شهدت عدد من المدن والمناطق في بلادنا خلال الأسبوع الجاري موجة من الاضطرابات الجوية الخطيرة، تمثلت في أمطار طوفانية وعواصف رعدية خلفت خسائر في الممتلكات والأرواح في مدن مثل مراكشوبني ملال التي أغرقتها المياه بشكل كلي، بعدما زادت نسبة التساقطات فيها عن 120 ملمتر خلال نصف ساعة. ما نجم عنه وفاة شخص في ساحة جامع الفنا بصعقة كهربائية بعد تماس المياه مع أسلاك الكهرباء، فضلا عن انهيار عدد من المنازل بشكل جزئي أو كلي في المدينة العتيقة بمراكش، وألحقت التساقطات المطرية الشديدة خسائر في محاصيل الجهة. وفي مدينة بني ملال لم يختلف الأمر كثيراً، إذ عرفت عاصفة رعدية أغرقت الشوارع والأزقة وحاصرت المواطنين وغمرت منازل عدد كبير منهم. وكان نفس الأمر طال مناطق جبلية ومدن أخري في وقت سابق عبر ربوع المملكة. أمام هذا الواقع المقلق، عبر عدد كبير من المواطنين من مختلف المناطق المغربية عن تخوفهم من تجدد هذه الاضطرابات الجوية، محملين جزء من المسؤولية للمديرية الوطنية للأرصاد الجوية، التي اتهمها هؤلاء بالتقصير في واجب إبلاغ المواطنين عبر »نشرات إنذارية« بالاضطرابات الخطيرة التي تفاجئ كثيرا منهم في ظروف حرجة، فمنهم من ضاعت أغنامه في الخلاء بعدما باغثته الأمطار الطوفانية على حين غرة، في منطقة لم تتنبأ النشرات الجوية أنها ستتعرض لمثل هذه الاضطرابات.. ومنهم من انقطعت به السبل وسط الطريق، وغيرها من الحالات المتعددة التي توجه اللوم للمديرية الوطنية للأرصاد الجوية. في رده على هذه الاتهامات، قال مسؤول التواصل في المديرية الوطنية للأرصاد الجوية الحسين يوعابد في تصريحات »للعلم« إن المديرية تقوم ببث نشرات إنذارية بشكل دائم، وتحرص على توزيعها على مختلف وسائل الإعلام المرئية، المسموعة والمكتوبة وعلى المواقع الإلكترونية بصفة مستمرة، بهدف إشعار المواطنين بكل تغير مرتقب في الأحوال الجوية، مشدداً على أن ما ينقص شريحة واسعة من المواطنين في بلادنا هو »ثقافة« تتبع نشرات الأرصاد الجوية، التي ينبغي تطويرها بما يجنب هؤلاء مخاطرة كثيرة. وأعطى يوعابد، مثالا لذلك بالأمطار الطوفانية والصواعق الرعدية التي ضربت مؤخرا عدة جهات في المغرب، بعدما أخبرت المديرية في نشرة إنذارية بحدوثها قبل 12 ساعة في مختلف وسائل الإعلام وعلى شاشة التلفزة وأمواج الإذاعة في »نشرة الواحدة ظهرا«، مشيرا إلى أن الاضطرابات الجوية تأخذ حالتين في العادة، اضطرابات جوية »عادية« يمكن لمصالح المديرية إدراكها قبل أكثر من 48 ساعة من حدوثها، وأخرى تتمثل في العواصف الرعدية خلال فصل الصيف مثلا، والتي تأخذ طابعا فُجائيا لايمكن التنبؤ بها إلا في يوم وقوعها. وأكد نفس المصدر، أن المديرية تتوفر على أجهزة ورادارات متطورة تضاهي مثيلاتها في الدولة المتقدمة، وتمتلك محطات أوطوماتيكية تسجل بدقة عالية نسب التساقطات وحدتها سيما في ظل المجهود الذي بذلته المديرية في السنوات الأخيرة لتحسين نماذجها العددية (تعطي التوقعات بتقسيم الجو إلى نماذج تمكن من معرفة الوضعية التي سيكون عليها على مدى يوم أو يومين) وأشار يوعابد أن المنخفض الجوي الذي المتسبب في سوء الأحوال الجوية التي عرفتها بلادنا سيبتعد فاسحا المجال لجو صحو إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري في مختلف المناطق.