قطعت المؤتمرات الإقليمية لحزب الاستقلال الممهدة لانعقاد المؤتمر الوطني الخامس عشر لحزب الاستقلال أشواطا مهمة جدا، فلقد تجاوز عددها الأربعين مؤتمرا مرت جميعها في أجواء المسؤولية والنضج الكاملين، وقام الاستقلاليون والاستقلاليات بتمرين حقيقي على الديمقراطية عبر إعمال آليات الانتخاب فيما يتعلق بانتداب المؤتمرين وانتخاب أعضاء المجلس الوطني للحزب، كما كانت هذه المؤتمرات التي غطت لحد الآن الغالبية الساحقة من مناطق المغرب فرصة سانحة ومهمة للتداول في مشاريع الوثائق التي أحيلت على هذه المؤتمرات ، وحرصا على تعميق دراستها والمساهمة في إثرائها فلقد انتدبت مؤتمرات إقليمية كثيرة لجنة من المؤتمرين لتجميع خلاصات المناقشات وتضمينها في اقتراحات ترفع لاحقا للجنة التحضيرية الوطنية التي تحيلها بدورها إلى المؤتمر الوطني الخامس عشر الذي لم يعد يفصل الاستقلاليون عنه إلا أقل من شهر ونصف من الآن. ويمكن القول باطمئنان الآن أن المؤتمر الوطني الخامس عشر للحزب انطلق فعليا في أجواء النجاح المطلق، ويتجسد ذلك من خلال تمكن اللجنة التحضيرية من الوفاء بجميع التزاماتها، ونجاح اللجان الفرعية في إثمار المناقشات المستفيضة والجذرية التي طبعت أشغالها في مشاريع وثائق تعكس مواقف الاستقلاليات والاستقلاليين من كافة القضايا المطروحة، وتمثل الوعاء الفكري للحزب، كما أنها ستجسد خارطة الطريق التي سيسير عليها الحزب خلال السنين المقبلة. وبكل ذلك يتوفق حزب الاستقلال في أن يقدم نموذج الحزب الجماهيري الكبير الذي يحضر لجميع استحقاقاته التنظيمية والسياسية في إطار الواقعية والالتزام بالعمل الجماعي المثمر بعيدا عن أجواء الفرجة المنشودة من طرف بعض الأطراف، ويمكن هذا الإنجاز التجربة الحزبية في بلادنا من كمية كبيرة من الأوكسجين. ويرتقب أن تنتهي مرحلة المؤتمرات الإقليمية المنصوص عليها قانونا قبل شهر من بداية أشغال المؤتمر الوطني والمرتقبة يوم 9 يناير 2009، حيث يتوقع أن يشارك أكثر من خمسة آلاف مؤتمر يمثلون جميع الجماعات الحضرية والقروية ليتداولوا فيما أحيل إليهم من اللجنة التحضيرية ويقرروا مع إعمال الآلية الديمقراطية في انتخاب أجهزة الحزب التنفيذية والتقريرية، وبنهاية مرحلة المؤتمرات الإقليمية يمكن القول إن أكثر من 20 ألف استقلالية واستقلالي شاركوا وساهموا في التحضير الفكري والتنظيمي للمؤتمر، وكان يمكن لهذا الرقم أن يتضاعف عشر مرات لولا أن قوانين الحزب تحصر الحضور في المؤتمرات الإقليمية على ذوي الصفة.