عرفت شوارع وأزقة مدينة سلا، خلال الأيام الأخيرة، كثرة المختلين عقليا والمشردين وهم بأرجل حافية وأثواب متسخة يبحثون في كل مكان عن حاويات الأزبال يقتاتون منها على الأطعمة المتعفنة. مشاهد هؤلاء المشردين والمختلين عقليا، تحز في النفس، وهم يلتحفون السماء ويفترشون الأرض خلال الشتاء القارص وأثناء اشتداد حرارة الصيف. في هذه الوضعية المزرية للغاية تعاني هذه الشريحة الاجتماعية الأمرين ولا تكاد تجد من يتدخل لصالحها ويقدم لها المساعدة الإنسانية. غير أن ما يدعو للقلق فعلا هو عندما تتطور هذه الظروف إلى الأسوء وتصبح وضعية المشردين مصدر قلق وإزعاج للمواطنين. هؤلاء الذين قد يكونون عرضة لخطر محدق من قبل هذه الفئة المهملة. فالمختلون عقليا قد يعترضون سبيل المارة وقد يباغتون بالضرب من حولهم، نساء أطفال وحتى الكبار. وقد يتجوز المختلون عقليا على أدوات وحجارة يصيبون بها الناس في الشارع العام وقد يلحقون أضرارا بليغة بواجهات المحلات التجارية وبوسائل النقل كذلك، كما سبق وأن وقع مؤخرا بإحدى الشوارع حيث تحول أحد المختلين عقليا إلى كابوس مزعج لأصحاب السيارات التي كان يرشقها بالحجارة مما أدى إلى تحطيم زجاج بعضها، وأثار استنكار كل من عاين الواقعة. وتستغرب ساكنة مدينة سلا عدم تحرك الجهات المكلفة برعاية هؤلاء المرضى وأخذهم من أجل العلاج إلى مستشفى الرازي للأمراض العقلية. هذا المركز، الذي أضحى المزود الرئيسي لشوارع وأزقة المدينة، بالمعتوهين والمشردين الذين يغادرون المستشفى دون أدنى صعوبة تذكر. ويتخذ المعتوهون من بعض البنايات المهجورة مأوى لهم. وتشكل ظاهرة المختلين والمشردين من مختلف الأعمار، مصدر قلق لساكنة المدينة وخطرا على الأطفال الصغار والنساء الحوامل على الخصوص. حيث تتواجد أعداد كبيرة من المشردين في المدارات وبعض الشوارع إضافة إلى الدروب حيث يتسولون المارة. ويدمن الكثير من المشردين على المخدرات وتناول الكحول "الحارقة"، مما يرفع من درجة خطورتهم. لاسيما، عندما يفقدون أعصابهم فيزيلون ما عليهم من خرق وأسمال بالية ويطلقون العنان للسب والشتم وتهديد حياة الآخرين للخطر. وكل ذلك في غياب السلطات الصحية بالمدينة التي لا تقع عليها فحسب مسؤولية الاعتناء بهذه الفئة الاجتماعية وأخذها من الشارع قصد العلاج في المستشفى، بل كذلك حماية بقية المواطنين من الخطر الكبير الذي يشكله بقاء المعتوهين والمشردين دون علاج في شوارع المدينة.