اتهمت الأممالمتحدة طرفي القتال في جمهورية الكونغو الديمقراطية بارتكاب جرائم حرب ، فيما فر الآلاف من مناطق المواجهات. وقال رئيس البعثة الأممية في مدينة غوما , آلان دوس , إن قوات الجنرال المتمرد, لوران نكوندا , ومليشيات موالية للحكومة قامت بجرائم حرب في كيوانجا , قرب روشورو , الواقعة على بعد 80 كلم شمال شرق غوما و عاصمة إقليم كيفو المضطرب. وأشارت البعثة في بيان لتلقيها تقارير موثوق بها حول عمليات قتل جرت بعيد مغادرة مقاتلي ماي ماي البلدة، وأن المحققين عاينوا 11 قبرا جماعيا تضم جثثا لمدنيين ومقاتلين، فيما يتواصل البحث عن أشخاص آخرين فقدوا حياتهم. وسارع الجنرال نكوندا إلى إصدار بيان ينفي فيه أن يكون جنوده وراء عمليات قتل لمدنيين في كوينجا ، مع العلم بأن قواته بدأت هجوما في 28 أغسطس الماضي, للسيطرة على كيفو , بدعوى حماية أقلية التوتسي من هجمات الهوتو المهاجرين من رواندا المجاورة. وعن الوضع الميداني، فإن حدة المواجهات هدأت نسبيا قرب مدينة غوما بعد تواصلها لنحو خمسة أيام. وتشير الأخبارإلى أن القتال بين المتمردين التوتسي , والقوات الحكومية , تسبب في فرار الآلاف من مناطق المواجهات، وذكر أن هناك أنباء عن أن المتمردين يقتلون كل من يشتبه بانتمائه للمليشيات المسلحة. وأثارت الاشتباكات, التي استخدم فيها الطرفان القصف المدفعي والأسلحة الرشاشة, موجة نزوح جديدة للاجئين، حيث فر آلاف المدنيين من معسكر يقع قرب كيباتي في إقليم كيفو الشمالي كانوا لجؤوا إليه منذ أسابيع. وكانت المعارك بين متمردي التوتسي والقوات الحكومية الكونغولية تجددت على بعد 15 كيلومترا من غوما لليوم الخامس على التوالي بعد وقف إطلاق نار لفترة وجيزة الأسبوع الماضي. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى نزوح زهاء 253 ألف شخص في منطقة النزاع منذ اندلاع الأزمة في سبتمبرالماضي. على الصعيد السياسي، دعا الزعماء الأفارقة الذين اجتمعوا في العاصمة الكينية , لبحث الأزمة الكونغولية في قمة بحثت الوضع في الكونغو الديمقراطية ، إلى إنهاء القتال، وطالب بيان صادرعن القمة كل المسلحين والمليشيات في شرق الكونغو بوقف إطلاق النار فورا. كما أشار البيان إلى أن دول منطقة البحيرات العظمى قد ترسل قوات لحفظ السلام هناك إذا لزم الأمر. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال أيضا في كلمته أمام القمة إن دائرة العنف في الكونغو يجب أن تتوقف. كما دعا زعماء الدول المشاركة في قمة نيروبي ، وبينهم الرئيسان الكونغولي , جوزيف كابيلا, والرواندي بول كاغامي, لزيادة عدد القوات الدولية المكونة من 17 ألفا التي تنتشر على مساحة بلد يوازي حجمها غرب أوروبا. وعقد الرئيسان الكونغولي والرواندي , اللذان يتهم كل منهما الآخر بمساندة المتمردين المناوئين له, اجتماعا قصيرا في لقاء القمة، وحثهما الأمين العام الأممي على مواصلة الحوار.