إدريس لشكر على رأس الاتحاد الاشتراكي.. والحزب باق في المعارضة بات إدريس لشكر، منذ ليلة أمس الأحد، خامس كاتب أول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ تأسيسه، بعد أن تم انتخابه في هذا المنصب، خلال المؤتمر الوطني التاسع للحزب الذي احتضنته بوزنيقة على مدى أيام الجمعة والسبت والأحد الماضية. ويخلف لشكر في منصبه، عبد الواحد الراضي، الذي تزعم الحزب منذ المؤتمر الوطني الثامن الذي انعقد سنة 2008، بعدما شغل منصب الكاتب الأول بالنيابة، في عهد قيادة محمد اليازغي. وبذلك يكون لشكر زعيما لأحد أعرق الأحزاب السياسية بالمغرب، بعد كل من عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي، وسابقيه اليازغي والراضي. وتمكن إدريس لشكر من حصد أكثر من نصف أصوات المؤتمرين، خلال الدور الثاني من الاقتراع لانتخاب الكاتب الأول للاتحاد، الذي جرت أطواره عشية أول أمس الأحد، متقدما على منافسه، أحمد الزايدي بفارق كبير وصل إلى قرابة 200 صوت. وأعلن عبد الواحد الراضي، المنتهية ولايته على رأس الحزب، أن عملية فرز أصوات الدور الثاني من الاقتراع لانتخاب الكاتب الأول للحزب منحت الفوز لإدريس لشكر الذي نال 848 صوتا من مجموع أصوات المؤتمرين، مقابل 650 صوتا لفائدة المرشح المنافس، أحمد الزايدي. وتشير مصادر من المؤتمر أن لشكر تأتى له الفوز بعد أن استطاع استقطاب أصوات العديد من الفروع الإقليمية، خصوصا الأقاليم الصحراوية، التي أعلنت فروعها تأييدها له قبيل انطلاق المؤتمر، وفروع جهات الرباط والدار البيضاء، وسوس ماسة درعة، والشمال، كما نال أغلب أصوات نقابيي الفيدرالية الديمقراطية للشغل، الذراع النقابي للحزب. وفي أول خروج إعلامي له بعد انتخابه كاتبا أولا للحزب، حرص لشكر على التأكيد أن الحزب في حاجة إلى جميع مكوناته، مشددا على أنه سيعمل على اتباع أسلوب التدبير الجماعي، من خلال نهج ما أسماه «القيادة الجماعية بمفهومها الحديث»، باعتبارها المنهجية الكفيلة بتمكين الحزب من استرجاع قوته وإشعاعه وتقوية مشروعه الديمقراطي الاشتراكي الحداثي. وهو المرتكز الأساسي في مشروعه الذي دخل به غمار المنافسة على مقعد الكاتب الأول. وأعلن إدريس لشكر في نفس الوقت أن حزبه «سيبقى في المعارضة إلى أن يخرج منها عبر صناديق الاقتراع التي تعدّ لوحدها مصدرا لتغيير هذا القرار». وكان لشكر خلال حملته للظفر بمقعد الكاتب الأول يدافع بشراسة على أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في حاجة إلى قيادة جريئة تؤسس لمرحلة يكون شعارها «استعادة المبادرة» عبر صياغة أجوبة تتعلق من جهة بهوية الحزب٬ ومهمته التاريخية ووظيفته السياسية٬ ومن جهة ثانية بالجانب التنظيمي. ورغم المساندة الواسعة لأغلبية برلمانيي الحزب لرئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، أحمد الزايدي، وإعلان المرشحين الخاسرين في الدور الأول مساندتهما له، إلا أن ذلك لم يسعفه بالفوز بمقعد الكاتب الأول، وظل أنصاره ومؤيدوه متشبثين بالأمل بالفوز إلى آخر لحظة. وكان لشكر والزايدي المتنافسان على المقعد بعد حصولهما على المرتبتين الأوليين، بعد إجراء الدور الأول من الانتخاب، الذي أطاح بكل من فتح الله ولعلو وحبيب المالكي، حيث أسفرت نتيجة الدور الأول عن حصول المرشحين الأربعة على التوالي على 545 و443 و344 و258 صوتا من مجموع الأصوات المعبر عنها البالغ عددها 1590. الدور الثاني من الاقتراع لانتخاب الكاتب الأول للحزب، وفق مسطرة الانتخاب التي صادق عليها المؤتمر أعطت الفوز لإدريس لشكر لقيادة الاتحاد الاشتراكي للسنوات المقبلة، ليكون بذلك خامس زعيم يقود سفينة الحزب منذ 1975، بعد كل من عبد الرحيم بوعبيد (1975 – 1992)، وعبد الرحمان اليوسفي (1992 – 2003)، فمحمد اليازغي (2003 – 2007) ثم عبد الواحد الراضي (2008 – 2012).