تعرف ظاهرة العنصرية وكره الأجانب (اكسنوفوبيا) تزايداً كبيرا في إيطاليا التي كانت حتى عهد قريب بلداً مصدراً للمهاجرين، قبل الثورة الصناعية ابتداء من سنة 1960، حيث هاجر أكثر من 20 مليون إيطالي خاصة من الجنوب (جهة كالابريا، وجزيرة صقلية إلى فرنسا وبلجيكا وإلى ألمانيا، إضافة إلى دول أمريكا اللاتينية ، التي مازال يعيش فيها عدد من الايطاليين) وأستراليا وبعد التطور الاقتصادي الذي شهدته مدن الشمال، لاسيما ميلانو العاصمة الإقتصادية وطورينو، فتحولت الهجرة من الخارجية إلى الداخلية نحو هاته المدن، لكنها ومنذ ذلك الوقت اتسمت بكره إيطاليي الشمال للمهاجرين الذين كانوا أغلبهم من البدو. وفي العقد الأخير نهجت الظاهرة منحى آخر تجاه مهاجري بلدان العالم الثالث، حيث صدر في تقرير الأممالمتحدة لسنة 2006 تزايد العنصرية في إيطاليا تجاه الأقلية المسلمة في الدرجة الأولى والغجر والمهاجرين السريين. وفي هذه السنة بلغت حالات الإعتداء على المهاجرين بدافع عنصري ذروتها إذ لم يسلم من هذه الظاهرة أعداد كبيرة من مواطني الدول الأوروبية، المنضمة حديثا إلى الاتحاد الأوروبي.. فقد عاشت مدن إيطالية على إيقاع حوادث واعتداءات عنصرية على الغجر من رومانيا راح ضحيّتها اثنان، وبلغ الأمر حدا وصف فيه ماتيو سالفيني عضو البرلمان عن رابطة الشمال الغجر بأنهم «حشرات» تستحق السحق، في استجواب أجرته معه جريدة «لابدانيا» (الناطقة باسم رابطة الشمال) يوم 2008/04/12. وفي ماي الماضي نفذ مقنعون مسلحون بقضبان حديدية هجوما على متاجر تجارية ومراكز اتصال في حي بمدينة روما ، يملكها مواطنون بنغال وهنود، وسبوا أصحاب هذه المحلات ودعوهم إلى العودة إلى بلدانهم. اعتداءات أخرى لحقت بممتلكات المسلمين، جاءت هذه المرة من مدينة ميلانو، حيث قامت شبكة متطرفة سمت نفسها «جماعة المسيحيين» المكافحة ليلة الجمعة 11/04/2008 بحرق ثلاثة سيارات مملوكة لمسلمين وألحقت أضرارا بواجهة المركز الإسلامي سيجريت بنفس المدينة، قبل أن تفكك الشرطة هذه الشبكة وتلقي القبض على أفرادها. واكتشفت الشرطة في سيارة أحد المتورطين أدوات إحراق وبنزين وأسلحة آلية إضافة إلى ملصقات كتب عليها «أوقفوا الأسلحة» الذي تستعمله الشبكة في بياناتها. وفي الآونة الأخيرة عرفت كل من مدينة بارما، ميلانو، روما، وكزيرطا، حوادث عنصرية متزامنة ، فقد تعرض طالب غاني للإعتداء من قبل شرطة المرور الذين ظنوا خطأ»أ أنه يتاجر في المخدرات، فأشبعوه ضربا. أما «أبدول» (19 عاما) كما يلقبه أصدقاؤه الإيطاليون، وهو مهاجر من بوركينا فاسو، فلقي حتفه ضربا بعصا بيزبول من طرف صاحب مقهى وابنه بميلانو، اشتبه لهم بسرقته لبسكويت. وفي مدينة كزيرطا (قرب نابولي) قتل ستة أفارقة أغلبهم من نيجيريا برصاص المافيا التي تتهم الأفارقة بسرقة عمل الإيطاليين، وفي آخر الاعتداءات العنصرية، هاجم مراهقون مهاجراً من الصين يبلغ من العمر 36 سنة في روما كان متوجها إلى عمله، وتقول الشرطة أن المجموعة نفسها كانت مسؤولة في هجوم سابق على اثنين من المهاجرين من ساحل العاج.