من بين الظواهر الغريبة التي تعيشها مدينة الحسيمة و البلدات المجاورة، انتشار المختلين عقليا بشكل ملفت للنظر، فأضحت هذه الظاهرة تقلق المواطنين والمارة بسبب الحالة المزرية التي يظهرون عليها ملابس متسخة أقرب ما تكون إلى أسمال رثة ، وأرجل حافية، حالة هذيان تتسبب في مضايقات للساكنة قد تصل أحيانا إلى الضرب وارتكاب الجرائم ويعرف هؤلاء المتشردون والمختلون عقليا وضعا اجتماعيا مزريا إذ يتخذ بعضهم الأماكن المهجورة والمساكن التي لم يكتمل بناؤها مسكنا لهم، والحدائق وبعض المقابر ملاذا للنوم والعيش، والبعض الآخر يفضل أن يكون بمنأى عن أعين المارة ويتساءل بعض المواطنين بالحسيمة لماذا لا يتم إيواؤهم بمراكز خاصة تهتم بوضعيتهم الصحية، وتحميهم من الإهمال والتشرد. عوض تركهم يتسكعون في الشوارع ؟" أعتقد أن الأمر يستوجب تدخلا صارما وعاجلا للحد من هذه المعضلة ويساهم إدمان الكثير من المشردين والمختلين عند استهلاكهم المخدرات والكحول في ازدياد حدة الخطر اليومي تجاه المارة، ففقدان التركيز والوعي بالأشياء يساهم في إذكاء العنف لديهم. وأمام نقص في المراكز الإيوائية وغياب الوعى العائلي بحالات مرض بعض أفرادها لا يتمكن العديد من المصابين بالأمراض العقلية والنفسية من الحصول على فرصة لعلاجهم، بالنظر لقلة المراكز العلاجية وكذا ضعف القدرة الاستيعابية من أجل إيوائهم ومتابعة حالاتهم. وهو ما جعل بعض الأسر تقوم بتعويض مهمة المراكز الإستشفائية بطرق العلاج التقليدية الخاصة كالطب الشعبي والالتجاء إلى الأولياء والفقهاء للحصول على العلاج وبدأت بعض فعاليات المجتمع المدني والإطارات الحقوقية تدق ناقوس الخطر من جراء تزايد هذه الظاهرة التي تشكل خطرا على أرواح وممتلكات الأفراد. وألحت على ضرورة التدخل العاجل للجهات المعنية لإيجاد حل ملائم لوضعية هؤلاء الأشخاص الذين يتجولون بكل حرية داخل المدينة و يتسببون في إرباك أمن وسلامة المواطنين .