقاولات إلى الدول الصاعدة، إذ 30 بالمائة منها قادمة من الصين والدول المجاورة فيما ستأتي 5 بالمائة من هذه المقاولات من دول إفريقيا والشرق الأوسط. وتوجد المقرات الاجتماعية ل8000 مقاولة كبيرة اليوم في 850 مدينة، يقول التقرير، حيث تنتظرها منافسة شرسة بينها، ولكن أيضا مع ظهور 280 مدينة اقتصادية كبيرة جديدة في بلدان صاعدة قصد جذب المقرات الاجتماعية للعمالقة الجدد أو الحفاظ عليها. وستنتج عن هذه التوجهات العميقة تأثيرات مهمة على المقاولات، التي يجب عليها، حسب التقرير، أن تقوم بتحسين شبكات التوزيع على الصعيد الجغرافي. وفي هذا السياق الذي يتميز بالمنافسة بين مختلف المدن الكبرى، فإن جودة «مناخ الأعمال» وجودة الكفاءات المتوفرة والبنيات التحتية وشروط العيش المتعلقة بالمهاجرين ستصبح ظروفا جد مهمة قصد جلب الفروع الأجنبية للشركات متعددة الجنسيات. وتجدر الإشارة إلى أن معهد ماكينزي تأسس في الولاياتالمتحدة في سنة 1926 ويعمل حاليا في خمسين دولة ولديه أكثر من 9.000 استشاريا. وهو رائد عالميا في مجال الاستشارة في الإدارات العامة، ويواكب شركات رائدة في مختلف القطاعات الرئيسية للاقتصاد، والحكومات والمؤسسات العمومية، وتنشط ماكينزي في المغرب منذ سنوات 70 وقد فتحت مكتبا مداوما في الدارالبيضاء في سنة 2004، يضم في الوقت الحالي ما يقرب من 40 استشاريا.