شكل انتخاب الاستاذ ادريس لشكر كاتبا أول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية محط اهتمام الفاعلين السياسيين والحقوقيين خلال نهاية الاسبوع. وتفاوتت ردود الفعل المسجلة على التنويه بالمسار الديمقراطي الذي طبع عملية انتخاب زعيم أكبر الاحزاب الاشتراكية في المغرب، وأعادت العملية إلى الاذهان سيناريو انتخاب الأمين العام لحزب الاستقلال والذي احتكم لأول مرة في تاريخ المغرب السياسي المعاصر لصناديق الاقتراع. وهو ما شكل في حينه بداية خلخلة عميقة لميكانيزمات الحقل الحزبي والسياسي بالمملكة، ومثل حافزا للدفع بالآليات الديمقراطية الداخلية،وهو ما تحقق في حصيلة مؤتمري الحزبين الرائدين ، ودفع في اتجاه بلورة الاختيار الديمقراطي كآلية ديمقراطية تحل محل عهد الزعامات في التاريخ التنظيمي للأحزاب السياسية الكبرى وهو ما تم التعبير عنه خلال المؤتمر الوطني التاسع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مساء الأحد 16 دجنبر.. لقد لبت صناديق الاقتراع رغبة الفاعلين الحزبيين في تجديد النخب والأفكار وأساليب العمل، وكانت الديمقراطية هي الفيصل الحاسم في التنافسية الضارية على القيادة، التي أسفرت عن فوز مشروع التغيير والقطع مع الأساليب القديمة في اختيار زعماء الأحزاب السياسية. لقد خاطب الأستاذ ادريس لشكر المؤتمرين بالقول عقب فوزه: «أنتم الذين صنعتم الجديد دائما وانتم الذين ستؤسسون للحقبة التاريخية الجديدة، إنهم يقولون: الاتحاد الاشتراكي انتهى، ونحن نقول لهم إننا عائدون للعمل السياسي في سبيل المغرب الحداثي، ومن أجل مقاومة الحرمان».وأضاف لشكر الذي رفع شارة النصر أمام الصحافيين بعد إعلان فوزه، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حاجة إلى جميع مكوناته، وفوزه لايعني أنه سيسلك تدبير الحزب بالاعتماد على منطق الزعامة ولكن بالاستناد إلى القيادة الجماعية بمفهومها الحديث» يشار إلى أن لشكر فاز على منافسه أحمد الزيدي في الدور الثاني بعد خروج كل من فتح الله ولعلو والحبيب المالكي من الدور الأول،