أظهر تقرير لوزارة التربية الوطنية أن هدف محاربة التكرار والانقطاع عن الدراسة الذي تضمنه البرنامج الاستعجالي للتربية والتكوين (2009/2012) تحقق بنسبة 68 بالمئة٬ فيما تجاوزت نسبة تحقيق المشاريع البيداغوجية 50 بالمئة. وأوضح التقرير المتعلق بالنتائج الأولية لعملية تقويم وافتحاص مشاريع البرنامج الاستعجالي (الجانب البيداغوجي)٬ والذي قدمه المفتش العام للشؤون التربوية خالد فارس٬ خلال اجتماع للجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب أمس الثلاثاء٬ بحضور وزير التربية الوطنية٬ أن نسبة الانقطاع عن الدراسة بالتعليم الابتدائي على المستوى الوطني بلغت 1ر3 بالمئة وهي نسبة قريبة من تلك المتوقعة في البرنامج الاستعجالي (8ر2 بالمئة). وأبرز التقرير أن هذا المؤشر عرف انخفاضا هاما مقارنة مع المعدل الوطني في ثمانية جهات٬ إذ تتراوح نسبته بين صفر بالمئة بثلاثة جهات و4ر2 بالمئة بجهة الغرب الشراردة بني احسن٬ في حين لا يزال هذا المؤشر مرتفعا بثمانية جهات أخرى٬ حيث سجلت أعلى نسبة (1ر6 بالمئة) بجهة تازةالحسيمة. وأشار إلى أن نسبة الانقطاع عن الدراسة بالتعليم الإعدادي على المستوى الوطني بلغت 8ر10 بالمئة٬ حيث ما زالت تتجاوز النسبة المتوقعة في البرنامج الاستعجالي بنقطتين. وبخصوص نسب التمدرس بالتعليم الأولي٬ أبرز التقرير أنه تم تحقيق 63 بالمئة كنسبة على المستوى الوطني٬ والتي تبقى أقل من توقعات البرنامج الاستعجالي (95 بالمئة). أما نسبة تمدرس أطفال الفئة العمرية 11-6 سنة فقد تجاوزت على المستوى الوطني توقعات البرنامج الاستعجالي (95 بالمئة)٬ بينما سجل مؤشر تمدرس أطفال الفئة العمرية 14-12 سنة 79 بالمئة على المستوى الوطني٬ وهو لا يرقى إلى ما كان متوقعا في البرنامج الاستعجالي (90 بالمئة). وبلغت نسبة تمدرس أطفال الفئة العمرية 17-15 سنة٬ 53 بالمئة على المستوى الوطني٬ وهي تقترب من توقعات البرنامج الاستعجالي (60 بالمئة). وأظهر التقرير أن نسبة الاكتظاظ بالتعليم الابتدائي بلغت على المستوى الوطني 9ر7 بالمئة٬ و4ر14 بالمئة بالإعدادي٬ و4ر31 بالمئة بالثانوي التأهيلي. ومن جهة أخرى٬ تطرق التقرير إلى مدى تنفيذ مختلف المشاريع البيداغوجية التي تضمنها البرنامج الاستعجالي٬ وأبرز أن نسبة تحقق جميع هذا المشاريع البيداغوجية فاقت 50 بالمئة باستثناء مشروعي مراجعة المناهج (19 بالمئة) وتعزيز التحكم في اللغات (3 بالمئة). وأوضح أن خمسة مشاريع سجلت نسبا جيدة (تعزيز آليات التأطير والتفتيش التربوي 73 بالمئة٬ وتحسين جودة الحياة المدرسية 70 بالمئة٬ وتحسين نظام التقويم والإشهاد 68 بالمئة٬ ومحاربة التكرار والانقطاع عن الدراسة 68 بالمئة)٬ ومشروعان سجلا نسبا فوق المتوسط (إدماج تقنيات الاعلام والاتصال وحفز روح الابداع ضمن مجال التعلمات وتطوير العدة البيداغوجية 64 بالمئة)٬ في حين سجلت أربعة مشاريع نسبا مقبولة تراوحت بين 54 و58 بالمئة (تشجيع التميز٬ ووضع نظام ناجع للاعلام والتوجيه٬ وإنصاف الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة٬ وتطوير التربية البدينة والرياضة المدرسية). وخلص التقرير إلى أنه بالرغم من وضوح وأهمية الغايات والأهداف والتصورات المؤطرة للبرنامج الاستعجالي٬ وبالرغم من الاعتمادات الهامة المرصودة لتنفيذه٬ فإن حجم وثقل هذا البرنامج (26 مشروع وأكثر من 130 تدبير و300 مؤشر) ومحدودية القدرات التدبيرية والتنظيمية لدى مصالح الأكاديميات والنيابات٬ حالا دون تحقيق كل النتائج المرجوة. ولتحسين مردودية منظومة التربية والتكوين٬ دعا التقرير الوزارة ومصالحها الجهوية والاقليمية إلى إعادة ترتيب الأولويات والتركيز على العمليات ذات القيمة المضافة المرتفعة٬ وتطوير وتنمية مجالات التدبير والتنظيم لاسيما ما يخص تأهيل الموارد البشرية المكلفة بالتدبير٬ واعتماد التنظيم والتخطيط الاستراتيجي والإجرائي٬ والمراقبة والتقويم والافتحاص. *تعليق الصورة: محمد الوفا وزير التربية الوطنية المغربي