شكل السقوط المضلي لقرار الطرد في حق الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم بجرسيف المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل نكسة كبيرة بالنسبة لمعظم المنتسبين لهذا التنظيم النقابي محليا سواء انخراطا أو تعاطفا . وقد خلق هذا الوضع جوا من التضامن العارم مع شخص الكاتب الإقليمي سابقا للجامعة الوطنية للتعليم . إن هذا التضامن جد منطقي لأن هذا القرار تعسفي ولا يمت لأعراف الديمقراطية بصلة يقول أحد المنخرطين سابقا بهذا التنظيم . إنه منطقي لأن الكاتب الإقليمي لم يأت أي فعل ينافي أدبيات الاشتغال النقابي الهادف والطامة الكبرى أنه تم تعيين كاتب إقليمي آخر كان عضوا بالمكتب مجمدة عضويته لما ضبط عليه من سلوكيات تملقية تجاه الإدارة يقول منخرط آخر . كما يضيف ثالث بلهجة غاضبة إن هذا القرار كان ضدا على رغبة القواعد وقد كشف عن الوجه الحقيقي والتسلطي للمتنفذين والمتحكمين في هذا التنظيم النقابي الذي طالما راهنا عليه في إحقاق حقوقنا وأن تحمل المسؤولية فيه يخضع لمعيار الإملاءات الفوقية وتقديم فروض الطاعة لهؤلاء المتحكمين أنفسهم. أمام هذا الوضع طرح الغاضبون من المنخرطين، وهم الأغلبية، السؤال الجوهري: ما العمل ؟ بعد نقاش مستفيض وجاد وهادف خلص المجتمعون إلى قرار حكيم يقضي بالانسحاب الجماعي من الجامعة الوطنية للتعليم وتشكيل لجنة تقوم مقامهم في البحث عن إطار نقابي يتسع لحمل قضاياهم وينسجم مع مطالبهم المادية والديمقراطية. وبعد لقاءات متعددة واستشارات متنوعة وجدت اللجنة المكلفة الدفء عند الجامعة الحرة للتعليم ثم بلغت ما توصلت إليه لمن كلفوها فتجاوبوا معها بالإجماع . انتقلت بعد ذلك اللقاءات إلى مستوى المفاوضات حول إجراءات الالتحاق بالجامعة الحرة للتعليم . وقد تمخض عن ذلك كله أن يتم التحاق المنسحبين من الجامعة الوطنية بالجامعة الحرة خلال اجتماع يحضره مسؤولون وطنيون وجهويون على أن يتم تطعيم المكتب الإقليمي بأربعة أعضاء من هؤلاء الملتحقين الجدد . في خضم ذلك كله حاولت بعض الأطراف الاستفادة من الوضع لصالحها كما حاول بعض مسؤولوا الجامعة الوطنية جهويا أن يخطبوا ود المنسحبين إلا أن وعي هؤلاء المنسحبين بقرارهم كان أعمق بكثير من تلك الشطحات . يوم الثلاثاء 9 أكتوبر التأم الاجتماع المقرر برئاسة الأخ المناضل عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين وكاتبه الوطني للجهة الشرقية الشمالية الأخ عبد السلام اللبار مرفقا بالكاتب الجهوي للجامعة الحرة للتعليم الأخ عادل الزروالي والكاتبين الإقليمين للاتحاد العام للشغالين والجامعة الحرة للتعليم في البداية تناول الكلمة الأخ اللبار رحب من خلالها بالحاضرين وبلغهم تحية القيادة المركزية وعلى رأسها الأخ المناضل حميد شباط كما وهنأ الملتحقين على صواب قرارهم وقد اتخذت كلمته منحى تكوينيا تمثل في سرد كرونولوجيا النضال المرير الذي خاضه الاتحاد العام للشغالين ليخلص إلى التنويه بمشابهة وضع الملتحقين الجدد بظروف ولادة الاتحاد العام للشغالين عينه كما نبه إلى سياسة الأبواب المشرعة في وجه المنخرطين التي ينتهجها الاتحاد العام للشغالين لمعالجة القضايا والمشاكل ولم يفت السيد عضو المكتب التنفيذي الإشارة إلى الطابع الدموقراطي الذي يتميز به الاتحاد العام للشغالين نضاليا وتنظيميا بحيث ينفرد الاتحاد العام للشغالين دون غير من الإطارات النقابية بتناوب عدة أسماء على كتابته العامة وهو ما يشكل الممارسة الديمقراطية في أبهى صورها وتجلياتها بعد ذلك تناول الكلمة الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية سابقا الأخ أحمد عقيل وتحدث عن المضايقات التي كان يعاني منها عند مقاومته لمظاهر البيروقراطية كما تناولت كلمته ظروف وحيثيات انسحابه ورفاقه من الاتحاد المغربي للشغل والإجراءات الديمقراطية التي رافقت اتخاذ قرار الالتحاق بالجامعة الحرة للتعليم وقد فتح مجال المناقشة أمام الحاضرين الذين أجمعوا على وحدة الصف والالتفاف حول المطالب العادلة لنساء ورجال التعليم وقد انتهى الاجتماع بإصدار بلاغ للرأي العام الحلي والوطني جاء فيه: بعد الاجتماع الذي عقده مندوبو منخرطي الجامعة الوطنية للتعليم -بصفتهم ممثلين عن أزيد من 300 منخرط- والذي خلصوا فيه بعد مناقشة مستفيضة للأوضاع داخل الجامعة الوطنية للتعليم والقرارات الجائرة في حق المناضلين الشرفاء إلى الالتحاق الجماعي بالجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب. وإذ تعذر حضور السيد حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب كونه في مهمة خارج الوطن، استدعى المكتب الإقليمي الأخ عبد السلام اللبار بصفته كاتبا وطنيا للجهة الشمالية الشرقية داخل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لاستقبال الوافدين في لقاء تواصلي يوم 09/10/2012 بمقر النقابة بمدينة جرسيف، إذ شكرهم على ثقتهم التي وضعوها في الجامعة الحرة للتعليم الإطار المتشبت بتكريس أسس الديمقراطية الحقة داخل أجندته دون إغفال ضرورة إبقاء التواصل الدائم بين القواعد والقيادة. ومؤكدا استعداد القيادة النقابية لدعم مطالبهم المشروعة اقليميا وجهويا معتبرا الجامعة الحرة للتعليم الموطن الحقيقي لهاته الطينة من المناضلين الشرفاء والمعروفين بنضاليتهم المستميتة ضد الفساد والدفاع عن حقوق الشغيلة. كما خلص اللقاء الذي حضره أعضاء المكتب الإقليمي والمكتب الجهوي إلى ما يلي. التطعيم المؤقت للمكتب الإقليمي بأعضاء جدد. مواصلة استئصال أذناب الفساد النقابي والإداري الذي يعاني منه الإقليم. وفي الأخير يهيب المكتب الإقليمي للجامعة الحرة للتعليم بجرسيف إلى الالتفاف حول إطارهم العتيد والمناضل الجامعة الحرة للتعليم لتخليق العمل النقابي والقطع مع الدسائس التي تحاك ضد رجال التعليم وتحاول لجم نضالاتهم الحقيقية والمشروعة. كما يدعو الشغيلة التعليمية إلى أخذ الحيطة والحذر من محاولات التشويش والاشاعات المغرضة التي تستهدف التبخيس من قيمة هذا الحدث".