قام المنتج الروسي « سرجي يسترزمبسكي» بإعداد فيلم وثائقي حول حياة الرحل «أسرى الصحراء» بجنوب شرق المغرب، فركز على قبائل آيت عطا، وخاصة خمس آيت أونبكَي بما فيه آيت خباش وآيت أومناصف، ثم خمس آيت إيعزى وآيت خليفة وآيت الفرسي، وخمس أيت ولال وآيت أونير، وخمس آيت واحليم. كما اهتم هذا الفيلم باتحادية آيت يافلمان وخاصة قبائل آيت مرغاد. وهذا ما جعل الفريق التقني للفيلم يحدد مساحة جغرافية شاسعة من أجل تعقب بعض القبائل الرحل في مناطق امتدادها من وادي كَير شرقا إلى وادي درعة غربا، ومن قصر السوق شمالا إلى غاية المحاميد جنوبا، فانطلقت عمليات التصوير من ورززات بالتركيز على جملة من المناطق ذات قيمة تاريخية كبيرة، ولها ارتباط بالثقافة والتراث الأمازيغيين في كل من قصور جماعة تنزولين مثل؛ قيادة تمزموط وقصور: أولاد ملوك، أولاد يحيى الكراير، أولاد مساعد، آيت رحو،الحدان، تنزولين، زاوية، أمزاور، زاوية الفكَوس، أوولاد أحمد بن علي، زاوية بن الطالب، تاغزوت، ملال، بني زولي، ترناتة، وصولا إلى مدينة زاكَورة والمناطق المجاورة لها وخاصة تامكَروت، وتاكَونيت وتنفور، وأولاد إدريس، وصولا إلى محاميد الغزلان؛ حيث قبيلة أعرِب التي لايزال بعض شيوخها يتوفرون على خزان من المعلومات الخاصة بالترحال والتنقل. كما همت عمليات التصوير مناطق غارقة في صحراء الجنوب الشرقي للمغرب من المحاميد إلى الطاوس ومرزوكَة؛ مثل وادي النعام، وادي العطش، أومويت الصلاح، البوِيَّض، كثبان أشكَاكَة، أم العلاكَ، فج باني، عرق اليهودي) يوجد ما بين المحاميد وتاكَونيت وهو عبارة عن مدار سياحي يتضمن عددا من المخيمات في العراء Bivouacs) ( مخصصة للمبيت في الصحراء(، وادي الفيجاء، سهل النخلة، تيزي نتافيلالت، وصولا إلى إيمنواسيف وبوحيارة، ثم هضبة كَم كَم ثم معيدر آيت خباش ، وزاوية سيدي علي، وتافراوت نايت خباش، في اتجاه الطاوس ومرزوكَة وبوذنيب والرتب وألنيف، وصولا إلى غاية مقدمة جبال صاغرو التي تحتضن ضريح سيدي محمد نفوتن. و بهذا المدار السياحي الهائل، يكون فريق التصوير قد قطع أزيد من ألفي كلم، وزار عددا كبيرا من القبائل العطاوية في مدة قاربت نصف شهر) من 14 إلى 27 أكتوبر الماضي(، وهو ما مكنه من الوقوف على عمق إشكاليات الانتجاع بالنسبة إلى القبائل الرحل جنوب شرق المغرب. و استعان الفريق التقني، لإعداد هذا الفيلم الوثائقي، بعدد من الخبراء والمتخصصين في كثير من جوانب حياة الرحل بالمناطق المذكورة، فأسندت مهمة تأطير هذا الفريق إلى مركز طارق ابن زياد الذي استدعى إلى هذا الغرض أخصائيين جامعيين لهم صلة وثيقة بالتيمات التي يعالجها الفيلم؛ كالقضايا التاريخية والمجالية والسوسيولوجية والأنثروبولوجية، والجوانب الفنية والإبداعية، كما تم استدعاء عدد من المسنين والشيوخ الذين استُجوبوا في عين المكان حول بعض القضايا التي تهم شأن الرحل. وهو ما جعل مخرج هذا الفيلم الوثائقي يشيد بالمعطيات السياحية الهائلة التي تتوفر عليها أقاليم الرشيدية وورززات وزاكَورة والمحاميد، وما تتيحه من إمكانيات مدهشة للأعمال السينمائية والأنشطة الوثائقية، منوها بضيافة أهلها، والحفاوة التي يولونها للأجانب، ناهيك عن تثمينه عاليا للمجهودات الأمنية المبذولة من قبل السلطات المغربية لتوفير الأجواء الملائمة للسياح داخل التراب المغربي.