إذا صح ما تداولته بعض المنابر الاعلامية الجزائرية على لسان المنسق المقيم لمنظومة الأممالمتحدةبالجزائر، مامادو مباي أول أمس الأحد في ندوة صحفية بالعاصمة الجزائرية فإن الأمر سيكون مؤشرا على إنحراف خطير و قاتل لأهداف المنظومة الأممية و للأعراف الديبلوماسية التي تضبط تمثيلياتها و موظفيها في مختلف بقاع العالم و التي تتطلب حدا أدنى من التحفظ و تفادي الخوض في قضايا تتجاوز إختصاصات هذه التمثيليات و تثير زوابع سياسية و ديبلوماسية تتعارض مع المواقف الرسمية المعبر عنها من المنظمة الدولية في علاقاتها مع مختلف الفرقاء و الدول . مناسبة هذا التمهيد مبعثه ما نسب لمنسق المنظمة الأممية المقيم بالجزائر خلال لقاء صحفي جمعه بممثلي وسائل الاعلام الجزائرية حيث صرح جوابا على إستفسار لأحد الصحفيين الحاضرين للندوة في شأن مسألة علاقة الجزائر بمخيمات تندوف و مسؤوليتها عن أشكال الاضطهاد التي تشهدها المخيمات في ضوء بعض الأفكار التي تضمنها الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء فما كان من موظف الأممالمتحدة إلا أن سقط طواعية في الفخ الذي أستدرج اليه من طرف الصحفي الجزائري ليصرح و العهدة على الراوي أن " أن الجزائر ''ليست طرفا'' في النزاع بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية و ولا يجب جرها إلى هذا النزاع مؤكدا في سياق إندفاعه الغريب و اللامبرر أن ''الحكومة الجزائرية طالما استقبلت اللاجئين على أراضيها". الموظف الأممي المعهود اليه تنسيق أنشطة و برامج مختلف المنظمات الأممية المعتمدة بالتراب الجزائري تجرد بتصريحه الخطير هذا عن واجب التحفظ المفروض فيه بحكم منصبه و عارض بمنطوق موقفه قناعات مجلس الأمن التي يعبر عنها الأمين العام للأمم المتحدة و أفظع من كل هذا أنه نصب صفته التمثيلية كمستخدم بالأممالمتحدة لتحليل و إبداء الرأي السياسي الملزم للمنظمة الدولية التي يمثلها خارج السياقات و الأجهزة المفوض لها رسميا التحدث في الموضوع . تبعات الموقف الديبلوماسية بقدر ما تنطوي عليه من غباء و نية مبيتة في الخوض في قضايا تتجاوز صلاحيات المنسق الأممي تمثل أيضا سابقة خطيرة في تاريخ المنظمة الأممية تحول أحد موظفيها الاداريين الى مصدر لتوزيع صكوك الغفران و شهادات حسن السلوك لطرف على حساب آخر في ملف قضية بالغة الحساسية تتصل بالعلاقات بين الجزائر و المغرب و تتصل أيضا بملف نزاع معروض على أنظار المنتظم الدولي و لا يعلم أنه سبق و أصدر في شأنها قرارات و مواقف من قبيل ما تلفظ به الموظف الأممي . الديبلوماسية المغربية مطالبة للتدخل بما يتوجبه الأمر من تنبيه للأمين العام بان كي مون و لمجلس الأمن بخطورة مسلسل الانزلاقات الخطيرة لبعض الموظفين و الممثلين الأمميين بدءا من السيد مامادو مباي الذي لا يمكن الجزم أ لسانه قد خانه فقط أو تم تحريف تصريحه خاصة و أن واقعة السيد كريستوفر روس و نماذج إنحرافاته المؤسفة التي كانت سببا في الانتفاضة القوية للحكومة المغربية ما زالت تداعياتها مسترسلة .