طورينو ، العلم : هشام الفرجي تشهد إيطاليا في الآونة الأخيرة هجوما عنيفا ضد الجالية المسلمة بسبب خروج المصلين من مساجد بمدينة بادوفا (الشمال الشرقي) وبمدينة ميلانو حيث تكتظ بأفواج من المسلمين، يلجأون للصلاة خارج المساجد مما يعرقل حركة السير كما يحدث في بعض مدن المغرب. وعلى إثر ذلك، قررت الحكومة الايطالية في شخص وزير الداخلية «روبرتوماروني» إغلاق مسجد«فيالي يانير» المعروف بإمامه المصري أبو عمر، الذي اختطفته المخابرات الأمريكية سنة 2003 وخلف جدلا كبيرا في وسط المنظمات الحقوقية. وجاء هذا القرار أثناء اجتماع الوزير الإيطالي المنتمي الى حزب عصبة الشمال اليميني، مع مسؤولين أمنيين بمدينة ميلانو لإيجاد صيغة أمنية مشتركة لوقف الجريمة المنظمة بالمدينة وانتشار بناء المساجد باسم مراكز اسلامية. وزعم ماروني أن الإغلاق امر ضروري لعدم توفره على الشروط الصحية ،وأنه يشكل خطرا على أمن الإيطاليين، ويعرقل حركة السير. وكان قد صرح وزير الداخلية لجريدة «لاكورييرا ديلا سيرا». في استجواب سابق عن احتمال ايجاد صيغة توافقية حول المسجد، وأضاف «نريد نقل المسجد الى مكان آخر حيث تحترم الشروط الصحية الضرورية، وأعتقد أن المشكل سيحل خلال الصيف لتفادي إزعاج المواطنين المجاورين للمسجد» وأكد أيضا أن مدير المركز الإسلامي (المسجد) مستعد لنقل المسجد لمكان آخر. ويبدو أن سبب الإغلاق لايتعلق بعرقلة حركة السير أو عدم توفر النظافة فيه، كما زعم الوزير، ولكن تخوف حزب عصبة الشمال بشكل خاص من انتشار المراكز الاسلامية والمساجد في ايطاليا، مما سيكون له أثر سلبي على الثقافة الإيطالية والهوية المسيحية كما عبر عنه مسؤولون من الحزب. واقترحت بلدية ميلانو وضع بناية للصلاة تحت تصرف الجالية الإسلامية في مكان غير آهل بالسكان وبعيد عن المجال الحضري فيما فرض رئيس إقليمميلانو غرامة مالية على كل مصل يعرقل حركة السير في الأزقة القريبة من مسجد فيالي يانير يوم الجمعة، على غرار مساجد بمدينة «بادوفا». وتعاني الجالية الإسلامية بميلانو ومدن أخرى من مشكلة قلة المراكز الاسلامية ونقص قدرتها الاستيعابية، مما يجعل أفرادها يصلون في الطريق العام، وهو ما عجل باتحاد الجاليات المسلمة في إيطاليا (هيئة تجمع غالبية مسلمة من أصل ايطالي، جلهم أسلموا خلال خمسينيات القرن الماضي، ومقرها بميلانو) في التفكير قبل عشر سنوات في بناء مسجد بجميع مواصفات المسجد الأكبر بروما، وقد حصل على ترخيص بناء من طرف المجلس البلدي للمدينة في 2000 ، وشرع في الأشغال سنة 2002 وأشرف على هندسة مسجد «عبد الواحد» مهندس معماري إيطالي، تأثر بالفن المعماري الإسلامي، سيكون ثاني أكبر مسجد معترف به من طرف الدولة كمكان للعبادة بينما الباقي مسجلون كمراكز إسلامية وثقافية .