تتقاسم دول غربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية الأدوار فيما بينها فيما يتعلق بالتطورات في الساحة السورية المؤلمة. فالرئيس أوباما يعلن عن قرار توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بيد أن كونغريسه يرفض ذلك، ورئيس وزراء بريطانيا يلاحق زميله في البيت الأبيض لكن مجلس عمومه يعلن عن رفضه للقرار، وغدا وربما بعد قليل سيتم الإعلان عن قرار جديد يدخل القضية في مسار آخر. من حيث الموقف من هذا التطور، فإن توجيه ضربة غربية إلى سوريا لا يمكن أن يكون مقبولا، هو عمل إرهابي مرفوض من حيث المبدأ، وأعتقد أن أكبر مستفيد من الوضع المأساوي في سوريا، وفي مجموع الدول التي أقحمها الربيع العربي في تغيرات سياسية جوهرية، هي الدول الغربية نفسها، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل، ونؤمن بأن الضربة العسكرية لسوريا إن حصلت فهي لا تندرج في سياق وضع حد للمأساة في هذا البلد الشقيق، بل إن الهدف منها هو تعميق جروح الشعب السوري الشقيق، وتدمير جميع قدراته وإجهاض أي أمل في أن تخرج سوريا الشقيقة من هذا الوضع الكارثي بأقل التكاليف والخسائر. رجاء لاتصدقوا حكاية استخدام الأسلحة الكيماوية، لأن الرأي العام الدولي لايزال يستحضر استخدام وتوظيف هذه الحكاية السخيفة مع النظام السابق في العراق. إنهم يتلاعبون بمصائرنا طبق أجندة تخدم مصالح اقتصادية صرفة. ونحن نعرف ذلك، لكن لا حول ولاقوة لنا.