دعا مدرب فريق الجيش الملكي امحمد فاخر المسؤولين عن كرة القدم المغربية إلى تخصيص يوم للتفكير في الوضعية المتشنجة التي تمر منها الكرة الوطنية. وقال فاخر في تصريح صحافي عقب مباراة فريقه أمام الكوكب المراكشي (0-2) أول أمس الأحد بالرباط برسم الدورة العاشرة من بطولة المجموعة الوطنية الأولى، إن الظرفية التي تمر منها كرة القدم الوطنية تستدعي وقفة للتأمل، واقترح أن يخصص يوم دراسي يتم فيه وضع الإصبع على مكامن الخلل التي أدت إلى ارتفاع حدة التوترات التي شهدتها بعض الملاعب الوطنية سواء لدى الجمهور أو الأطقم التقنية أواللاعبين وبصورة أخص لدى الحكام. وأضاف فاخر أن المشكل الحقيقي الذي أدى إلى هذه الوضعية هو التحكيم بالدرجة الأولى حيث لا يمكن الاستمرار بنفس الوتيرة التي ستؤدي إلى تراكم الأخطاء وتفاقمها وبالتالي يكبر الضغط وتكبر معه المشاكل والاحتجاجات مما لا يصب في مصلحة الكرة الوطنية، لذلك وجب التفكير في كيفية تهدئة الوضع لدى كل مكونات اللعبة من جمهور ولاعبين وأطقم تقنية ومسيرين . واستنكر فاخر الحملة الشرسة التي وجهت لفريقه مباشرة بعد فوزه على فريق الوداد وقال إن أصل المشكل لم يكن نابعا من فريق الجيش الملكي وإنما المشكل يكمن في خلل ما في التحكيم.. وأضاف: «أظن أن ضللنا الطريق الصحيح حول مكمن الخطإ، فالمشكل ليس مشكل فريق الجيش الملكي بل هو مشكل التحكيم عموما، فجميع المقابلات التي مرت لحد الآن وقعت فيها أخطاء للحكام، من حسن حظنا وفي نفس الوقت من سوء حظنا أن فريق الجيش الملكي استفاد من بعض هذه الأخطاء.. فالصدفة هي التي جعلت الفريق العسكري يكون أحد أطراف هذه المقابلات التي أخطأ فيها الحكام..فعلينا تشخيص مكان المرض وبالتالي معالجته أما إذا بقينا نرمي الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال فأعتقد أننا لن نسير إلى الأمام، فالمشكل رغبنا أو كرهنا فهو التحكيم وليس فريق الجيش الملكي، فهناك فرق استفادت هي الأخرى من أخطاء بعض الحكام لكن لا أحد حرك ساكنا فلماذا هذا التحامل على فريق الجيش الملكي الذي يلعب كرة نزيهة ويحقق انتصارات عن جدارة واستحقاق.. فإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أننا كلما كنا فريق كبيرا كل وجهت إلينا السهام.. !! وبالعودة إلى المباراة التي جمعت الجيش بالكوكب المراكشي فقد حقق فيها الفريق العسكري الأهم بفوزه بهدفين نظيفين حافظ بهما على مركزه في صدارة سبورة الترتيب بعد أن رفع رصيده إلى 21 نقطة متقدما على الدفاع الجديدي بنقطتين. وسجل هدفي الجيش كل من الظهير الأيمن مراد فلاح في الدقيقة الثانية من بداية المباراة وعزز يوسف القديوي نتيجة فريقه بهدف ثان في الدقيقة 74. وبعد هزيمته أمام الجيش تجمد رصيد الكوكب المراكشي عند النقطة 13 في المركز السابع. ولم ترق هذه المباراة التي قادها الحكم بوحزمة بمساعدة الفيلالي والغرناطي إلى المستوى الكبير الذي يوائم سمعة الفريقين، وساهم في ذلك تسجيل فريق الجيش الملكي لهدف السبق في وقت مبكر جدا. وأتيحت للفريقين في الشوط الأول بعض المحاولات الجادة لكن التسرع حال دون ترجمتها إلى أهداف.. وتبقى أبرز سمة ميزت هذا الشوط هو اندفاع الكوكب نحو المعترك العسكري بحثا عن هدف التعادل وقد كان قريبا من ذلك لو أحسن اللاعبان مريانة وجيفرسون الفرصتين الواضحتين اللتين أتيحت لهما.. وفي مقابل ذلك اضطر فريق الجيش إلى التراجع إلى الخلف للحفاظ على تقدمه وهو ما أثار المدرب امحمد فاخر الذي ظل يصرخ في وجه لاعبيه ويطالبه بلعب الكرة والتقدم إلى الأمام.. وهو ما حدث في الشوط الثاني حيث استعاد العسكريون زمام المبادرة وأصبحوا أكثر خطورة من الشوط الأول الشيء الذي أثمر هدفا ثانيا وقعه اللاعب يوسف القديوي بنفس الطريقة التي سجل بها الأسبوع الماضي هدفه أمام الوداد البيضاوي حيث انفرد بالحارس وراوغه وسجل بطريقة جميلة وكان ذلك في الدقيقة 74. ومكن هذا الهدف في إراحة أعصاب المدرب امحمد فاخر وباقي لاعبيه لكن في المقابل بدا وكأن فريق الكوكب الذي طرد لاعبه شمس الدين الجنابي في الدقيقة 78 بعد تدخله الخشن في حق اللاعب عصام الراقي، استسلم للنتيجة فأصبحت محاولاته لا تكتسي طابع الخطورة لينتهي اللقاء بفوز مستحق لفريق الجيش الملكي بهدفين نظيفين.. قال عنه فاخر إنه فوز مهم مكن فريقه من الحفاظ على صدارته للترتيب، وأضاف أن الفريق العسكري لم يقدم مستوى كبيرا في الشوط الأول رغم تسجيله للهدف لكن في الشوط الثاني تحسن الأداء فأثمر ذلك هدفا ثانيا. أما مدرب الكوكب المراكشي التونسي كمال الزواغي فقال إن فريقه لا يزال يؤدي ضريبة العقوبة التي طالته منذ عدة أسابيع، وأضاف أن الإعياء نال من اللاعبين جراء الرحلات المكوكية التي قطعوها خلال مبارياتهم السابقة حيث لعبوا أمام الحسنية بأكادير هذه الأخيرة التي استقبلوا فيها أيضا مباراتهم أمام أولمبيك آسفي ثم توجهوا مباشرة إلى مدينة الرباط في رحلة طويلة لم يتمكن معها الجميع من التقاط أنفاسه كما تستدعي الضرورة إذ أن الأيام أصبحت قصيرة بالنسبة إليهم ما خلق مشكلا كبيرا للفريق .. وانتقد الزواغي البطولة الوطنية وقال إن البعض يحاولون أن تقتصر المنافسة على ثلاثة فرق أو أربعة بينما المفروض أن تتسع دائرة المنافسة إلى أكثر من ذلك خدمة للاعبين المغاربة وللمنتخب الوطني المغربي لكن بمثل القرارات التي اتخذت في حق فريقه بتهجيره عن اللعب في ميدانه لا يمكن التقدم إلى الأمام. للإشارة فقد عرفت المدرجات رفع جمهور فريق الجيش الملكي لبعض اللافتات تنتقد مدرب الوداد بادو الزاكي لتصرفه في مباراة الأسبوع الماضي.. وقد كتب في بعض هذه اللافتات : «حليوات مدى الحياة ... والزاكي ..؟؟» و «الزاكي يحاول إخفاء فشله في المباراة بالتحكيم».. كما لم يستثن الجمهور العسكري الصحافة الوطنية من هذه الانتقادات واتهمها بعدم الحياد في تعامله بين فريق الجيش وفرق الدارالبيضاء.