لايزال مسلسل الالتحاقات بصفوف الفيدرالية الديمقراطية للشغل مستمرا بمختلف مدن المغرب، ليشمل مختلف القطاعات النقابية. وفي هذا الإطار، عقد المكتب الإقليمي للنقابة الديمقراطية للجماعات المحلية بالرباط يوم 29 ابريل 2009 بمقر الفيدرالية الديمقراطية للشغل ، لقاء لاستقبال عدد هام من المنسحبين من الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والملتحقين بصفوف الفيدرالية. اللقاء تميز بكلمة للأخ عبد الرحمان العزوزي الذي أكد أن البيت الفيدرالي ملك لكل العاملات والعاملين والأعوان والموظفين، للذين أسسوا الفيدرالية وللذين التحقوا بها و الذين سيلتحقون بها لاحقا ، معبرا عن اعتزازه بهذا الالتحاق الذي يعتبر استمرار للالتحاقات التي حصلت خلال موسمي 2008 و 2009 ، يساهم حتما في تقوية صفوف الفيدرالية الديمقراطية للشغل .فالتحاق عدد من القطاعات و المكاتب الجهوية و الإقليمية و المحلية بمدن الرباطالبيضاء طنجة و عدد من البرلمانيين الذين اقتنعوا أن الفيدرالية هي البديل النقابي الديمقراطي الذي يتسع لكل المبادرات الرامية للاستماتة في الدفاع عن قضايا الشغيلة المغربية ، يؤكد عبد الرحمان العزوزي، نتاج لقناعة بمبادئ الفيدرالية المبنية على الديمقراطية والاستقلالية والشفافية والمحاسبة ، وهي المبادئ التي جعلت عددا من المناضلات والمناضلين يلتحقون بصفوفها . وقد أكد احمد التدلاو ي على التحول النوعي الذي تترجمه اللحظة في مسار العمل النقابي بمدينة الرباط من خلال الالتفاف حول البديل النقابي الديمقراطي، المؤمن بنبل المواقف وجسامة المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع في الرفع من مستوى العمل النقابي وتقوية قدراته التنافسية والتفاوضية، وجعله قوة اقتراحيه بما يضمن تحقيق مطالب الشغيلة الجماعية،و هي الأهداف المشتركة .كما اعتبر الأخ التدلاوي موقف الإخوة الملتحقين تعبيرا عن رفضهم لتكريس قيم البيروقراطية والتسلط والخنوع ورغبتهم الأكيدة في الالتحاق عن قناعة راسخة بالفيدرالية الديمقراطية، مما يعتبر دليلا على استشرافهم للطريق الصحيح الدي أسست له الفيدرالية في التعاطي مع البعد النضالي للقطاعات النقابية، بما يضمن الاستقلالية المبنية على المقاربة التشاركية التي تمزج بين البعدين المحلي والوطني بما يضمن فاعلية المحلي بدعم من الوطني، وهي مقاربة افتقدها العمل النقابي لسنين طويلة، الشيء الذي يجعل الفيدرالية اليوم مؤسسة حداتية تزاوج بين الاستقلالية والمسؤولية الجماعية في احترام وتقدير تام للمناضلين و المناضلات بما يضمن حقهم في التكوين و التأطير و عدم احتكار المعلومة و الشفافية و التشاور بما يؤهل الجميع لتحمل المسؤوليات النضالية على قدم المساواة. العربي لخريم، الكاتب العام للنقابة الديمقراطية للجماعات المحلية ، اعتبر القاسم المشترك بين مناضلي الفيدرالية الديمقراطية للشغل وبين الإخوة الملتحقين هو احترام الأجهزة ، فلكل اختصاصه و الجهاز التنفيذي يلتزم بتنفيذ القرارات التي هي من اختصاص الأجهزة التقريرية وهي قيمة أساسية نلتزم بتنفيذها، والعمل على ترسيخها من خلال الحرص على احترام دوريات المجالس الوطنية التي تصوغ القرارات بعد التداول في شأنها ، مؤكدا على خصوصية الفيدرالية كمدرسة للتداول على المسؤولية واحترام الآجال القانونية للأجهزة واحترام القرارات و الأجهزة التنفيذية والتقريرية وكذا حقوق الأقليات والاحتكام لآليات الديمقراطية، بناء على القوانين التنظيمية ، مشيرا إلى أهمية المرحلة المقبلة من الحوار الاجتماعي لأجل تحقيق بعض المكتسبات للشغيلة الجماعية وعلى رأسها الحرص على إخراج النظام الأساسي للوجود، مما سيضمن تصحيح نظام 1977 الذي لم يواز التطور الحاصل في الجماعات المحلية، معتبرا أن الوضع الحالي للجماعات المحلية يقتضي التدقيق في هوية القطاع الذي تشوهت معالمه ولم يعد بالإمكان تحديد هويته الحقيقية . كريم الناصري الكاتب الإقليمي السابق للنقابة الوطنية للجماعات المحلية بالرباط التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل. منسق مجموعة المنسحبين وعضو المجلس الأعلى للوظيفة العمومية ، أكد أن الالتحاق بصفوف الفيدرالية الديمقراطية للشغل جاء نتاجا لتتبع مسيرتها السائرة في خط تصاعدي ورصد لطرق وآليات اشتغال المكتب الإقليمي للنقابة الديمقراطية للشغل بالرباط، مما ولد قناعة راسخة بضرورة التمرد على بعض الأشكال البيروقراطية والتسلط وخنق كل المبادرات الرامية لتخليق العمل النقابي، الشيء الذي ترتب عنه الانسحاب من الكونفدرالية.