أفادت إحصائيات الوكالة الحضرية لطنجة بأن معدل إنتاج الوحدات السكنية (من جميع الأصناف) عرف بعد الأرقام القياسية التي سجلها قطاع العقار بالمدينة خلال السنة الماضية تراجعا ملحوظا سواء من حيث عدد الوحدات المنتجة أو من حيث حجم الاستثمار. وأوضحت إحصائيات الوكالة بمناسبة انعقاد مجلسها الإداري أن عدد الوحدات السكنية المنتجة خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية لم تتعد 18 ألف و517 وحدة مقابل42 ألف و501 وحدة خلال سنة2007 . كما يشير حجم الاستثمار في قطاع العقار (تجزيء الأراضي وبناء السكن والمرافق السياحية والصناعية) إلى التراجع ذاته منذ شهر يناير الماضي بعد القفزة التي عاشها القطاع السنة الماضية إذ تقلص حجم الاستثمار من20.1 مليار درهم سنة2007 إلى 6.998 مليار خلال السنة الجارية. بالمقابل ما يزال قطاع العقار خلال السنة الجارية يحقق أرقاما جيدة مقارنة مع إحصائيات السنوات الأربع الأخيرة والتي سجلت على التوالي إنتاج7065 وحدة (سنة 2004 ) و12 ألف و111 (سنة2005 ) و18 ألف و308 وحدة (سنة2006 ) قبل أن يقفز الرقم إلى42 ألف و501 وحدة سنة2007 . وأفادت توقعات أجريت على أساس وتيرة نمو ثابتة أن حجم الاستثمار الإجمالي في قطاع العقار خلال السنة الجارية قد يتراوح ما بين10 و11 مليار درهم أي بانخفاض قوي مقارنة مع السنة الماضية. ومن بين18 ألف و517 وحدة التي تم إنتاجها خلال هذه الفترة يأتي السكن الاقتصادي على رأس قائمة المنتوجات ب14 ألف وحدة (76 بالمائة) متبوعا بالعمارات (4 آلاف وحدة) ثم الفيلات (510 وحدة). وحسب إحصاءات حديثة فإن حاجيات مدينة طنجة من السكن تقدر سنويا بثمانية آلاف وحدة وهي العتبة التي تم تجاوزها بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة. وقد ساهمت المضاربات التي شهدها القطاع خلال السنتين الأخيرتين في مضاعفة ثمن المتر المربع في مختلف الأصناف حيث يتوقع مهنيو القطاع أن تعود الأسعار إلى قيمتها الحقيقية بعد الارتفاع المهول خلال السنة الماضية. وارتباطا بموضوع العقار كتبت مجلة (فوربس) الأمريكية أن قطاع العقار يشهد طفرة كبيرة بالمغرب من خلال استقطابه لعدد كبير من الأجانب وأشارت المجلة الأمريكية في عدد خاص بالمغرب إلى أن عددا كبيرا من الأجانب يتقاطرون على المغرب من أجل اقتناء فيلات تقليدية (رياضات) ومركبات سكنية فاخرة يتم إنشاؤها حول مارينات ترفيهية وملاعب الغولف ومحطات التزلج. وذكرت المجلة بأنه من أجل مواجهة العجز المسجل في قطاع العقار تعتزم الشركة العامة العقارية زيادة إنتاجها من خلال مجموعة من المشاريع الكبرى من بينها مارينا الدارالبيضاء الذي سيصبح جاهزا سنة2012 والرفع من قيمة عملياتها المالية من حوالي585 مليون درهم إلى نحو6 مليارات درهم سنة2011 . كما أبرزت المجلة, التي يتجاوز عدد قرائها بأمريكا الشمالية 5.4 مليون قارئ الجهود التي يقوم بها المغرب في مجال السكن الإجتماعي.