أوضح وزير التربية الوطنية خلال انعقاد لجنة التعليم والإعلام والثقافة يوم الثلاثاء الماضي أن البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين خضع لست عمليات افتحاص من جهات مختلفة. وأكد محمد الوفا خلال تقديم النتائج الأولية للتقويم المادي والافتحاص المالي لتنفيذ مشاريع البرنامج الاستعجالي أن هذه الافتحاصات قامت بها الجهات الدولية المانحة والمجلس الأعلى للحسابات والمفتشية العامة للمالية ومدير المؤسسات العمومية والمفتشيتين العامتين التابعتين لوزارة التربية الوطنية، مضيفا أن هذه الافتحاصات دققت في الجوانب المالية والبيداغوجية والإنفاقات المتعلقة بالمؤسسات التعليمية على مستوى الأكاديميات. وحدد وزير التربية الوطنية الإشكالية المحورية بشأن البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين في العجز في التواصل داخل أوساط المنظومة التربوية، ثم مع وسائل الإعلام والشركاء النقابيين. إثر ذلك فسح المجال للمفتشين العامين بوزارة التربية الوطنية المكلفين بالشؤون التربوية والشؤون الإدارية والمالية لتقديم تدخليهما حول نتائج الافتحاص المنجز في المفتشيتين. ومن خلال المعطيات المقدمة يتضح أن جل المشاريع حصلت على نسب فوق المتوسط العام المحدد في 64 في المائة ، بينما عرف مشروعا تعزيز المناهج والتحكم في اللغات التعثر. وهكذا فإن نسبة الإنجاز بلغت مثلا في الدارالبيضاء الكبرى 81 في المائة وفي مكناس تافيلالت 74 في المائة وفي الرباطسلا 71 في المائة وفي تادلة أزيلال 69 في المائة وفي فاس 58 في المائة بينما لم تتجاوز في دكالة عبدة 40 في المائة، ومن ثم فإن التفاوت كبير بين أول وآخر أكاديمية، ومن ضمن عوامل التحقق الحضور القوي للوسط الحضري والاستقرار النسبي للمسؤولين، فيما تمثلت عوائق التحقق في شساعة المجال الترابي لبعض الأكاديميات وهيمنة الوسط القروي بها وإحداث نيابات جديدة وعدم استقرار المسؤولين، هذا بالإضافة إلى نزول المشاريع دفعة واحدة وغياب نظام للأولويات. وبخصوص بيداغوجية الإدماج فقد تم تأكيد عدم الصلة بينها وبين البرنامج الاستعجالي الذي انطلق في 2009 وبيداغوجيا الإدماج التي انطلقت في 2010 والتي تطلبت ميزانية مهمة أخذت من الغلاف المالي للبرنامج الاستعجالي، وكان من تبعات هذا الإرباك أو الإقحام كماجاء على لسان وزير التربية الوطنية عدم إشراك الخبراء المغاربة وإقصاء جميع البيداغوجيات الأخري، فيما جاء ضمن الخلاصات المتصلة بهذا الملف ضرورة دعم استقلالية المؤسسة ودعم مبادراتها وتعزيز دور الأستاذ في الاجتهاد واختيار البيداغوجيا المناسبة. ورغم المنجزات المهمة على مستوى تعميم التمدرس وتوسيع العرض التربوي والدعم الاجتماعي الذي خصص 6.1 مليار درهم من أصل 33 مليار درهم المرصودة للبرنامج فإن إنجاز البناءات المدرسية بالتعليم الابتدائي مثلا عرف تأخرا حيث انحصرت النسبة المتوسطة في 27 في المائة، وبذلك فقد أحدث تأصيل المؤسسات التعليمية الذي بلغ 56 في المائة وتأهيل الداخليات (55 في المائة) وتجديد تجهيزاتها (78 في المائة) بعض التوازن. كما بلغت نسبة الاستفادة من الإطعام المدرسي بالابتدائي 75 في المائة، وبخصوص برنامج تيسير فقد عرف نسبة نجاح بلغت مائة في المائة حيث تستفيد منه 405 آلاف أسرة، وتقع جهة مراكش تانسيفت في المقدمة ب 75 ألف أسرة مستفيدة ثم سوس ماسة ب 74 ألف أسرة مستفيدة والغرب الشراردة ب 60 ألف أسرة. هذا وقد أوضح وزير التربية الوطنية أن الصعوبات في التعليم تتركز أساسا في أكاديميات سوس ماسة ومراكش تانسيفت وتازة الحسيمة تاونات نظرا لشساعتها وهيمنة الوسط القروي بها، فهذه الأخيرة مثلا تسجل أعلى نسبة انقطاع ب 6.1 في المائة خاصة على مستوى الفتيات، بينما تواجه أكاديمية مراكش نسبة 32 في المائة من الاكتظاظ في الإعدادي و50 في المائة من الاكتظاظ في الثانوي. وفي ختام هذا اللقاء أوضح محمد الوفا أن وزارة التربية الوطنية ستعتمد في الدخول المدرسي المقبل رقما أخضر للتبليغ عن كل تعثر يعيق نجاح الدخول المدرسي واتخاذ الإجراءات القانونية حياله.