بمدرج الشريف الادريسي بكلية آداب الرباط، نظمت شعبة اللغة العربية يوما دراسيا حول الرواية المغاربية، نهار الجمعة 31 أكتوبر 2008 استضافت مجموعة من الأدباء والنقاد المغاربة، ويأتي هذا النشاط في إطار تكريم رئيس اتحاد كتاب المغرب الأستاذ عبدالحميد عقار الذي عبر في كلمته عن حبه واعتزازه بهذا التكريم قبل أن يسافر بنا في ذاكرته مبرزا شريط حياته بشكل عام والمشهد الثقافي والفني المغاربي بالخصوص. هذا الأخير الذي استطاع أن يحقق وحدة الدول المغاربية في ظل الفتور السياسي والاجتماعي الحالي. وتعتبر مداخلات اليوم الدراسي، رؤيا عميقة وقراءة تشريحية للمشهد الثقافي الروائي المغاربي، حيث تم التطرق الى دراسة ثلاث روايات مغربية وأخرى جزائرية وواحدة تونسية ومثلها ليبية. ركز الأستاذ عبدالفتاح الحجمري في مداخلته، على الرواية التونسية «مرافئ الجليد» التي اعتبرها مجرة من الأحداث، بعدما اختلف مجموعة من النقاد في تصنيفها هل هي رواية فلسفية أم سياسية أم واقعية أم بوليسية؟ لكنه أصر أن تكون رواية فكرية لتعاطيها مع مفهومي الإنسان والوجودوتتشكل من قطبين أساسيين هما التاريخ والايديولوجيا بينما تناول الأستاذ شعيب حليفي الرواية الجزائرية «عرس البغل» للكاتب طاهر وطار بالتحليل والتفصيل باعتبارها رواية تقوم على فضح استغلال المزارعين بقانون «مان كينيان» المتمثل في الإتاوات والرواية ذو بناء جمالي مع تكييف خطا بات المرحلة «الديني السياسي الاجتماعي» وفضح اللاوعي الزائف باعتباره ايديولوجيا تنبثق من مفاهيم الذات والمجتمع والتاريخ. أما الأستاذ عبداللطيف محفوظ فقد أبرز تحالف قوى السلطة في رواية «سيدة المقام» لواسيني الاعرج مع القوى الرجعية لتكون شرعيتها وبالتالي تمثيل إحباط الفرد في علاقته بين ايديولوجيتين متنافستين، هما: ايديولوجيا السلطة وايديولوجية الاصولية المعاصرة. وساهم الاستاذ حسن المودن في النبش في جسد رواية «أشجار القيامة» للكاتب بشير المفتي، معتبرا الجسد مدخلا يفرضه النص وهو يتخذ الجسد معنى مغايرا للمعنى الرومانسي الايروتيكي بل كشف تجلياته في لحظة الاعتقال والحرمان وقسوة الحب واعتبره موضوعا للكتابة وأيضا يمثل ذات الكتابة نفسها وينتج خطابها بمعنى آخر؛ الجسد ينحكي وينقاد ولا يحكي ويقود. كما ساهمت الدراسات النقدية في مزيد من الإحاطة بفن الرواية وهذا ما حققه الأستاذ حميد الحميداني في متخيل وصف الأمكنة في السرد المغربي لقصة محمد الشركي «العشاء السفلي» والتي استمد منها قيمتها الشاعرية وأغرقها الكاتب بأوصاف الطبيعة وهو يمثل على حد قوله نموذجا في الاستعارة التي يصل بها الى المستوى العالمي، وأيضا «توابيث لعرائس البحر» لعز الدين التازي الذي رسم جميع الخطوط التخييلية اللعوب وبنى أسلوبه على الوصف من البداية الى النهاية وغيب الحدث بوصفه لخواء الحياة من المعنى، وهذا الوصف على حد قوله يجعلك متورطا في النص حينما يعرض أحداثا متناقضة. وأيضا اتخذ نموذج «طوق النورس» لسلام دريسو الذي يحمل رصيدا مهما من اللغة الروائية الوصفية المقنعة أكثر مما تقنع رواية التحليل الدرامي. وكذلك فتت الاستاذ عبدالعالي بوطيب في مداخلته «مفهوم التجريب » في الرواية وقسمه الى ثلاثة محاور: 1 سلطة النقد والتجريب، حيث أن سلطة النقد لا تأخذ هذا الحق الا بالعدل وليس بالاهواء. 2 فهم التجريب بما هو مخالف لواقعنا 3 التعامل التعميمي لمفهوم التجريب وهو حصيلة لمقومات فنية معينة. وفي الأخير تطرق الاستاذ حسن بحراوي في مداخلته والتي عنونها ب «سيرة السجن في المغرب مرة أخرى» الى موضوع السجن أو المعتقل في المتن الروائي ابتداء من الستينيات برواية «الأبواب السبعة» لعبد الكريم غلاب ونص علال الفاسي الذي نفي الى الغابون وفي أواخر السبعينيات ظهرت روايات لعبد اللطيف اللعبي وعبدالقادر الشاوي، التي كانت تغطية لليسار السياسي ثم المرحلة الأخيرة وهي مرحلة التسعينيات لحظة الانفتاح السياسي وما ظهر بعد معتقل تازمامارت، وهذه الكتابات السجنية يعتبرها البحراوي ليست طبيعية، لكونها في المجمل ذات طابع حزين. ولم تكتب لأجل الإبداع بل لأجل إسماع أصواتهم وتحريرها وسماه أيضا بأدب سيئ السمعة، مؤلم، محمل بالدلالات الجارحة مما اقترفه الطيش السلطوي كما أن هذه الكتابات لم تبذل لأجلها مجهودات لتحليلها. كما شارك في هذا اليوم بالجلسة الصباحية، الأساتذة: أحمد المديني بمداخلة عنونها ب: «لخاطر الوقت المضيء» ورشيد بنحدو في «تداعيات تناصية في الرواية المغربية ونجيب العوفي» قراءة في الرواية المغاربية «وفتيحة الطايب ب: مركزية الهامش لإبراهيم الكوني نموذجا ومحمد الداهي في النقد المغربي والرواية المغاربية. وسير الجلستين الأستاذين سعيد علوش وسعيد يقطين